الخيانة تعد من أبشع وأصعب المواقف التي قد تواجه أي شخص خاصة إن جاءت من أقرب الناس إليه "شريك العمر"، فتكون بمنزلة رصاصةٍ في قلب تلك العلاقة. ولشدة مرارة ألم الخيانة يتساءل بعضهم عن الأسباب التي تدفع الآخر إلى القيام بذلك وسط حسرة كبيرة وحزن شديد على ما فعله. ولكن لم يعد هذا السؤال يشكل لغزاً بعد الآن، حيث كشفت دراسة حديثة عن أسباب الخيانة، وما يتبعها، من خلال مجموعة من الأبحاث التي صدرت خلال الأعوام الماضية. وقد توصلت الدراسة إلى أن ما يقرب من 57% من الرجال، و54% من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية اعترفوا بخيانتهم شريكهم مرة واحدة على الأقل، وحاول المعالجون والأطباء النفسيون استشفاف أسباب الخيانة التي لا تعد ولا تحصى، فحمَّل بعض الباحثين المواد الكيميائية الموجودة في أدمغتنا مسؤولية الخيانة هذه، مشيرين إلى أن دراسة أجريت عام 2002 وتم فيها فحص تنوع الجينات المكونة لمستقبِلات الدوبامين D4 "الناقل العصبي الذي يتحكم في اللذة في الدماغ" لـدى 200 متطوع تقريباً، توصلت إلى أن 50% من الأفراد الذين يمتلكون مجموعة متنوعة "كثيرة" من مستقبلات الدوبامين D4 اعترفوا بأنهم سبق أن خانوا شريكهم مقارنة مع 22% فقط من الذين يمتلكون مجموعة متنوعة "قليلة" من مستقبلات الدوبامين D4. وهناك عامل كيميائي آخر يسهم في الخيانة الزوجية وهو "فاسوبريسين" (Vasopressin)، هذا الهرمون يشبه "الأوكسيتوسين" أي الهرمون الذي ينتجه الجسم أثناء العملية الجنسية، فقد توصلت دراسة أجريت عام 2014 بعد فحص هرمون "فاسوبريسين" إلى أن الأشخاص الذين اعترفوا بالخيانة يمتلكون مستويات أدنى من المستويات العادية من الجينات المسؤولة عن قمع هذا الهرمون.
مشاركة :