لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال أو نسيان «أفضال» ماريو غوتزه على كرة القدم الألمانية. انتظر الألمان 24 سنة مضنية، وتحديداً منذ 1990 لمعانقة كأس العالم، وجاء الفرج في البرازيل قبل عامين. يعود الفضل بالتأكيد الى الفريق ككل، والجهازين التدريبي والإداري والاتحاد. كل هؤلاء ساموا في تحقيق اللقب العالمي الرابع. بيد أن ثمة «حبّة فراولة» زيّنت كيكة التتويج، وتمثلت بالهدف الذي «زرعه» ماريو غوتزه في المرمى الأرجنتيني خلال النهائي والذي سيبقى راسخاً أبداً في أذهان كل ألماني أو عاشق لكرة القدم الألمانية. هدف غوتزه لم يكن حاسماً فحسب، بل جميلاً لناحية الطريقة التي روّض فيها الكرة إثر التمريرة العرضية من اندري شورلي وسددها «على الطائر» على الجهة اليسرى لمرمى الحارس سيرخيو روميرو. صنع «سوبر ماريو» المجد في ريعان الشباب، وهو ما كان له تأثير سلبي عليه، إذ اعتبر «بطلاً قومياً» وهو في بداية المسيرة. كَثُر الضغط عليه خصوصا أن تلك الفترة ترافقت مع انتقاله من بوروسيا دورتموند الى «العملاق» بايرن ميونيخ، النادي المعروف بـ«متطلباته» الكثيرة من اللاعبين على صعيد المردود والنتائج والألقاب. في عهد المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا، الذي تسلم مقدرات التدريب في بايرن، بقي غوتزه بلا دور وبلا صفة. لم يفرض نفسه رقماً صعباً ولم يحقق المأمول وكان مصيره دكة الاحتياط. بيد ان كل ذلك لم يؤثر على مدرب المنتخب يواكيم لوف الذي بقي واثقاً في اللاعب «الصغير»، حتى أن البعض ادّعى بأنه متمسك بـ«ماريو» من باب رد الجميل الى لاعب نزل احتياطياً امام الارجنتين ومنح لقباً عالمياً طال العمل على تحقيقه. بالتأكيد، هذا ليس اسلوب الالمان، فلا مجال للمجاملة، وكل شيء محسوب لك... وعليك. مع بداية «يورو 2016»، شغل غوتزه مركز قلب الهجوم في «توليفة لوف» في المباراتين الاوليين، بيد أنه لم يفعل شيئاً يذكر على الاطلاق. كان سيئاً. وفي اللقاء أمام بولندا تحديداً، كان خط هجوم «المانشافت» ميتاً كما عنونت صحيفة «شبورت بيلد» الالمانية قائلة: «دفاع قوي... وهجوم ميت». حتى أن جيروم بواتينغ، الحاصل على جائزة افضل لاعب في المباراة، قال: «إذا استمررنا هكذا، فلن نذهب بعيدا في البطولة. الهجوم لم يكن جيداً بما فيه الكفاية ولم نفز بأي واحد ضد واحد في الهجوم». التمسك بغوتزه اساسياً على حساب ماريو غوميز، هداف وبطل الدوري التركي مع بشيكتاش، فيه من التعنت الكثير، كما ان فيه محاولة مستميتة من لوف لاثبات وجهة نظره. بيد أن ثمة جانباً لا يجب أن نغفل عنه، وهو أن لوف «فقير»، بمعنى أنه لا يملك اساساً هدافين بالمعنى الحقيقي للكلمة من طينة ميروسلاف كلوزه، اوليفر بيرهوف، يورغن كلينسمان، أو كارل هاينز ريدله. قبل فترة، ذكرت جمعية «قلب الاطفال» الخيرية للمزادات في ألمانيا ان الحذاء الذي سجل به غوتزه هدف الفوز في نهائي مونديال 2014 بيع بمليوني يورو. وصرح اللاعب: «هذا مبلغ ضخم، والامر الجيد أنه سيذهب من أجل قضية جيدة». لقد أدى غوتزه دوره على أكمل وجه في نهائي مونديال 2014، وعلى المستوى الخيري أيضاً. حان الوقت للبحث عن خيارات «أساسية» أخرى، والبدائل محصورة بماريو غوميز الذي يجدر منحه الفرصة كاملة كأساسي ابتداءً من المباراة الاخيرة لالمانيا في الدور الأول امام ايرلندا الشمالية. SOUSPORTS@
مشاركة :