عبدالمحسن النمر لـ «الراي»: سعاد عبدالله أصرّت على مشاركتي في «ساق البامبو»! - فوانيس رمضان

  • 6/16/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

«سعاد عبدالله أصرّت على مشاركتي في ثلاث حلقات فقط، وهو ما أثار دهشتي بشدة»! هكذا روى الفنان السعودي عبدالمحسن النمر في حواره لـ«الراي» قصة مشاركته في مسلسل «ساق البامبو»، مبيناً أن العمل يحمل عمقاً عاطفياً وإنسانياً ودينياً، إلى جانب العديد من القضايا الشائكة التي حملها على أغصانه، معبراً عن أنه كان على ثقة تامة بنجاح العمل في شهر رمضان المبارك. وتحدث النمر عن مشاركته في عملين كبيرين هما مسلسل «الدمعة الحمراء» الذي ينتمي إلى الدراما البدوية، ومسلسل «حارة الشيخ» الذي لاقى نقداً لاذعاً قبل عرضه على شاشة «mbc» لاتهامه بالتعدي على أهل الحجاز. وتطرق في سياق حديثه إلى مشاركته للمرة الأولى مع الفنانة هدى حسين من خلال مسلسل «جود» للمخرج منير الزعبي، مشيراً إلى أن العمل لا يحتوي على الكثير من العقد، بل يعتبر من أعمال «اللايت كوميدي»، والتفاصيل في هذه السطور: • قدمت 3 حلقات فقط في مسلسل «ساق البامبو»، إلا أنها كانت بمثابة 30 حلقة، لما تركته من أثر كبير على مجرى الأحداث، فهل ترى أنك أنهيت المهمة على أكمل وجه؟ - أولاً، وقبل كل شيء، دعني أخبرك عن السبب الرئيسي الذي دفعني للمشاركة في مسلسل «ساق البامبو»، إذ إنه لم تكن لديّ النية على الإطلاق للمشاركة في أي عمل رمضاني جديد، لا سيما أنه في حوزتي عملين كبيرين كنتُ أترقب عرضهما خلال شهر رمضان على شاشة «mbc»، هما العمل الملحمي الوطني «حارة الشيخ»، إلى جانب مسلسل «الدمعة الحمراء» الذي ينتمي إلى الدراما البدوية، إضافة إلى مسلسل «جود» مع الفنانة هدى حسين. • وكيف جاءت مشاركتك في مسلسل «ساق البامبو»؟ - لم يدُر في خلدي أن أتلقى ذات ليلة اتصالاً من «أم طلال»، الفنانة القديرة سعاد عبدالله، لتخبرني عن رغبتها في انضمامي إلى فريق «ساق البامبو». وبالرغم من اعتذاري لها في بادئ الأمر، إلا أنها تمكنت بذكائها المعهود وخبرتها الطويلة من إقناعي بالعودة مجدداً إلى بلاتوهات التصوير، إذ أصرت على وجودي في العمل من أجل تجسيد دور «راشد» بالذات. • ألم تتساءل عن سبب اختيارك من جانب الفنانة سعاد عبدالله لأداء هذه الشخصية بالتحديد؟ - لا أخفي أنني كنت مستغرباً للغاية من طلب الفنانة سعاد عبدالله، خصوصاً عندما علمت أن دوري في العمل لا يتجاوز الـثلاث حلقات، الأمر الذي أثار دهشتي كثيراً، وهو ما دفعني أيضاً لسؤال «أم طلال» عن سبب إصرارها على مشاركتي في دور يستطيع أن يؤديه أي فنان آخر، لكنها قالت: «إن الدور ليس كأي دور عادي، بل إن حكاية العمل بأكملها مبنية على شخصية (راشد) لما تحمله هذه الشخصية من عمق عاطفي بكل ما للكلمة من معانٍ، عطفاً عن أبعادها الإنسانية الكبيرة، لذلك فأنا اخترتك لأدائها». • كيف كان شعورك وقتذاك؟ - شعرت بأن «أم طلال» كانت حريصة على أن تجد ممثلاً قادراً على إيصال هذا الكم الكبير من العواطف والمعاناة البشرية التي حملها بطل الرواية «راشد» على عاتقه، خصوصاً بعدما ضاقت به السبل وأوصدت في وجهه كل الأبواب بما في ذلك باب القصر الذي شهد ولادته وطفولته وصباه، بسبب عشقه للخادمة الفليبينية جوزافين. • كان هناك سبب آخر دفعك للمشاركة في العمل؟ - قبل أن أقرأ الرواية، لم أكن أعرف أن «ساق البامبو» تحمل قضايا بالغة الأهمية وشديدة الواقعية، والتي لم تتطرق إليها الدراما الخليجية من قبل، فضلاً عن تناولها للعديد من الأمور الاجتماعية والسياسية والدينية الشائكة، فالدراما الخليجية ظلت ولسنوات خلت بعيدة عن مثل هذه النوعية من الأعمال المهمة، حتى جاء «ساق البامبو» الذي كان عميقاً وثرياً بقيمته ومضمونه وشق طريقاً جديداً على عكس حالة «التسطيح» التي شهدتها بعض الأعمال التلفزيونية الأخرى في السنوات الماضية. • وهل تعتقد أنك «كفيت ووفيت» في هذا العمل؟ - أعتقد أنه، وبالرغم من مشاركتي في ثلاث حلقات فقط، إلا أنها كانت حلقات مكثفة جداً وغزيرة بالأحداث الدرامية، فضلاً عن أن دور «راشد» سيبقى حاضراً داخل إطار العمل وحتى الحلقة الأخيرة، حتى وإن غاب عن بعض المشاهد، فإنه لن يغيب عن الحدث أو عن الحكاية والانفعال التي سوف تتخللها المجريات. وأنا أتمنى أن أكون قد وُفِّقت في تجسيد هذه الشخصية، التي لاقت تفاعلاً لافتاً من جانب المشاهدين، ويبدو أنها حققت المطلوب، والحمد لله. • هل تأثرت كفنان بشخصية «راشد» في «ساق البامبو»؟ - بالطبع، فهناك عِبر عديدة استوحيتها من شخصية «راشد»، أتمنى أن أستفيد منها على المستوى الشخصي، وهي قدرته الشديدة على استنهاض مشاعره والتمرد حتى على نفسه، بحيث يبقى دائماً مع الحق والحقيقة. وبالرغم من شعوره بالكبت والضغط الاجتماعي الذي يكابده في كثير من الأحيان، إلا أنه لا يحيد عن مبادئه وانتمائه. • بصراحة، هل كنت تتمنى لو أنك بطل آخر غير «راشد»، لكي تستمر في المسلسل بأكبر عدد من الحلقات؟ - إطلاقاً، فأنا أحببت الدور المنوط بي منذ الوهلة الأولى، خصوصاً أن الجرأة الدرامية العالية والمساحة الموجودة في شخصية «راشد» كانت مغرية لكل فنان. وبالمناسبة، أود أن أشير إلى الدور الكبير للمخرج محمد القفاص الذي كان له بالغ الأثر في إبراز شخصيتي وإظهارها في أبهى صورة، وهذا ليس غريباً على مخرج مثله يمتلك الخبرة والرؤية الثاقبة في آن معاً. • في رأيك، هل أصبح الزواج من الأجانب ظاهرة في المجتمع الخليجي؟ - لم يتطرق مسلسل «ساق البامبو» إلى ظاهرة زواج الخليجيين من الأجانب على الإطلاق، وإنما العمل يسلط الضوء على قصة حب تقاذفتها أمواج الحرمان من كل جانب حتى تمزقت شراعات الأمل، وخيم اليأس على حبيبين كان حلمهما الوحيد هو العيش بحب وسلام، علماً أنني لست ضد الحب والزواج من أي شخص سواء من خادمة أو كابتن طيار أو غيرهما، لأن الله سبحانه وتعالى عندما يخلق الإنسان فإنه لا يخلق معه وظيفته، وإنما هي الظروف التي تخدم هذا الإنسان أو ذاك. • حدثنا عن مسلسل «الدمعة الحمراء»؟ - «الدمعة الحمراء» هو عمل بدوي مأخوذ عن رواية وأشعار نسج خيوطها الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري في ثلاثينيات القرن الماضي، ونُفذت هذه الرواية في العام 1980 من خلال المسلسل الذي حمل الاسم ذاته، وكان العمل وقتذاك من إخراج منذر النفوري وبطولة محمد العلي وسامية الجزائري وغيرهما، وارتأت «mbc» أن تقوم بتجديد هذه الملحمة البدوية مرة أخرى مع المخرج حسام حجاوي. أما السيناريو، فهو للكاتبة وفاء بكر، فيما تشارك بطولة العمل تركي اليوسف وعلا الفارس وعبير عيسى وغيرهم من الفنانين الشباب. • وما هي طبيعة دورك فيه؟ - تدور أحداث العمل في البادية السعودية، ولا سيما منطقة نجد، وأجسد من خلاله دور الشيخ «العراف»، وهي من الشخصيات الأسطورية والعظيمة في الرواية، والتي تمثل القائد الفذ والنموذجي الذي لا يتجاوز حدود إنسانيته أبداً. • وماذا عن مسلسل «حارة الشيخ»؟ - منذ زمن طويل، وقناة «mbc» كانت تبحث عن «تيمة» سعودية تقدم من خلالها عملاً درامياً يكون له وهج كبير ويتم إنتاجه بميزانية ضخمة وبأدوات فنية عالية جداً لتقديم العمل السعودي في قالب فني حقيقي، بعيداً عن الكوميديا المعتادة في الدراما المحلية، لذا كان اختيارها على «حارة الشيخ»، وهو عمل تراثي يمثل منطقة مهمة في المملكة العربية السعودية هي منطقة الحجاز وارتباطها بالتاريخ العثماني قبل أكثر من 150 سنة تقريباً، ويعتبر العمل محاولة لاستنهاض الدراما السعودية، لذلك لم أتردد أبداً بالمشاركة فيه، خصوصاً أن الدراما السعودية بحاجة إلى النهضة والازدهار. • وما طبيعة دورك في العمل؟ - دوري ليس أساسياً، وإنما أشارك كضيف شرف إلى جانب يوسف الجراح، حيث أجسد دور «الشيخ سلمان»، وهي شخصية جديدة بالنسبة إليّ أسهم مخرج العمل مثنى الصبح في تطويرها بشكل كبير. • وما سبب الانتقادات التي يواجهها المسلسل واتهام صنّاعه بالإساءة إلى أهل الحجاز؟ - هذا الكلام عارٍ عن الصحة تماماً، وأنا غالباً ما أصاب بالصدمة بسبب استعجال البعض بالحكم على الأشياء، فالعمل تعرض لهجوم شديد قبل عرضه، كما أن آراء البعض كانت متضاربة على صعيد الفكرة والشكل والمضامين! وأنا أستغرب كيف للبعض أن يطلقوا الأحكام على عمل لم يشاهدوه أصلاً؟!، وكيف يمكن لأشخاص أن يتحدثوا عن أن العمل ينال من تاريخ المملكة العربية السعودية، في حين أنه لا يندرج ضمن الأعمال التاريخية التوثيقية، بل هو عمل درامي مقتبس من البيئة الحجازية ولا يعد توثيقاً لها، بمعنى أنه ليس بالضرورة أن نرتدي ثياب أهل الحجاز نفسها في تلك الفترة، وإنما نكتفي بأخذ الإيحاء من الملابس ومن اللهجة ومن البيئة الحجازية وقتذاك. • تردد أيضا أن «حارة الشيخ» هو نسخة سعودية من «باب الحارة» السوري؟ - لا يوجد أي تشابه بين العملين إطلاقاً، فقبل أكثر من 150 أو 200 سنة وبالتحديد في العهد العثماني، كانت الحارات تتشابه في مصر وسورية والسودان والعراق ومدينة جدة وغيرها، بل حتى إن دولة الكويت كانت تعيش الأجواء ذاتها، ولكن باختلاف بعض التفاصيل، وذلك بحكم التأثير العثماني على دول المنطقة العربية في تلك الحقبة الزمنية. ولعل مدينة جدة تحديداً تشبه كثيراً البيئة الشامية والمصرية وتكاد أن تكون متطابقة بحكم ارتباطاتها التجارية والثقافية والاجتماعية بمصر وسورية، وهذا التشابه البيئي بين دمشق وجدة لا يعد تقليداً لمسلسل «باب الحارة»، وبالتالي فأنا واثق أن «حارة الشيخ» سيلقى نجاحاً كبيراً. • حدثنا عن مشاركتك في مسلسل «جود»؟ - أحببت التجربة في «جود»، لكونه عملاً رمضانياً خفيفاً، لا يحتوي الكثير من العقد بل يعتبر «كوميديا لايت»، وكذلك لأنه أول تعاون فني بيني وبين الفنانة هدى حسين، تحت قيادة المخرج المبدع منير الزعبي وبمشاركة باقة من الفنانين الشباب. • ما العمل الذي تراهن عليه هذا العام؟ - أراهن على أدواري في كل الأعمال، إذ تحديت نفسي على تقديم 4 أدوار متفردة في موسم واحد، وأتمنى أن يحالفني التوفيق والنجاح.

مشاركة :