تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، نظم نادي تراث الإمارات مساء أمس الأول على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج، محاضرة بعنوان السلام جوهر دعوة الإسلام ألقاها سماحة علي بن السيد بن عبد الرحمن آل هاشم، مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وشهد المحاضرة محمد آيت وعلي، سفير المملكة المغربية لدى الدولة، والدكتور رامز زيكاج، رئيس المركز الألباني للفكر والحضارة الإسلامية في ألبانيا، والمستشار علي الأنصاري، رئيس محكمة الشارقة الابتدائية، وعلي عبد الله الرميثي، المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في النادي فيما قدّم المحاضر للجمهور راشد القبيسي. وقال علي آل هاشم: وجدت من المناسب والعالم يمرّ بمرحلة هي أحرص ما تكون على السلام ونبذ الفرقة والعنف والتطرف والعدوان، من حيث أن السلام هو جوهر دعوة الإسلام، وهي دعوة نبيلة حملها الأنبياء والمرسلون، وسار على هديها ومن أجلها الصالحون والمصلحون، وإذا ارتفعت أصوات العالم اليوم بالسلام رعاية لحقوق الإنسان، فليس هذا بجديد، بل هو أمر متأصل في الإسلامثم استعرض المحاضر ما يتعرض له الإسلام اليوم من تهم واختلاقات بأنه دين حرب، وانتشر بحدّ السيف. وقال الإسلام لم يكن في أي وقت من الأوقات يستخدم السيف للتحكم في رقاب الضعفاء أو التسلط على أعناق الأبرياء، إنما كان الدفاع في بعض الأحيان وسيلة لتأمين الدعوة الهادفة إلى الأمن والسلام، ونزل الذكر الحكيم بقوله تعالى: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم - سورة الأنفال - الآية 61. وفي جانب آخر من مجالات التطبيق، أشار المحاضر إلى فكر ورؤية الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في هذا الأمر، فعقب فتح بلاد العراق، استدعى زعماءها من غير المسلمين إلى المدينة ليستشيرهم ويأخذ بآرائهم، كما أنّه استشار المقوقس، عظيم القبط في أمور مصيرية شتّى، وعندما فتحت بلاد الشام، صالح الخليفة عمر بن الخطاب أهل (إيلياء)، وأمّن أهلها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وأعطاهم عهداً بذلك، فيما عرف بـ العهدة العمرية. ونوّه المحاضر بتأكيد القرآن الكريم على المسلمين لتطبيق كل مفاهيم الإحسان والمحبة والتعايش ومعاشرة غيرهم من أهل الأديان والمذاهب، إلا في حالة العدوان، وقال في ذلك: (وقد جعل المولى تبارك وتعالى حالة الأمن والاستقرار والسلام من حالات النعيم في الدنيا، كما هو في الجنّة وفي الآخرة، بل إن الله جلّ جلاله جعل السلام اسما من أسمائه الحسنى، وهذا يدل دلالة قاطعة بأن السلام هو جوهر دعوة الإسلام. واختتم المحاضر حديثه بالإشارة إلى أن السلام لا يستقيم بأي حال من الأحوال إلا بإرساء قواعد العدل والمساواة أمام القانون على اختلاف الأجناس والأعراق والألوان.
مشاركة :