قالت المذيعة والناقدة البريطانية جرمين جرير إن وليام شكسبير لم يكن مشهوراً خلال حياته بسبب أعماله الدرامية التي تمس القلب، وتؤثر في النفس بما تحفل به من أعمال عنف، وإنما كان ذلك يرجع إلى شعره الهزلي والخارج عن المألوف، الذي جعل كل ربات البيوت يحتفظن بنسخ من قصائده تحت وسائدهن. فينوس وأدونيس ونقلت صحيفة تايمز اللندنية في تقرير نشرته أخيرا عن جيرمين غرير قولها إن شكسبير كان أكثر شهرة بقصيدته السردية التي تحمل عنوان فينوس وأدونيس التي نظمها في عام في 1593، منه باعتباره كاتباً مسرحياً، وأشارت إلى أن الباحثين لم يحبذوا هذه القصيدة، وازدروها باعتبارها خارجة عن المألوف. وقالت غرير إن الباحثين المعاصرين: لا يحبون هذه القصيدة ولا يمكنهم التعامل معها لأنها حافلة بالكثير من التحديات. فهي غير مألوفة، وخارجة عن العرف وهزلية، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت شديدة الرواج، خلافا لطبعتي فوليو الأولى والثانية من أعمال شكسبير. وقالت غرير في كلمة ألقتها في هاي فيستفال: لقد اشتهر شكسبير بتلك القصيدة، وهي منظومة بالصيغة الأهلية، وذلك يعني أنه كان بمقدور النساء قراءتها وكذلك الخادمات، والشعر الخارج عن المألوف، الذي كان مجال الباحثين والنبلاء، أصبح فجأة المادة التي تقرؤها ربات البيوت. وأوضحت أن هذه القصيدة قد طبعت 16 طبعة قبل عام 1647. وكانت من الشهرة بحيث أمكن قراءتها قطعة فقطعة. واختفت بعض الطبعات كلية. ووزعتها الفتيات راغبات في معرفة كيف يبدو عليه الشاعر. ونشرت قصيدة شكسبير عام 1593، وهو العام ذاته الذي أغلقت فيه المسارح، بسبب الطاعون، أي عندما كان عمر شكسبير 29 عاماً. وكان ذلك أول عمل منشور له وأهدي إلى راعيه إيرل ساوثامبتون. شاعر هزلي وقالت غرير إن الدليل على أنه كان مشهوراً بسبب قصائده الهزلية هو عدد الكتاب اللاحقين الذين نشروا كتباً تضم قصائد يشار إلى أن شكسبير هو الذي نظمها، وخلصت جرمين غرير إلى القول: هناك اهتمام حقيقي باستغلال شكسبير باعتباره شاعراً هزلياً، وقد ازدراه بعض النقاد الأوروبيين باعتباره خارجاً عن الأعراف، وساد الاعتقاد بأنه شاعر هزلي، أما شعوره حيال ذلك فهو أمر مختلف تماماً.
مشاركة :