بعد أن استحوذ مسلسل ليالي الحلمية على حواس الجمهور، ونجح في أن يشغله على مدار سنوات، عمل خلالها الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ومعه المخرج إسماعيل عبدالحافظ بجهد كبير..\ وظلت أنفاس يحيى الفخراني وصلاح السعدني حاضرة فيها، ليتوجهما الجمهور ملكين على عرش الحلمية، لم تأت نهاية السلسلة سعيدة، فقد فقدت ليالي الحلمية في الجزء السادس، الذي يعرض حالياً، جزءاً كبيراً من هيبتها، لترافق خيبة الأمل الحلقات الأولى، ما أجبر الجمهور على مغادرة حواري الحلمية باكراً. بعد مرور نحو 10 حلقات لا يبدو كثيراً أن رياح النقاد والجمهور قد جرت مع ما تشتهيه سفن الكاتب عمرو محمود ياسين، وأيمن بهجت قمر، ومخرج المسلسل مجدي أبو عميرة..\ حيث نالت آراء بعض النقاد كثيراً من العمل، الذي جاء وبعد طول انتظار مخيباً لآمال الجمهور كثيراً، فحتى الآن لم يتمكن المسلسل من الإمساك بطرف الخيط الذي تركه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة مع نهاية الجزء الخامس، ولم تتمتع بذات الروح، التي طالما تحلى بها العمل في أجزائه الخمسة الماضية، فيما فقد الصراع بين الفخراني والسعداني نكهته، وأسلوب ليالي الحلمية الخاص. تعليقات ساخنة وفي الوقت الذي وقف فيه بعض النقاد في منطقة الحياد من المسلسل، متذرعين باختلاف الزمن وأسلوب المعالجة، واختفاء معظم أبطال ليالي الحلمية القدامى عن الجزء الجديد، دشن عشاق الليالي على تويتر هاشتاغ (ليالي الحلمية) ليتسوعب كل تعليقات الجمهور ومتابعي الجزء السادس، التي جاء معظمها ساخناً، ومؤكداً أن الجزء السادس لا يمت بصلة إلى ليالي الحلمية، التي عرضت في الثمانينيات وأوائل التسعينيات. المسلسل الذي استبق عرضه هجوم لاذع لم يسلم من رشقات بعض النقاد حتى بعد وصوله إلى الثلث الأول منه، وذلك بسبب عدم اتضاح ملامحه حتى الآن، ما شكل ذلك مدعاة للكثيرين لمهاجمته، معتبرين أن الجزء السادس قد مس سلسلة درامية لا تزال أصداؤها ترن في أروقة تاريخ الدراما المصرية. المخرج محمد العدل، كان من بين الذين هاجموا العمل، عبر تغريده أطلقها وسرعان ما عاد لحذفها، معوضاً عنها بنشر صورتين لأسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، معلقاً عليها مع اعتذارنا لكما، ليكون ذلك بمثابة إشارة منه على رفض الجزء السادس جملة وتفصيلاً. تعليق الإعلامي المصري شريف عامر جاء خفيفاً، حيث قال في تغريده له: هذه ليست الليالي، ولا هؤلاء شخوصها، ولا هذا زمانها، الحلمية وباشواتها وعمالها وعشاقها وسياسيوها ومجتمعها. كل حاجة تغيرت. إعادة الموتى ولعل من أكثر التعليقات على المسلسل سخونة كانت على لسان الناقدة ماجد خير الله، التي قالت إن ليالي الحلمية مليء بـ الزومبيز (الموتى الأحياء)، ويؤكد قدرة الله العظيم على إعادة الموتى للحياة، لتثير بوصفها هذا شهية أيمن بهجت قمر على توجيه طلقاته ضدها، مهدداً بـتقليب الدفاتر، لتشمل سياطه كل منتقديه وأصحاب الآراء السلبية طالباً منهم عدم الحكم على العمل دون متابعته للنهاية، عاملاً بمقولة عليّ وعلى أعدائي. حيث وصف أيمن بهجت قمر منتقديه بالأشباح والمرتزقة، وذلك عبر صفحته الخاصة على موقع الفيسبوك، مبدياً اندهاشه من مهاجميه، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم لم يحققوا أي نجاح يذكر في حياتهم، حتى يهاجموا غيرهم بهذا الشكل. حياد بعض النقاد ممن وقفوا على الحياد اعتبروا أن المقارنة بين الجزء السادس والأجزاء الماضية، فيه ظلم كبير، بسبب اختلاف الزمن، معتبرين أن الكاتب قدم لمحة أكثر عصرية ومناسبة للفترة الراهنة التي تعيشها مصر، والتغيرات التي حدثت في نهايات التسعينيات، لتظل المسافة الواسعة تفصل بين ما قدمه الكاتب أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ سابقاً، وبين ما جسده أيمن بهجت قمر، والمخرج مجدي أبو عميرة من جهد في الجزء السادس، الذي جاء حاملاً أخطاء كثيرة .
مشاركة :