لم تحقق مدغشقر أية نتيجة لافتة على الصعيدين القاري أو العالمي وجرياً على عادتها، تعثر المنتخب الذي يطلق عليه لقب "باريا" في طريقه نحو بلوغ نهائيات كأس العالم روسيا 2016 FIFA أو كأس الأمم الأفريقية الغابون 2017CAF . لكن على الرغم من ذلك، تطور مستوى المنتخب بسرعة كبيرة في السنوات الأخيرة وخير دليل على ذلك تقدمه في تصنيف FIFA/Coca-Cola في الأشهر الأخيرة الذي يعتبر دلالة واضحة على الآمال المستقبلية لهذه الجزيرة. في مطلع العام الحالي كانت مدغشقر تحتل المركز الـ129 في العالم وفي نهاية أبريل/نيسان هبطت إلى المركز الـ138. لكنها ارتقت بشكل كبير في التصنيف الأخير لتحتل المركز الـ108 أي أنها تقدمت 29 مركزاً وباتت على مشارف احتلال أفضل مركز لها في تاريخها وهو المرتبة التاسعة والثمانين عام 1993. يشرح لاعب المنتخب أندو مانويلانتسوا لموقع FIFA.com الأسباب التي جعلت الفريق الحالي يحتل أفضل مركز له منذ يوليو/تموز عام 2003. وقال "قام اللاعبون بعمل كبير وقدًم لنا الاتحاد الدعم في السنوات الأخيرة. كما بحث عن لاعبين خارج البلاد واختارهم للدفاع عن ألوان المنتخب الوطني. نستطيع الآن الاعتماد على لاعبين ينافسون في أوروبا، في الجزائر ودول أخرى عريقة في كرة القدم". يلعب ابن الخامسة والعشرين في خط وسط ناديه المحلي أجيسايا في أنتاناناريفو، لكن شقيقه لالاينا نومينجاناهاري هو أحد أفراد الفريق الذي يجلبون خبرة كبيرة إلى صفوف المنتخب ذلك لأن هذا اللاعب الذي يمكنه شغل مركز الظهير الأيسر أو مركز دفاعي في الجهة اليسرى من خط الوسط، يدافع عن ألوان نادي لنس الفرنسي. الاعتماد على اللاعبين الذي يدافعون عن ألوان أندية أجنبية حقق بعض النجاحات العام الماضي حيث بلغ المنتخب الدور الثاني من التصفيات المؤهلة إلى روسيا 2018 بالفوز على جمهورية أفريقيا الوسطى 5-2 في مجموع المباراتين. وعلى الرغم من خروج الفريق من الدور الثاني فقد حقق نتيجة معنوية في مواجهة السنغال التي سبق لها المشاركة في كأس العالم والتي قلبت تخلفها 0-2 إلى تعادل 2-2 في أنتاناناريفو. في تلك الفترة كان منتخب السنغال يحتل المركز السابع والثلاثين عالميا في حين كان مدغشقر في المركز الـ129. وفي التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية 2017، لم تكن مدغشقر محظوظة لأن القرعة أوقعتها في مجموعة صعبة تضم جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنجولا وجمهورية أفريقيا الوسطى من جديد. نجحت مدغشقر في الخروج متعادلة مع المنتخبين الأخيرين على أرضها وسقطت بهدف وحيد خارج ملعبها أمام الكونغو وجمهورية أفريقيا وقبل نهاية التصفيات بجولة واحدة تبدو بعيدة عن المنافسة. نجاح إقليميّ بالنسبة إلى أنصار منتخب مدغشقر، لا ينصبّ التركيز على المنافسات العالمية أو القارية بل على البطولات الإقليمية. فقد نجح الفريق في التتويج مرتين بذهبية ألعاب جزر المحيط الهندي كما احتل المركزين الرابع والثالث في بطولة كأس كوسافا التي تضم منتخبات جنوب القارة السمراء ومن بينها جنوب أفريقيا وزامبيا اللتين توجتا باللقب القاري سابقا. أنهت مدغشقر كأس كوسافا العام الماضي في المركز الثالث بفوزها على مضيفتها غانا كما أن نتائجها في هذه البطولة التي أقيمت في ناميبيا هذا العام كانت مشجعة أيضاً. ففي النسخة المقامة حاليا تغلبت مدغشقر على سيشيل في مباراتها الإفتتاحية، وانتزعت التعادل من زيمبابوي قبل مواجهة سوازيلاند في مباراتها الأخيرة والتي خسرتها بهدف وحيد سجله المهاجم المتألق فيليكس بادنهورست رافعاً رصيده إلى خمسة أهداف في هذه البطولة. على الرغم من تطور مستوى مدغشقر فإن مانويلانتسوا يؤكد على قدرة فريقه في مواصلة خطه التصاعدي وقال "يتعين على الجميع المحافظة على تركيزه. يتعين على الحكومة أن تساند اتحاد الكرة. في مدغشقر، لا تزال الرياضة غير مهمة لكن هذه الأمور يجب أن تتغير لأننا نملك مواهب كثيرة في البلاد". وختم "مستوى الدوري المحلي لا يزال ضعيفاً. يتعين بذل جهود كبيرة لتحسين هذا الأمر. يجب التركيز أيضاً على تدريب اللاعبين الشبان. العقبة الكبيرة الأخرى التي يجب تخطيها تتمثل بالنقص في المرافق الكروية".
مشاركة :