ساهم التلفزيون السعودي في ترسيخ مفهوم البرامج الدينية والتوعوية التي تبث قبل وبعد صلاة المغرب مباشرة في شهر رمضان الكريم، وكان سباقاً ومتميزاً في عرض أطول برنامج ديني في تاريخ الإعلام العربي، وهو برنامج على مائدة الإفطار للشيخ علي الطنطاوي الذي استمر بثه لأكثر من 25 سنة منذ عام 1967 حيث أطلقت أول حلقة منه وإلى عام 1992. استمر هذا البرنامج بثراء وتنوع طيلة هذه السنوات مقدماً روح الإسلام الحقيقية بعمقها ووعيها وتسامحها بما يبثه الشيخ الطنطاوي من أفكار إنسانية سابقة لعصره. عقدان ونصف العقد مرت على هذا البرنامج بديكور واحد وسلة خضار على طاولة الطنطاوي، ليسكن البرنامج في وجدان السعوديين بعفويته وبساطته الآسرة التي لا تخلو من عمق وثراء فكري، أصبح البرنامج بفضله جزءاً أساسياً من المائدة الرمضانية التي لا تكتمل إلا بوجوده. وعندما غاب البرنامج، ورحل الطنطاوي إلى رب العالمين، افتقد السعوديون نكهة رمضانية مميزة لا يمكن تعويضها. يعد الشيخ الطنطاوي من أقدم المذيعين على المستوى العربي، ساهم بفاعلية وكون روحاً أعطت البرامج الدينية رونقاً خاصاً. وكانت له إسهامات إعلامية في كل محطة من محطات حياته، بدأها في إذاعة الشرق الأدنى من يافا أوائل الثلاثينيات ثم بغداد سنة - 1937م - ثم دمشق - 1942م - ثم ولأكثر من عقدين في التلفزيون السعودي وقبله في إذاعة جدة عبر برنامج مسائل ومشكلات. برنامج على مائدة الإفطار.. نكهة رمضانية مميزة