احتج 51 مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية في مذكرة داخلية حملت توقيعهم على سياسة الولايات المتحدة بشأن سوريا، وطالبوا بشن هجمات عسكرية ضد حكومة بشار الأسد، ودعوا الى تغيير نظام الحكم بوصف ذلك الوسيلة الوحيدة للقضاء على تنظيم داعش.. لكن الكرملين حذّر من هذا النهج واعتبر أنّ منطقة الشرق الأوسط قد تغرق في الفوضى في حال إسقاط نظام بشار الأسد. وذكرت شبكة سي.ان.ان الإخبارية الأميركية ان المسؤولين الذين وقعوا على المذكرة كانوا من المعنيين بالسياسة الخاصة بسوريا على مدار سنوات عديدة مضت سواء في واشنطن أو في الخارج. وليس من بين الموقعين على المذكرة شخصيات دبلوماسية رفيعة المستوى، ولكنهم يعكسون وجهة نظر منتشرة على نطاق واسع في وزارة الخارجية، مفادها أن عملا عسكريا أكثر قوة في سوريا ضروري لإرغام رئيس النظام السوري على التفاوض بشأن حل دبلوماسي. وأشارت الشبكة الى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري نفسه يؤيد نهجا عسكريا أميركيا أكثر قوة في سوريا لإرغام الأسد على التفاوض بشأن تسوية سياسية. ونقلت سي.ان.ان عن الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي تأكيده على وجود المذكرة، ولكنه لم يشأ ان يخوض في التفاصيل، مضيفا بقوله إننا نستعرضها الآن. إعلان مهم ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن مذكرة الـ51 إعلان مهم سيبحثه حين يعود إلى واشنطن. وقال كيري خلال زيارة لكوبنهاغن: إنه إعلان مهم، وأنا أحترم العملية جدا جدا. ستتاح لي.. فرصة للاجتماع مع الناس حين أعود. تحذير روسي من جانبه، حذر الكرملين من أن منطقة الشرق الأوسط قد تغرق في الفوضى في حال إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن سقوط النظام لن يساعد في محاربة الإرهاب. ونقلت شبكة روسيا اليوم الإخبارية الروسية عن الناطق باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف قوله أمس تعليقا على أنباء عن رسالة الـ51 التي وجهها مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية، إنّه في أي حال من الأحوال، لا يمكن لموسكو أن تتعاطف مع الدعوات إلى إسقاط السلطة في دولة أخرى باستخدام القوة. وعلاوة على ذلك، من المشكوك فيه أن يساهم إسقاط هذا النظام أو ذاك في إحراز تقدم في محاربة الإرهاب بنجاح، بل قد يؤدي ذلك إلى تعميم الفوضى المطلقة بالمنطقة. وتابع بيسكوف أنه ليس لدى الكرملين أي معلومات موثوقة عن الرسالة التي ذكرت وسائل إعلام أميركية أن عددا من موظفي وزارة الخارجية الأميركية بعثوا بها إلى الرئيس الأميركي يدعون فيه إلى الشروع في استهداف طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن لقوات الأسد بغية إسقاط النظام. وأضاف أن عمليات القوات الجوية الروسية في سوريا مستمرة. ونفى مسؤول أميركي ما صدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا إن الولايات المتحدة لم تقترح ضم أفراد من المعارضة السورية في حكومة الأسد. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لا يوجد مثل هذا المقترح، مضيفا أن موقف الولايات المتحدة من رحيل الأسد لم يتغير.
مشاركة :