بات منتخب فرنسا أول المتأهلين إلى دور الـ16 من كأس أوروبا لكرة القدم المقامة على أرضه حتى العاشر من الشهر المقبل بعد فوزه المتأخر على نظيره الألباني الضيف الجديد على النهائيات 2 ـ 0 أول من أمس في مرسيليا في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى، وخطفت فرنسا هدفيها في الدقيقة الأخيرة عبر أنطوان غريزمان، ثم في الدقيقة السادسة من الوقت الضائع بواسطة ديميتري باييه. وكانت فرنسا تغلبت على رومانيا 2 ـ 1، في حين فازت سويسرا على البانيا 1 ـ صفر في الجولة الأولى، ورفعت فرنسا رصيدها إلى 6 نقاط، فضمنت تأهلها بغض النظر عن نتيجتها في الجولة الأخيرة، مقابل 4 لسويسرا، ونقطة لرومانيا، ولا شيء لألبانيا. وفي الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول، يلعب الديوك مع سويسرا ورومانيا مع ألبانيا في التاسع عشر من الشهر الجاري. وعانت فرنسا بطلة 1984 و2000 كثيرا لتحقيق الفوز، إذ كانت المباراة في طريقها إلى التعادل وتسجيل نقطة تاريخية لألبانيا في مشاركتها الأولى في النهائيات برغم إيقاف قائدها لوريك سانا، قبل أن يهز غريزمان الشباك، ثم يضيف باييه الهدف الثاني. وكانت فرنسا خطفت الفوز 2 ـ 1 على رومانيا في مباراة الافتتاح في الدقيقة قبل الأخيرة أيضا بهدف رائع لباييه من تسديدة بعيدة. تغييرات استبعد مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب مهاجم اتلتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان ولاعب وسط يوفنتوس الإيطالي بول بوغبا عن التشكيلة أمام البانيا بعد مستواهما المتواضع في المباراة الأولى أمام رومانيا. واستعان المدرب، الفائز كلاعب بكأس العالم 1998 وكأس أوروبا 2000، بالشابين كينغسلي كومان لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني وانطوني مارسيال مهاجم مانشستر يونايتد، وهما في العشرين من العمر. أصغر لاعب وبات كومان (20 عاما ويومان) أصبح اصغر لاعب أساسي في بطولة كبرى في تشكيلة فرنسا منذ برونو بيلون عام 1982، واعتمد ديشامب بالتالي على اوليفييه جيرو في الهجوم وخلفه مارسيال وكومان، وعلى باييه صاحب هدف الفوز في المباراة الافتتاحية أمام رومانيا كصانع للألعاب، في المقابل، غاب قائد منتخب البانيا لوريك سانا المحترف في نانت الفرنسي بسبب الطرد لتلقيه بطاقتين صفراوين في المباراة الأولى أمام سويسرا. غياب التسديدات في الشوط الأول ولم يشهد الشوط الأول أية تسديدة بين الخشبات من الطرفين، وذلك في رقم قياسي سلبي يحدث للمرة الأولى منذ مباراة رومانيا وفرنسا نفسها عام 2008، وفشل صاحب الأرض في تقديم العرض المتوقع منه في بداية المباراة وخصوصا في ربع الساعة الأول برغم تحركات كومان في الجهة اليمنى ومارسيال في اليسرى وتمريرات باييه.. والفرصة الوحيدة كانت حين ارتقى جيرو لكرة من ركلة حرة أرسلها عادل رامي من الجهة اليمنى وتابعها برأسه لكنها مرت فوق المرمى في الدقيقة الرابعة. وجد الفرنسيون صعوبة جدية في اختراق الدفاع الألباني، وحاولوا السيطرة على المجريات لكن شجاعة منافسيهم حالت أيضا دون ذلك، لا بل كانت لهم فرصة خطرة في الدقيقة 24 حين مرر السيد هوساي كرة من الجهة اليمنى التقطها الحارس هوغو لوريس قبل وصول المهاجم ارماندو ساديكو إليها. وكانت رأسية ثانية لجيرو قبل نهاية الشوط بتسع دقائق مرت عالية أيضا عن العارضة في إحدى الفرص النادرة باتجاه المرمى، لكن ركنية لألبانيا من الجهة اليمنى أحدثت رعبا في المدرجات حين وصلت الكرة إلى ارمير لينجاني فسددها قوية لكنها تحولت من الدفاع وتحولت إلى ركنية ثانية (39)، ثم كانت كرة قوية لليديان ميموشاي من ركلة حرة علت العارضة بقليل في الدقيقة الأخيرة. هدفان متأخران انطلق الشوط الثاني بشكل مغاير تماما حيث شهد فرصا كثيرة خاصة من الجانب الفرنسي الذي كاد يهز الشباك في اكثر من مناسبة، وأعطى التبديل الذي أجراه ديشامب مطلع الشوط الثاني بإعادة بوغبا إلى وسط التشكيلة بدلا من مارسيال دفعة إيجابية لأداء الديوك لأنه كاد يفتتح التسجيل في الدقيقة 54 من كرة قوية من مسافة قريبة لكنها علت العارضة .