خيارات هودجسون الهجومية تحتاج إلى تعديل أمام ويلز

  • 6/16/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في خضم يوم عصيب ومرير في مرسيليا، كان هناك ارتياح لأن تكون هدفًا لأسئلة تتعلق فقط بكرة القدم. عند مشاهدة إنجلترا وهي تنزل إلى أرضية الميدان وسط موجات من أجواء التشجيع في ملعب فيلودروم، كان حريًا أن يتساءل المرء عما إذا كان روي هودجسون أحسن اختيار تشكيله الذي يعتبر بمثابة مغامرة. إفراط في الهجوم؟ إفراط في عدم التحلي بالمسؤولية عند رمي النرد، ليوظف القائدة فجأة في مكان لم يألفه في وسط الملعب؟ وهل كان من قبيل الحماقة المفرطة تفضيل أدم لالانا على جيمي فاردي كخيار للهجوم من الأطراف؟ هل كان يمكن أن يستجيبوا للآمال التي تعلقت عليهم وتقديم المردود المطلوب منهم؟ في نهاية الأمر، سيظل بعض من هذه الأسئلة يتردد بحثا عن إجابة. بطريقة ما بدا هذا مذكرا بمدينة ماناوس البرازيلية، والمباراة الافتتاحية في كأس العالم قبل عامين في البرازيل. في ذلك الوقت، وفي خضم الحرارة الأمازونية، بدأت إنجلترا ضد إيطاليا بهجوم مباغت، يعتمد على دانييل ستوريدج كرأس حربة، فيما يلعب داني ويلبيك وواين روني من كلا الجانبين يتملقان المراهق رحيم ستيرلينغ، الذي كان حصل على الإذن لشغل دور صانع الألعاب في وسط الملعب الهجومي. لكن في مواجهة أولئك المدافعين الإيطاليين المراوغين، وفي وجود أندريا بيرلو كقائد للأوركسترا أمامهم، تلاشت فرص إنجلترا. سجل ستوريدج - لكن ما كان مؤشرا على كيف تتقلب الدوائر في كرة القدم، هو أن الرجل الذي سجل هدف الفوز لإيطاليا، كان مهاجما شابا متمردا، تقلصت مسيرته الكروية فيما بعد، وهو ماريو بالوتيلي. كان من المشكلات الواضحة التي واجهها هودجسون عندما عاد من البرازيل، مهزوما ومتذيلا المجموعة بنقطة واحدة وهدفين، بعد مغامرة سيئة في كأس العالم، هي نقص عدد المهاجمين الهدافين في فريقه. كان اعتزال ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد قد حرم إنجلترا من قوتين تهديفيتين من وسط الملعب. وما كان مثيرا للاهتمام، أنه بعد موسمين، ومع تقهقر روني إلى قلب وسط الملعب هنا في فرنسا مع مهام مختلفة للغاية أداها بشكل رفيع، فإن ثلاثي الهجوم الإنجليزي الذي تم اختياره لغزو الخط الخلفي المخضرم لروسيا، لم يكن يتمتع بخبرة لافتة في تسجيل الأهداف على المستوى الدولي – ليس حتى الآن، على أي حال. ذهب آدم لالانا إلى هذه البطولة ورصيده صفر من الأهداف الدولية. أما رحيم ستيرلينغ فرصيده هدفان، وهاري كين 5. وكما أثبت إسبانيا بطريقة استحواذها، في الفوز ببطولة يورو 2012، فإن التنوع في الفريق يمكن أن يقلل الحاجة إلى الاعتماد على مهاجمين صريحين. لكن، وبشكل طبيعي، هناك عبء مؤكد يحمله كين بعد موسمين كان خلالهما بمثل تلك الغزارة التهديفية، وهو ما وضع في مصاف المهاجمين من الطراز الأول. لم يكن في أحسن حالاته فيما تحول إلى ليلة عصيبة ضد روسيا، لكنه ليس من نوع اللاعب الذي يستسلم، وهو يتطلع إلى الأمام بعزيمة وتصميم. قد يجد نفسه مع شركاء مختلفين في خط الهجوم، بعد أن أظهرت ليلة من العمل مع لالانا وستيرلينغ ملامح خطورة لكن من دون تأثير كبير. لم تكن أوضح الفرص من نصيب كين، ولم تكن لمسته سلسة كما اعتادت أن تكون في معظم الموسم. أما لالانا فأهدر عددا من الفرص وقد يفكر بأنه كان لا بد أن يسجل أول هدف له مع بلاده. في حين قدم