يعاني سكان الفلوجة حصارًا خانقًا وسط استمرار المعارك منذ ثلاثة اسابيع بين القوات العراقية وداعش الذي يحتجز المدنيين رهائن خلال دفاعه عن معقله، ما يرغم عشرات الاف من السكان على الفرار من منازلهم. وقد تمكنت القوات الامنية من السيطرة على مواقع مهمة في الاحياء الجنوبية من الفلوجة خلال اول اسبوعين من المعارك، وتقاتل حاليًا للسيطرة على منطقة جبيل، في جنوب المدينة، وفقًا لمصادر امنية. وأكد ضابط برتبة عقيد في شرطة الانبار أن قوات مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الانبار تواصل عملية تحرير منطقة جبيل وسط مقاومة عنيفة لتنظيم داعش. وتقاتل القوات الامنية بمساندة قوات التحالف بقيادة واشنطن التي تستهدف طائراتها معاقل المسلحين في موازاة القصف المدفعي في حين تدور معارك شوارع في المدينة باسلحة خفيفة. ولم يلتزم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بنصيحة واشنطن تركيز الجهود على استعادة الموصل (370 كلم شمال بغداد)، وأعلن انطلاق عملية استعادة الفلوجة فجر 23 الشهر الماضي. ويسير تقدم القوات العراقية بشكل بطيء نظرًا للرمز الذي تمثله الفلوجة بالنسبة للجهاديين، لكنها تواصل فرض حصار مشدد لن يترك للمتطرفين من خيار سوى القتال حتى الموت. كما يؤدى استخدام المدنيين دروعًا بشرية من قبل داعش الى عرقلة تقدم القوات نحو اهدافها. وتمكن مالايقل عن 43 ألف شخص من النزوح الى خارج المدينة منذ انطلاق العمليات قبل ثلاثة اسابيع، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. لكن غالبيتهم فرت من مناطق تقع على أطراف الفلوجة، فيما لايزال سكان مركز الفلوجة يواجهون مصاعب كبيرة للهرب. ومحاولات الهرب شديدة الخطورة نظرًا للعبوات الناسفة على الطرق وقيام المسلحين بإطلاق النار وقتل عشرات المدنيين خلال الايام الماضية. وقرر الجيش العراقي الاسبوع الماضي فتح ممر لمساعدة المدنيين على الخروج. ساعد هذا الامر الآلاف على الفرار لكن مازالت هناك صعوبة للوصول اليه انطلاقا من بعض أحياء المدينة اضافة الى المخاطر الناجمة عن ذلك.
مشاركة :