سيطرت القوات العراقية، أمس، على المجمع الحكومي وسط الفلوجة غرب بغداد، في إطار عمليات بدأت منذ نحو أربعة أسابيع، لاستعادة المدينة التي تعد أحد أبرز معاقل تنظيم «داعش» في العراق. في حين قتل 15 من قوات الأمن الكردية والموالين لها، في هجوم شنه التنظيم على منطقة بير أحمد جنوب كركوك. أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من انتشار شلل الأطفال بين النازحين من الفلوجة، وأطلقت حملة تلقيح «على نطاق واسع». وقال قائد عمليات الفلوجة، الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، لـ«فرانس برس»، إن قوات مكافحة الإرهاب والرد السريع، حررت المجمع الحكومي في الفلوجة بالكامل، ورفعت العلم العراقي على بنايات المجمع الواقع في مركز المدينة. وأشار إلى أن «القوات الأمنية حررت حتى الآن 70% من مدينة الفلوجة»، من دون الإشارة إلى أسماء جميع المناطق. ولم تواجه القوات العراقية خلال تقدمها مقاومة تذكر من مسلحي التنظيم المتطرف، حسبما أكدت مصادر أمنية. وقال الساعدي إن «القوات الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية، تمكنت من تحرير حي نزال (وسط المدينة)، والحي الصناعي (جنوب) بالكامل، وفرض سيطرتها على الطريق السريع شرق الفلوجة» الواقعة على بعد 50 كلم غرب بغداد. وأكد «انعدام مقاومة تنظيم داعش في مدينة الفلوجة بسبب الهروب الجماعي من المدينة الى الجهة الغربية»، موضحاً أنه لم يبق «سوى بعض المفارز التابعة للتنظيم، وتجري معالجتهم». من جهته، أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت «تحرير المجمع الحكومي» الذي يضم مبنى قائمقامية الفلوجة، ومبنى المجلس المحلي ومديرية شرطة الفلوجة ومقرات أمنية. وقال إن «المجمع يمثل رمز المدينة، وتحريره هو استعادة لهيبة الدولة وإعادة فرض القانون»، مؤكداً أن «قواتنا تطارد عناصر داعش وسط الفلوجة». بدوره، قال ضابط برتبة عقيد في قوات الرد السريع، إن «قواتنا تسيطر الآن على حي نزال، وتتقدم باتجاه المجمع الحكومي» وسط المدينة. وأضاف أن «هروب عناصر داعش هو وراء غياب أي مقاومة للتنظيم في الفلوجة». وأوضح أن «مسلحي داعش هربوا إلى منطقتي الحلابسة والبوعلوان» غرب الفلوجة. كما تمكنت القوات الأمنية من السيطرة على مستشفى الفلوجة العام، ورفع العلم العراقي فوق المبنى، وفقاً للمصادر. في السياق، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من انتشار شلل الأطفال بين النازحين من الفلوجة، وأطلقت في هذا الصدد حملة تلقيح «على نطاق واسع». وقال مدير منطقة الشرق الأوسط لدى منظمة الصحة العالمية، الدكتور علاء علوان، في اتصال هاتفي مع صحافيين، إثر لقائه نازحين في مخيمات قرب الفلوجة، إن الأمهات قلقات لأن أبناءهن لم يتلقوا أي لقاحات منذ وصول التنظيم إلى المدينة في 2014. وأضاف «نحن قلقون خصوصاً من حالات شلل الأطفال، وقد بدأنا برنامج تلقيح على نطاق واسع»، داعياً الأسرة الدولية إلى تقديم مساعدات أكبر إلى الهيئات الصحية في العراق. وقدر علوان عدد النازحين من المدينة بـ40 ألف نسمة، بينما لايزال بين 30 و40 ألف شخص فيها. من ناحية أخرى، قتل 15 من قوات أمن البشمركة الكردية والشرطة والحشد التركماني، وأصيب نحو 40 في هجوم لتنظيم «داعش» شنه، مساء أول من أمس، جنوب كركوك، في شمال بغداد. وقال المشرف على لواء «الحشد التركماني»، أبورضا النجار، لـ«فرانس برس»، أمس «قتل 12 شخصاً هم ستة من الشرطة أحدهم برتبة عقيد وستة من الحشد التركماني، وأصيب 20 آخرون من الشرطة، والحشد التركماني خلال التصدي لهجوم لتنظيم داعش». وأضاف أن «الهجوم بدأ في ساعة متأخرة، واستهدف منطقة بير أحمد» الواقعة إلى الغرب من طوز خورماتو (175 كلم شمال بغداد). وأكد أن «القوات الأمنية تمكنت من صد الهجوم، واستعادة السيطرة على منطقة بير احمد، حيث تواصل الانتشار حالياً». وأشار إلى مقتل جميع المسلحين خلال المواجهات التي استمرت طوال الليلة قبل الماضية وانتهت فجر أمس. من جهته، قال مسؤول حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ملا كريم شكور، «قتل ثلاثة وأصيب 20 من عناصر البشمركة خلال الهجوم». ويشهد قضاء طوزخورماتو الذي تسكنه غالبية تركمانية شيعية، أعمال عنف متكررة إضافة إلى توتر بين ميليشيات شيعية وقوات البشمركة الكردية.
مشاركة :