عواصم - وكالات - أبدت موسكو رغبتها في هدنة طويلة الأمد في حلب التي بدأ تطبيق وقف جديد لإطلاق النار فيها مدته 48 ساعة باتفاق أميركي - روسي، بدءا من منتصف ليل الخميس - الجمعة. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن روسيا تريد «وقفا لإطلاق النار طويل الأمد» في مدينة حلب. وجاء ذلك بعد إعلان مسؤول في الأمم المتحدة أنه جرى اتفاق على هدنة 48 ساعة في حلب بين موسكو وواشنطن، خلال اجتماع للأمم المتحدة في جنيف. وقالت وزارة الدفاع الروسية التي أعلنت أولا عن الهدنة في بيان إن وقف إطلاق النار يهدف إلى الحد من العنف وتحقيق الاستقرار، مضيفة أنه في الآونة الأخيرة دارت معارك شرسة في محافظة حلب، موضحة أن مسلحي «جبهة النصرة» ومسلحي تنظيم «أحرار الشام» هاجموا مواقع الجيش النظامي و«قوات الدفاع الوطني» في حي الشيخ مقصود حيث الغالبية الكردية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان داخل مدينة حلب، شهد منذ صباح أمس هدوءاً، بعد 55 يوماً من القصف المكثف الذي استهدف أحياء مدينة حلب، منذ 22 من أبريل الفائت، والذي تسبب بدمار كبير في ممتلكات مواطنين ومرافق عامة ومستشفيات، وإصابة نحو 2900 شخص بجراح، فيما ارتفع إلى 627 مواطنا مدنيا بينهم 124 طفلاً دون سن الـ 18، و90 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، عدد القتلى الذين تمكن المرصد من توثيقهم خلال هذه الفترة، جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة، وقصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية لمدينة حلب، ورصاص القناصة، والقصف من قبل الفصائل على حي الشيخ مقصود. من جهته، أكد المركز الروسي لمراقبة وقف النار في سورية رصد 5 حالات لانتهاك نظام وقف إطلاق النار خلال 24 ساعة. وجاء في بيان «كان يتم الالتزام بنظام وقف أعمال القتال في أغلب المحافظات السورية. وتم رصد 5 انتهاكات.. 4 في محافظة دمشق وحالة واحدة في محافظة القنيطرة خلال 24 ساعة». وكشف المركز عن ارتفاع عدد البلدات التي انضمت إلى الهدنة في سورية إلى 150 بعد إبرام اتفاقات الهدنة مع ممثلين عن بلدتين في محافظتي حلب ودرعا. من جهة ثانية، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري، لم يقصد تهديد روسيا، عندما قال إن «صبر الولايات المتحدة محدود» في سياق النزاع في سورية. وأوضح الناطق باسم الوزارة جون كيربي: «لم يكن ذلك تهديدا على الإطلاق. أعرب وزير الخارجية عن استيائه من عدم استخدام الروس نفوذهم، كما فعلوا في الماضي، لتحقيق المفعول اللازم». وفي وقت سابق، حذر كيري روسيا من أن صبر واشنطن بشأن سورية ليس من دون حدود. إلى ذلك، قال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند إن توصيل المساعدات إلىالمدن السورية حقق تقدما كبيرا. وأوضح للصحافيين بعد أن ترأس اجتماعا لمجموعة العمل الدولية للشؤون الإنسانية في سورية: «تشعر بعض (الدول) بينها روسيا بانكسار الحاجز النفسي من خلال القدرة على الوصول إلى داريا ودوما (المحاصرتين)». وقال: «أتمنى حقا أن تكون هذه نقطة تحول في قدرتنا على الوصول إلى المناطق المحاصرة وأيضا المناطق التي يصعب الوصول إليها لكن لنكن واقعيين فالحرب مستمرة وفي مناطق الحروب كل شيء هش».
مشاركة :