يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :تسحروا فإن في السحور بركة.. وقد اكدت الدراسات العلمية والابحاث الطبية أهمية وجبة السحور في المحافظة على التوازن الفسيولوجي لاجهزة الجسم، وتوفير مصادر الطاقة السريعة التي لا تترافق مع أي آثار سلبية على صحة الانسان. إن تناول وجبة السحور يساعد الجسم على المحافظة على مستوى مرتفع للسكر في الدم ما يطيل فترة وجوده في مراحل تحول الطاقة ما يقلل اعتماد الدماغ على الاجسام الكيتونية وبالتالي يحافظ على مستوى الجلوكوز في الدم والجلوكوز هو مصدر الطاقة المفضل والاساسي للدماغ. وقد ارشدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى تأخير وقت تناول وجبة السحور، وهذا له دلالة مهمة واشارة واضحة الى أهمية هذه الوجبة لتقليل فترة الجوع والحرمان من الطعام، والتي يمكن ان ترافقها بعض الاثار الضارة. وقد جاء عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاتزال امتي بخير ما عجلوا الافطار واخروا السحور). ومن الامور التي لا تتوافق مع عناية الاسلام بصحة الانسان نجد ان كثيرا من الصائمين يكتفون بوجبة الافطار وعدم تناول وجبة السحور.. وهذا يؤدي صحيا إلى حدوث ما يسمى بالتحولات السلبية للطاقة في الجسم، حيث يظل الجسم خلال ساعات الصيام في حالة جوع شديد ما يفقد الصائم نشاطه وحيويته وتركيزه، وتدفعه بعد ذلك إلى الكسل والخمول وقضاء معظم ساعات النهار في النوم. وبالاضافة إلى ذلك فإن هذا يؤدي الي حالة من العصبية والانفعال نتيجة انخفاض سكر الدم عن مستوياته الطبيعية. وكما يقول العلماء فإن تلك العصبية تأتي بفعل هرمون الادرينالين (لابينيفرين) المسؤول عن تلك التأثيرات العصبية ومن هنا يبدو واضحا سبب البركة في السحور التي وصف بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وجبة السحور واهميتها في الصيام. إن وجبة السحور تخفف كثيرا من حدة التغيرات السلبية التي تنتج عن الجوع والحرمان من الطعام، وبالتالي فهي تجعل الجسم في حالة من التوازن الفسيولوجي والانسجام الروحي لأداء العبادات في رمضان بكل يسر وسهولة واطمئنان. mohandis_49@hotmail.com