وأعاد ديشامب الأمور إلى ما كانت عليه في مباراة الافتتاح باشراك غريزمان مكان كومان، ولعب المدرب الفرنسي آخر أوراقه باشراك اندريه بيار جينياك مكان جيرو في الدقائق ال13 الأخيرة . حاصر الفرنسيون منافسيهم في منطقتهم تماما في الوقت المتبقي، وحاولوا الاختراق من العمق وعبر الأطراف لكن الألبان استماتوا في الدفاع ونجحوا في إبعاد الخطر.. وخطف غريزمان هدفا قاتلا في الدقيقة الأخيرة حين تابع برأسه كرة من عادل رامي من الجهة اليمنى ووضعها في الزاوية اليمنى البعيدة عن الحارس، وأضاف باييه، نجم مباراة الافتتاح، الهدف الثاني في الدقيقة السادسة من الوقت الضائع إثر تسديدة قوية بيمناه من داخل المنطقة في الزاوية اليسرى للمرمى. قناعة وعبر ديدييه ديشامب مدرب منتخب فرنسا، عن رضاه على طريقة لعب الديوك، فيما تحسر الألبان على إهدار نقطة التعادل، وقال ديشامب عن حسم فريقه المباراة في اللحظات الأخيرة: لقد أصبحت عادة لدينا، كنت افضل حسما مبكرا، انهينا المباراة جيدا، يمكننا تحسين بعض الأمور، لكن ما قمنا به كان جيدا.. لم تكن الأمور مثالية لنا.. لكن قولوا لي أي منتخب كان كاملا حتى الآن؟، وعن خصمه الذي حافظ على التعادل حتى الدقيقة 90 برغم إيقاف قائده لوريك سانا، أضاف ديشامب: كانت مباراة خادعة للجميع، البانيا لعبت بقلبها وروحها، حاولت التسجيل وصنعت المرتدات، لكن في الشوط الثاني كنا اكثر شراسة.. لا اعتقد أننا كنا محظوظين، لقد وضع اللاعبون كل طاقتهم لتحقيق الفوز. وفي الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول، تلعب فرنسا بطلة 1984 و2000 مع سويسرا ورومانيا مع البانيا في التاسع عشر من الشهر الجاري، وعن قرار استبعاد بول بوغبا وغريزمان عن التشكيلة الأساسية بعد مستواهما العادي في المباراة الافتتاحية، قال ديشامب: كان موسم غريزمان مزدحما (مع أتلتيكو مدريد)، لدينا ثلاث مباريات في تسعة أيام، وقد لعب 60 دقيقة (ضد رومانيا).. كان خيارا اتخذته ضد خصم متكتل، أردت بعض السرعة والاختراق على الطرفين. نجحنا بذلك قليلا، لكن ليس بما فيه الكفاية ما ضرب توازننا نوعا ما،ودفع ديشامب، الفائز كلاعب بكأس العالم 1998 وكأس أوروبا 2000، ببوغبا بدلا من انطوني مارسيال مطلع الشوط الثاني، ثم بغريزمان بدلا من كومان، فتحسن أداء الفرنسيين تدريجا: بعض الناس شككوا بغريزمان، لكنه اظهر قدراته مجددا. اعرف انه كان يفضل اللعب أساسيا، لكن غالبا ما يصنع اللاعبون الفارق بعد دخولهم. أقوم بتغييرات بحسب شعوري، لدي حلول على مقاعد البدلاء لتحسين أداء الفريق. صعوبة ورأى قلب دفاع فرنسا عادل رامي الذي لعب كرة حاسمة أن الأمور لم تكن مثالية، خصوصا في الشوط الأول. ستكون أصعب مع التقدم في مراحل البطولة، وفي الطرف المقابل، كانت الخسارة قاسية على البانيا المشاركة لأول مرة في تاريخها في النهائيات، فقال حارس مرماها اتريت بيريشا: لم نتقبل الخسارة بسهولة، لأننا قدمنا مباراة جيدة. ولا يمكن أن نخسر في الدقائق الأخيرة، أنا غاضب قليلا. ينبغي أن نلعب جيدا ونفكر في المباراة المقبلة على أمل الفوز والتأهل بين افضل الثوالث،أما مدربه الإيطالي جاني دي بيازي فعلق على الخسارة: قاوم فريقي حتى النهاية، لكننا لم نحسن الدفاع في الوقت الحاسم. كانت لدينا فرص جيدة في نهاية الشوط الأول ومطلع الثاني، لكن عندما تعجز عن التسجيل فإنك تتلقى الأهداف.
مشاركة :