في كل عام يهل هلالك يحمل لنا الأمل، وعواطف جياشة أن يكون عامنا الأفضل والأنقى والأجمل، وتبقى تباشير الأمل تهل علينا، ننتظر نصرا ونرجو فرجا، يأسرنا التفاؤل بخطوات متتابعة نشتم معها رياحين شذية تعطر مبسمنا، ننهل بها من معين الذكر وتراتيل الصلوات، ويبقى الأمل مغروسا طيلة 30 يوما ثم يبدأ بالتلاشي رويدا رويدا، فإذا عدنا لسابق عهدنا بعثرتنا طرقات الحياة وزلات الدنيا من جديد عاما كاملا نسمع خطوات لا نراها. هل نحن مقصرون بحقك يا مولانا؟ حتى نظل نرتشف الأمل ونحلم بمجد أمة طال انتظار فرسانها. هل نحن حقا مخلصون في دعواتنا؟ أم أنها باتت مجرد: اللهم آمين ليمضي قطار رمضان سريعا. لا بد أن نعيد لرمضان أمجادا مضت لم تعلق فيها الزينات، ولا الشموع ولا اكتست الشوارع بأطايب الأطعمة، بل خشعت الجدران لأصوات المرتلين وأدعيتهم، وقلوب متآلفة وأغنياء كرماء وصحوة مجيدة قدمت لرمضان هيبته، لم يكن جزافا أو من قبيل الصدفة أن يكون رمضان شهر نصر لأمتنا في بدر وفتح مكة وعين جالوت والزلاقة. كل هذه الانتصارات إشارات عظيمة الدلالة على ما سبقها من استعداد روحي وشحذ همم نفسي لتغذية الذات، من مناهل الفكر الإسلامي الرصين، لا تغذية أرفف المطبخ بأكوام الأطعمة والمعلبات وأكياس الأرز والطحين!! كان شهر رمضان تاج نصر حين علت الهمم وانخفض مستوى الكوليسترول في أجسادنا. فكان النصر وكنا أصحاب رؤوس شامخة. إيمان الوزير
مشاركة :