كيري يحذر روسيا من أن صبر بلاده في شأن سورية «له حدود»

  • 6/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (الأربعاء)، روسيا في شأن النزاع السوري، قائلاً إن صبر واشنطن «محدود جداً» خصوصاً في شأن محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال كيري خلال زيارة للنروج اثر لقائه نظيره الايراني محمد جواد ظريف «على روسيا أن تفهم أن صبرنا ليس بلا حدود. وفي الواقع هو محدود جداً في ما يتعلق بمعرفة ما اذا ستتم محاسبة (الرئيس السوري بشار) الاسد أم لا» حول النزاع في بلاده. وأضاف كيري أن الولايات المتحدة «مستعدة أيضاً لمحاسبة (المجموعات المسلحة) من عناصر المعارضة» الذين يشتبه بارتكابهم انتهاكات أو الذين «يواصلون المعارك في انتهاك لوقف اطلاق النار». وتابع كيري: «تبين ان وقف الاعمال القتالية هش ومهدد ومن الحيوي ارساء هدنة حقيقية. اننا ندرك هذا الامر وليس لدينا اي اوهام». وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على اتفاق لاحياء وقف اطلاق النار وتأمل بالتوصل اليه في الاسبوعين المقبلين، ما سيسرع وتيرة ايصال المساعدات الانسانية الى مئات آلاف المدنيين المحاصرين. وقال كيري ايضاً: «لن اطلق اي وعد يلزمني، لكن محادثاتي مع (الوزير الايراني) ظريف تجعلني اعتقد ان هناك سبلاً للتوصل الى ذلك». وتعليقاً على أداء الأمم المتحدة في ملف المساعدات الى المناطق المحاصرة، اتهمت 55 منظمة سورية قريبة من المعارضة أو محسوبة عليها بينها الدفاع المدني و«الشبكة السورية لحقوق الانسان» والمجالس المحلية في بلدات ومدن عدة، المنظمة الدولية بـ«الانحياز» الى النظام السوري في عملية ايصال المساعدات. وقالت في تقرير اعدته حملة «من أجل سورية» نشر اليوم، «اختيار المنظمة الدولية تقديم التعاون مع الحكومة السورية كأولوية مطلقة على ما سواه، وبغض النظر عن الأثمان المدفوعة لهذا الخيار؛ أوصل الأمم المتحدة إلى منح حق توزيع بلايين الدولارات من المساعدات الدولية إلى طرف واحد فقط من النزاع». ورأت أن هذا الأمر أدى «إلى التأثير على مسار الصراع الدائر، بل وحتى إطالة أمده». ويستند التقرير الى شهادات موظفين حاليين وسابقين في الأمم المتحدة وعاملي إغاثة وناشطين معارضين ومدنيين محاصرين في مناطق عدة في سورية. وورد في التقرير: «اختارت الأمم المتحدة الامتثال للقيود المفروضة من قبل الحكومة السورية على نشاطاتها وعملياتها على الأرض. وكنتيجة لذلك، درجت في الأمم المتحدة ثقافة الخضوع في التعاطي مع الحكومة». ورداً على الاتهامات، شدد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو على ان الأمم المتحدة «لا تساعد السوريين بناء على مكان وجودهم ولكننا نساعد السوريين وفق الحاجة». وأوضح ان ارسال قافلة مساعدات الى منطقة محاصرة من دون الموافقة اللازمة من السلطات اشبه «مهمة انتحارية للعاملين في المجال الانساني». وأقر بان الحكومة «عرقلت» ايصال المساعدات الى بعض المناطق المحاصرة لكنه سأل «هل علينا نتيجة ذلك ان نترك (المحاصرين) الاخرين عرضة للجوع؟». وبحسب الأمم المتحدة، يعيش حوالى 592 ألف و700 شخص في مناطق محاصرة في سورية. ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة و«جبهة النصرة» والفصائل المقاتلة المتحالفة معها من جهة أخرى في ريف حلب الجنوبي، تسببت بمقتل أكثر من سبعين مقاتلاً من الجانبين منذ الثلثاء واصابة العشرات بجروح، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان.« وتمكنت قوات النظام بدعم جوي مكثف من الطيران الروسي وسلاح الجو السوري من استعادة السيطرة على بلدتي خلصة وزيتان في ريف حلب الجنوبي بعد ساعات من سيطرة «جبهة النصرة» والفصائل عليهما. وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بأن بلدة خلصة تحظى «بموقع استراتيجي، اذ تقع على تلة تشرف على طريق امداد لقوات النظام ينطلق من جنوب حلب ويربط مطار النيرب العسكري بمناطق سيطرة قوات النظام في غرب حلب». على جبهة أخرى، افاد المرصد بقصف كثيف تعرضت له مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» في مدينة منبج شمال شرقي حلب، جراء قصف للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على مواقع المقاتلين في غرب المدينة وقصف لـ«قوات سورية الديموقراطية» على مواقع التنظيم في شرق المدينة. وبدأت هذه القوات هجوماً في المنطقة نهاية الشهر الماضي وتمكنت من تطويق منبج وقطع طرق امداد المقاتلين الى مناطق اخرى تحت سيطرتهم وباتجاه الحدود التركية.

مشاركة :