ستيرلينغ بعض اللمحات لكن المنتج النهائي لم يكن هو المطلوب. غير أن فرص كين في تحقيق الربط والانسجام مع رفاقه لم تتأتى بسهولة أو بدقة. ربما سأل فاردي وستوريدج، وحتى الورقة الثائرة، ماركوس راشفورد، أسئلة مختلفة عن مباراة روسيا. كان اللافت أن التهديد الأكثر خطورة كان يأتي من خلف الخط الهجومي، من ديلي ألي. كان استعداده للمغامرة عندما يستشف فرصة للتقدم، أمرا واعدا. لم تنجح هذه الغرائز الهجومية دائما لكن هذا التوق للتعبير عن نفسه كان واضحًا. وكان لدى ألي الذي كان يحاول الالتزام باللعب في مكان أعمق عما اعتاد مع توتنهام، روح جرو يحاول التخلص من قيده. كان يريد أن يتقدم للأمام، ويصنع شيئا، أو يشعل شرارة. إن المباريات الفاصلة في البطولات التي تتطلب تحقيق انتصار غالبا ما تبحث عن لحظات. استغل ماريو غوتزه لحظته في نهائي كأس العالم الأخيرة، في حين لم يستغلها غونزالو هيغواين. كما تعيش شبه اللحظة بالنسبة إلى بول غاسكوين ضد ألمانيا في يورو 1996، في تاريخ كرة القدم الإنجليزية. كما أن هدف ديفيد تريزيغيه الذهبي في 2000 لا ينسى بالنسبة إلى فرنسا. إن مثل تلك اللحظات المحورية تبدو غير واضحة لإنجلترا بعد التعادل في المباراة الافتتاحية، بالطبع. انتهت الليلة بندم، بعد أن قدم المنتخب أداء بطيئًا وانتعاشة في الآمال عندما ظن الجميع حدوث انفراجة. جاء هذا من مصدر غير متوقع - من قدم إريك داير الصاروخية. كان إيغور أفينكيف يتمركز بشكل سليم في المرمى الروسي قبل الهدف، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى مسار الكرة الذي لا يخطئ، حيث سجل نجم توتنهام الكرة داخل الزاوية العليا لشباكه. لم يكن هذا كافيًا. قضى الرد الروسي، بهدف تعادل في نهاية المباراة، على الزخم الذي كانت تمتلكه إنجلترا. وسلط الضوء على كيف أن امتلاك السيطرة على فترات من المباراة يحتاج لأن يتم ترجمته بتفوق مطمئن في عدد الأهداف، حيث كانت روسيا تهاجم بشراسة كبيرة قبل هدف التعادل. لكن إجمالاً، بمقدور إنجلترا تدارك الأمور بزيادة الشراسة الهجومية في الخط الأمامي خلال المباراتين التاليتين ضد ويلز وسلوفاكيا، خصوصًا إذا كانت تنوي تحقيق النجاح في هذه البطولة. ألان شيرر المهاجم السابق لإنجلترا قال إن أداء هاري كين أمام روسيا لم يكن جيدا بما يكفي، ولا يمكنه الشكوى إذا شارك جيمي فاردي على حسابه أمام ويلز اليوم. وعجز مهاجم توتنهام هوتسبير وهداف الدوري الإنجليزي الممتاز عن ترك بصمة خلال اللقاء الأول لإنجلترا في البطولة، وقال شيرر إنه كان يفتقر للحيوية. وظل فاردي الذي قاد ليستر سيتي للتتويج بالدوري الإنجليزي على مقاعد البدلاء في المباراة التي انتهت بالتعادل 1 - 1. وأضاف شيرر (مدرب إنجلترا): «هودجسون يحق له إبلاغ هاري كين بأن مستواه يوم السبت أمام روسيا لم يكن جيدا بما يكفي وعليه أن يتحسن أو سيجري تغييرات في الهجوم»، وتابع: «أنا من أشد المعجبين بهاري كين وقدم موسما آخر بشكل رائع مع توتنهام لكنه بدا بطيئا أمام روسيا»، وتوقع شيرر أن يبدأ كين في التشكيلة الأساسية مجددا أمام ويلز لكنه أشار إلى حاجته للاستعداد للقاء والرد أمام ويلز وكذلك رحيم سترلينغ. ولمس كين الكرة مرة واحدة داخل منطقة الجزاء خلال لقاء روسيا. وواصل شيرر: «كونه لعب مباراة سيئة لا يعني أنه لاعب سيئ، وسيتطلع كين لفرصة أخرى من هودجسون لكن المدرب لديه خيارات متميزة في الهجوم».

مشاركة :