بندر باجبع: فارق بين «حارة الشيخ» و«باب الحارة»

  • 6/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثار المسلسل التراثي السعودي حارة الشيخ، الذي تم تصويره في أبوظبي، ويعرض على قناة mbc في رمضان، الكثير من اللغط في أوساط المتابعين، الذين رأى بعضهم أنه استنساخ لمسلسلات البيئة الشامية، لا سيما باب الحارة، ولكن في قالب خليجي، وطالت الانتقادات، صورة المسلسل، التي اعتبرها البعض لا تمثل واقع مدينة جدة في ذاك الزمن الذي تجري فيه أحداث العمل. وفي حديثه لـ البيان، رد كاتب حارة الشيخ، بندر باجبع، على كافة الانتقادات الموجهة للعمل، وأكد أن هناك متابعة للمسلسل بنسبة كبيرة وملموسة، خصوصاً أنه يمثل تحدياً لصُناعه، بسبب تصنيفه كدراما شعبية، وكما هو معروف، فإن المجتمع السعودي والخليجي، قلما نرى فيه هذه النوعيات من الدراما، فما بالك بدراما تعكس منطقة وبيئة جديدة. اتهامات وفي معرض تفنيده للاتهامات التي تصف حارة الشيخ، بأنه لا يعبر عن بيئة الحجاز، ويحاول طمس هويتها، خاصة ما يتعلق بالأزياء واللهجة، قال باجبع: أعتبر هذه الاتهامات طبيعية، فالفترة الزمنية التي يخوض فيها العمل جدلية، ولن تجد أحداً يتفق على الشكل العام لها بكل تفاصيله، وطبعاً مع صعوبة وجود وثائق مضمونة، وجهل الكثيرين بتاريخ المنطقة، وتاريخ جدة تحديداً، فمن السهل أن يطلق أي شخص عبارات ضد المسلسل وضد القائمين عليه. وأكد الكاتب السعودي، أن كتابة العمل أخذت وقتاً طويلاً ما بين البحث والدراسة، والاعتماد على المراجع التاريخية المختلفة، ومنها قاربنا بشكل جزئي الملابس واللهجة والبيئة والعادات والتقاليد بنسبة 80% مما هو متخيّل لتلك الفترة، مع العلم أننا في إطار قصة خيالية تلامس بعض جوانب الحياة الاجتماعية في حارة افتراضية من حارات جدة القديمة في فترة زمنية، تعود لأكثر من 200 سنة، إبّان الحكم العثماني للمنطقة، وليس هناك شيء يُذكر عن طمس الهوية الحجازية، كما يزعم البعض، ومن شأن المتابع الجيد للمسلسل، لمس هذا الأمر بنفسه. تشابه واعترف مؤلف حارة الشيخ، بربط البعض بين عمله وبين مسلسل باب الحارة. وقال: اتُهمنا بأن حارة الشيخ، هو تقليد لمسلسل باب الحارة، وأوضح هنا أننا من هذا التشبيه نفتخر، فـ باب الحارة عمل وجد رواجاً وحباً في أوساط المجتمع العربي، كما فرض نفسه بقوة في 8 مواسم متتالية، وهذا دليل على قوته. وأعتبر أن حارة الشيخ، قد يكون مشابهاً له في المسمى والجغرافيا الشعبية والرابط بينهما (حارة)، لكن الفارق بين الحارتين كبير، فالحارة الشامية، كما شاهدناها سابقاً، تختلف في شكلها وعاداتها وتقاليدها ولهجتها وقصتها وشخوصها عن الحارة الجداوية، وإن كان هناك جوانب متشابهة، فهذا طبيعي، فالثقافة انذاك كانت واحدة، والتشتت السياسي كان كفيلاً بأن يخرج لنا الفتوات في العالم العربي، فنراها بمصر والشام والحجاز أيضاً. رؤية وعن مدى رضاه عن رؤية المخرج المثنى صبح، وقدرته في تحويل النص المكتوب إلى الشاشة، قال الكاتب السعودي: لقد اجتهد كل فريق العمل من صغيره إلى كبيره في هذا العمل، واهتموا بالتفاصيل الدقيقة، كما أن المخرج المثنى صبح، كان حريصاً على تثقيف نفسه، وقراءة المراجع والكتب التاريخية عن مدينة جدّة، قبل الدخول إلى موقع التصوير، إذ كان يعلم أنه لن ينجح إذا لم يفهم المدينة قديماً وحديثاً. وقد حصل بيننا تواصل دائم. غياب عن غياب النجوم الكبار عن هذا العمل، أوضح باجبع، أن اللهجة كانت هي العائق، فاللهجة الجدّاوية تحديداً، هي من اللهجات، فكيف عندما تتحدث بهذه اللهجة قبل أكثر من 200 سنة، حيث نلاحظ فيها أن الكثير من الكلمات والأمثال قد انقرضت، كما أن اللحن في اللهجة، ليس سهلاً على من هم خارج المنطقة.

مشاركة :