من وحي قصيدة اللغة الخالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استوحى الفنان الغرافيتي المصري ضياء علام لوحاته الموزعة على 20 لوحة جدارية معروضة في الغاليريا في أبوظبي حتى نهاية شهر رمضان. قال عنها في حديثه لـالبيان: أردت من خلال أعمالي دعوة الجمهور لاكتشاف جمالية الخط العربي، كشكل ومعنى. من وحي الشعر ضياء علام الذي يحرص على دمج الفن الحديث والمعاصر بالخط العربي. قال: اخترت بعض الأبيات من قصيدة اللغة الخالدة ومنها استوحيت الشكل العام لأجل أن أكتب إحدى الأبيات، على سبيل المثال البيت الثاني من القصيدة والذي جاء فيه (ولي مع الشعر رايات رفعت بها ما طاول النجم من منظومه الألقِ) أوحى لي أن أكتب البيت على شكل برج خليفة. وأضاف: من هذه القصيدة أنجزت 30 لوحة جدارية متصلة، ومع ذلك كانت كل لوحة فيها منفصلة، لكونها عملا فنيا بحد ذاته. وأشار إلى أنه يستخدم الخط السنبلي بأسلوب حر. وأخرج أحياناً عن القواعد لأستخدم التجريد. وقال: عادة ما أكتب أبياتاً من قصائد لشعراء من العصر الحديث والقديم، كما أكتب الحكم. وآيات من القرآن الكريم. وأوضح: عند كتابة الآيات أعتمد فيها على الخط التقليدي لأجل الحفاظ على قوتها، وأستخدم حينها خط الثلث لميلي إليه أكثر من الخطوط الأخرى. جمالية الحروف أوضح علام أن الفن الغرافيتي يدل في الغرب على الكتابة على الجدران من دون إذن مسبق. وأضاف: لكننا نعمل نحن بأسلوبنا بالكتابة على اللوحات الجدارية، وأوصل ما أريد من جمالية فن الخط الذي يلقى اهتماماً كبيراً بالإمارات. وبين أن علاقته مع الخط العربي بدأت منذ الصغر. وقال: حينها لاحظت أن الانسجام والتناغم الموجودين بين حروفه مميزة عن بقية الحروف الأخرى باللغات الأخرى. وأضاف: هو ما جعلني أركز على أن أعلم نفسي هذا الخط، عند مشاهدتي طريقة كتابته بواسطة الفيديوهات، وتقليدها كأسلوب بالتدريب. ومن ثم طورت أسلوبي وتعلمت أساسيات الخط العربي، وقال: باعتبار أني أعمل مهندساً في تخطيط المدن انعكس هذا على عملي بالخط العربي، وجعلني أكثر دقة. وأشار إلى مشاركته مع فريق عمل لإنجاز بعض اللوحات الجدارية التي تتطلب رسماً إلى جانب الخط. وأوضح: من أهم الجداريات التي تطلب فريقاً لإنجازها أم الإمارات التي تلقيت عنها كتاب شكر من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مع الفنان رامي الزغوي، والفنان ماجد أحمد. بعيداً عن المعنى شارك علام في عديد المهرجانات التي تجعل مشاهدة أعماله أكثر جماهيرية مثل مهرجان أم الإمارات ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب. وعن أهمية هذه المشاركات قال: تواجدي بمثل هذه الفعاليات الضخمة، يجعلني على لقاء مباشر بالجمهور. وأضاف: في العادة لا يميل الكثير الناس للذهاب إلى معارض الخط، لما يحيطها من غموض، لذا أحرص أن أدعو الناس لاكتشاف جمالية الخط للتعرف على المعنى. وشدد علام على أن جماليته جعلته محط إعجاب للأجانب الذين لا يستطيعون قراءته. سيرة ضياء علام فنان وخطاط يعمل مهندساً للتخطيط العمراني والمعماري، مؤسس نحت للتصاميم قام بعمل أول معرض له ضمن فعاليات الاحتفالات باليوم الوطني الأربعين للإمارات، كما شارك في العديد في الأعمال منها أطول جدارية في العالم بدبي، وفي دبي كانفاس، وفي احتفالية اليوم الوطني في سفارة دولة الإمارات بمونتينيغرو.
مشاركة :