روحاني: لا يمكن لعلاقات العداء أو الصداقة أن تستمر إلى الأبد

  • 1/24/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لندن: علي بدرام قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إن «تحويل علاقة العداء التاريخي بين إيران والولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة إلى الصداقة بين الجانبين أمر ممكن؛ إذا بذل الجانبان جهودهما لتحقيق هذا الهدف». وأجرى التلفزيون السويسري حوارا مع روحاني إثر وصوله لمدينة دافوس يوم الأربعاء للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي. ونقلت وكالة رويترز عن روحاني قوله «إن تحويل العداء الأميركي الإيراني المستمر لثلاثة عقود إلى علاقة صداقة مرهون بإرادة الطرفين». وأضاف الرئيس الإيراني أن «التعاملات بين إيران والولايات المتحدة دخلت خلال الأشهر الماضية مرحلة جديدة، إذ بادر الجانبان - وللمرة الأولى - بإجراء المفاوضات، وتبادل وجهات النظر، واتخاذ القرارات المشتركة بهدف إيجاد حل للمناقشات الدائرة بشأن البرنامج النووي الإيراني». وعد روحاني «هذه الخطوة تشكل تطورا هاما للنظام الإيراني بعد قيام الثورة الإسلامية». وعن سؤال حول إمكانية أن يصافح روحاني نظيره الأميركي إذا بادر الأخير بمد يده إليه، قال روحاني: «ينبغي على الجميع أن يساهموا في توفير ظروف أفضل تخدم السلام العالمي وتوطد العلاقات بين شعوب العالم، وعلى الجميع أن يذعنوا بضرورة تحقيق هذا الهدف الملح في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة». وحول إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران أوضح روحاني «بأنه لا يوجد مستحيل في هذا العالم»، مؤكدا على أنه «لا يمكن لعلاقات العداء أو الصداقة أن تستمر للأبد». وأشار الرئيس الإيراني إلى المشاكل الكثيرة في العلاقات الإيرانية الأميركية، وأضاف قائلا: «لا يمكن حلحلة كافة المشاكل العالقة في قصير الأمد، إذ يجب التركيز على حلحلة المشاكل، والتفكير الإيجابي بمستقبل العلاقات الثنائية، وهذا يتطلب عملا شاقا وجهودا مضنية». وعن الذي طرأ لتجري إيران والولايات المتحدة التعديلات في مواقفهما، تابع روحاني أن «كيفية سير الأمور مرهونة بأداء الحكومات، فإذا أقرت الإدارة الأميركية رسميا بحقوق الشعب الإيراني، وقامت بتهيئة الظروف لإزالة التخاصم، سيكون الرد الإيراني إيجابيا على مثل هذه الخطوة». من جهة أخرى، أكد روحاني في كلمة له خلال المنتدى الاقتصادي العالمي أمس على ضرورة استعادة الاستثمار الاقتصادي للشركات الأجنبية في إيران، داعيا الساسة والمستثمرين الأجانب لزيارة إيران. وأضاف روحاني: «تمتلك إيران طاقات تؤهلها لأن تكون ضمن أفضل عشر دول اقتصاديا في العالم في غضون الأعوام الثلاثين القادمة». وأبدى الرئيس الإيراني استعداد بلاده للتعاون في قطاع الطاقة، ورحب بالمشاركة الإيرانية الاقتصادية في قطاع الطاقة. وعد أنه «لدينا استعداد تام للتعاون مع كافة دول الجوار في شؤون البيئة، وتوفير الصيانة للمنشآت النووية، والمشاريع الاقتصادية المشتركة، وتعزيز التعاون التجاري، وبذل الجهود للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتفادي وقوع كارثة إنسانية في سوريا، وتوفير أمن الخليج الفارسي، ومكافحة الإرهاب والتطرف على أساس قواعد للعمل المشترك، وأسس قانونية». وصرح روحاني أن «إيران تضع التعاون الإقليمي في أولوية سياستها الخارجية، إذ تعتزم الحكومة الإيرانية أن تعيد بناء العلاقات الاقتصادية والسياسية مع كافة دول الجوار بما فيها العراق، والسعودية، وتركيا». وأشار الرئيس الإيراني إلى زعزعة الاستقرار والعنف الذي يعصف حاليا بمنطقة الشرق الأوسط، وقال: «أعتقد أن الاستقرار في العالم مرهون بالاستقرار في الشرق الأوسط، ولا يمكن توفير الأمن في المنطقة إلا من خلال الاهتمام بالمطالب الشعبية، فلذا ينبغي الاستماع إلى أصوات شعوب المنطقة، وتوفير فرص العمل ومستقبل مليء بالأمل بهدف إحلال الاستقرار والأمن في العالم. وهنا أعلنها صراحة أن طريق الأمن والاستقرار يمر عبر الثقافة، والتنمية، والتمسك بالأخلاقيات». ويعتبر حسن روحاني ثاني رئيس إيراني يوجه إليه الدعوة للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وسبقه محمد خاتمي الذي حضر المنتدى في عام 2004. وتوجه المدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى طهران منذ فترة ليسلم الدعوة لروحاني للمشاركة في الاجتماع السنوي للمنتدى، الذي يستمر حتى 25 يناير (كانون الثاني) الجاري. ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 2500 شخص، منهم 40 رئيسا للجمهورية و1500 من رؤساء الشركات الاقتصادية العالمية الكبيرة في الاجتماع الرابع والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي. وينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي (world economic forum) سنويا في سويسرا حيث يشارك فيه الزعماء السياسيون، والنخبة الاقتصادية والتجارية. وقد كسب هذا المنتدى عنوانه من مقر انعقاده في مدينة دافوس السويسرية. ويعتبر المنتدى الاقتصادي العالمي مؤسسة دولية غير حكومية، حيث يرى القائمون على هذه المؤسسة بأنها تشكل مكانا مثاليا لتبادل الآراء والأفكار حول أهم القضايا والمشاكل الاقتصادية، والاجتماعية في العالم، فإنها تضم ممثلين عن أهم وأكثر المؤسسات الاقتصادية نفوذا ما يؤدي إلى إثارة نقاشات واسعة وصريحة في أجواء غير رسمية في المنتدى. ويمكن القول: إن المنتدى الاقتصادي العالمي يمهد فرصة لمشاطرة الأفكار على المستوى العالمي ويمهد الفرصة لإيران هذا العام لإيصال صوتها لأصحاب الرأي التواقين للاستماع إلى كلمة الرئيس الإيراني والاطلاع على الخطاب الإيراني. وكتبت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن «كلمة الرئيس الإيراني تشكل الذروة السياسية التي قد يبلغها المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام، إذ سيوجه روحاني الدعوة لكافة الدول للاستثمار في إيران».

مشاركة :