دخلت المعلمة (منى) الصف لشرح مادة العلوم وكان الدرس حول طبيعة دوران الأرض حول الشمس، وخلال شرحها للدرس طلبت من الطالبات قراءة قانون الأرض الى ان وصل الدور على آمنة، وساد الصمت في الصف وعندها سألتها منى اقرئي يا آمنة لم تتجاوب معها، دق الجرس وخرجت التلميذات للفسحة توجهت لها وسألتها عن عدم تفاعلها في الصف وإذ بها تكتشف ان آمنة طالبة من ذوي الإعاقة البصرية. ومنذ ذلك اليوم شكلت آمنة تحديًا كبيرًا لمعلمتها منى ابراهيم، فما العمل؟ التحقت منى من يومها بدورة تدريبية لمحاولة تعلم لغة برايل للوصول لفهم أكبر حول إمكانية قراءة تلك اللغة وكتابتها، ولمساعدة آمنة على التكيف مع قريناتها الطالبات في الصف بالتعاون مع مدرستها من المعهد السعودي للمكفوفين، ومنذ ذلك اليوم تسابقت الطالبات والمعلمات مدرسة المستقبل الابتدائية للبنات لمساعدتها في الانتقال بين مرافق المدرسة ومختبر العلوم أثناء حصص العلوم مما ساعد آمنة على الاستقرار والشعور بالانتماء في المدرسة، أيضا حرصن على متابعة آمنة بالدخول إلى عالمها ومحيطها الذي أقضت فيه وقتها قبل أن تلتحق بالمدرسة بالذهاب لزيارة المعهد السعودي البحريني للمكفوفين. وأثناء الشرح كان من احد واجبات المعلمة منى أن تراعي الأدوات الملموسة والوصف السخي للأشياء، فكانت تتسابق على كتابة الامتحان وقراءة الأسئلة لها لمساعدتها وكل ذلك انعكس على تحصيلها الدراسي بصورة إيجابية وقصة الكفاح تلك ساعدت آمنة في تخرجها من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الإعدادية، وبعد أكثر من عام التقت المعلمة منى بآمنة في أروقة المدرسة وسألتها إن كانت تعرفها وبدون تردد ذكرت اسمها وقالت معلمة منى معلمة العلوم، فيا لها من بهجة، فقد تحققت رؤية ورسالة المعلم في توصيل المعلومات ومساعدة الطلاب على تخطي العقبات والصعوبات، فالمعلم فرد يتحلى بأسمى معاني الإنسانية وهو ما نسميه بالجندي المجهول ونجاحاته هي مشروع يومي وأسبوعي وفصلي وسنوي مستمر، حيث يمكنه بكلمة حنونة أن يغير من سلوك طالبة ونفسيته. يذكر ان وزارة التربية والتعليم توفر الخدمات والأدوات التعليمية المناسبة لطلاب ذوي الإعاقات البصرية والمكفوفين في 93 مدرسة، ومنها الحاسب الآلي الناطق، وجهاز برينتو الالكتروني الناطق لتخزين وتنظيم المعلومات بلغة برايل، إلى جانب جهاز للقراءة والكتابة باللمس، كما يتم تزويد المدارس بلوحات إرشادية بلغة برايل، ومما يجدر ذكره أن الوزارة تعمل حاليًا على إنشاء مسارات أرضية في المدارس للطلبة المكفوفين، لتعزيز البيئة المدرسية المحفزة على التعلم. المصدر: مريم الشاعر