من المقرر أن يستقل الرواد الثلاثة مركبة الفضاء الروسية سويوز لتقلهم إلى الكوكب الأم من مدار محطة الفضاء الدولية بعدما قضوا هناك 185 يوما تزيد يوما إضافيا مع بداية السبت. وستقوم سويوز بتشغيل محركاتها بشكل متكرر ولثوان معدودة كل مرة لتنفصل عن محطة الفضاء في مدارها خارج الغلاف الجوي للأرض وبمجرد انفصالها توقف المحركات. وبعد ذلك تنزلق المركبة مبتعدة بفعل الدفع الذاتي عن المحطة الدولية وتقترب في الوقت نفسه من الغلاف الجوي حتى تصبح على بعد نحو 12 كيلومترا من مدار المحطة الدولية. وبذلك تبدأ سويوز مرة أخرى تشغيل محركاتها مرة أخرى وتستخدم مظلة ضخمة للهبوط على الأرض. Image copyright Nasa وتعتبر هذه أصعب مراحل الهبوط على الغطلاق إذ تبلغ سرعة المركبة سويوز بعد دخولها الغلاف الجوي نحو 25 ضعف سرعة الصوت وتتغير ذرات الهواء الملامسة للمركبة حيث تتأين وتتفكك لتنتج طاقة حرارية هائلة ترفع درجة الحرارة خارج المركبة وتنتج بلازما جوية تصل درجة حرارتها إلى 2500 درجة مئوية. وعندما تتخطى المركة تلك المرحلة وتنفصل عن البلازما تبدأ في اطلاق المظلة الضخمة لتخفض من سرعتها وذلك على ارتفاع نحو 10.7 كيلومتر فوق سطح الأرض. وعند اقترابها من سطح الأرض تعمل المحركات بشكل متكرر لثوان معدودة أيضا لتقلل سرعة سقوط المركبة بفعل الجاذبية الأرضية وتؤمن هبوطها المقرر العاشرة والربع صباح السبت. Image copyright AP وبمجرد استقرار المركبة ينطلق فريق الإجلاء باستخدام مروحية لفتح المركبة ومساعدة الطاقم على الخروج ونقلهم إلى خيمة طبية قريبة للكشف عليهم والتأكد من سلامتهم. ويتأثر جسم الإنسان بشكل كبير بسبب الإقامة الطويلة في مكان دون جاذبية أرضية حيث تفقد العضلات الكثير من قدرتها وتفقد العظام كثافتها المعتادة. ويسبب نقص الجاذبية أيضا زيادة توزيع واستهلاك السوائل في الجسم مما يسبب تورما في أوجه وأعناق رواد الفضاء ما يعطي انطباعا بزيادة أوزانهم خلال أول أسبوعين من إقامتهم في الفضاء.
مشاركة :