يتطلع كل من المنتخبين البرتغالي والبلجيكي لكرة القدم إلى استعادة الاتزان سريعا بعد الصدمة المبكرة التي تلقاها في بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة حاليا في فرنسا، فيما يسعى المنتخب المجري إلى حجز مكانه مبكرا في الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة. ويلتقي المنتخب البرتغالي نظيره النمساوي اليوم في استاد «بارك دو برنس» بالعاصمة الفرنسية باريس بالجولة الثانية من مباريات المجموعة السادسة بالدور الأول للبطولة، التي تشهد اليوم أيضا المباراة بين المنتخبين المجري والآيسلندي، فيما يلتقي المنتخب البلجيكي نظيره الآيرلندي في مدينة بوردو ضمن منافسات المجموعة الخامسة. * البرتغال - النمسا يريد البرتغالي كريستيانو رونالدو تعويض خيبة التعادل مع آيسلندا وتصريحاته غير المتوازنة عندما تواجه بلاده النمسا اليوم في باريس ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لكأس أوروبا 2016. وصحيح أن رونالدو، أفضل لاعب في العالم ثلاث كرات، سدد عشر مرات أمام آيسلندا الثلاثاء الماضي، لكنه عجز عن هز شباك مرمى المنتخب المشارك لأول مرة في تاريخه في البطولة القارية. كما اتهم رونالدو المنتخب الآيسلندي بأنه صاحب «عقلية ضيقة» بعدما حرم نجم ريال مدريد من أن يصبح أول لاعب في تاريخ البطولة يصل إلى الشباك في أربعة نهائيات، معتبرا أن هذا المنتخب الذي يخوض مغامرته الأولى على الإطلاق إن كان على الصعيد القاري أو العالمي: «لم يحاول أي شيء وكل ما فعله هو التكتل داخل المنطقة». ولم تمر الكلمات التي صدرت عن نجم البرتغال مرور الكرام عند الآيسلنديين الذين ردوا على «تعجرف» نجم ريال مدريد الإسباني «الرجل الذي لا يتقبل الخسارة»، وذلك بعد إجباره ومنتخب بلاده على الاكتفاء بالتعادل 1 - 1. لكن مهمة رونالدو وزملاءه في المباراة الثانية، لن تكون سهلة على الإطلاق، خصوصا في ظل خسارة النمسا مباراتها الأولى أما المجر 2 - صفر، ما يجعل ديفيد ألابا، أحد نجوم بايرن ميونيخ الألماني، ورفاقه محرجين ومتعطشين للفوز وإلا الخروج منطقيا من الدور الأول. يرى لاعب البرتغال آليافع ريناتو سانشيز الذي سينضم إلى ألابا في بايرن بعد انتقاله من بنفيكا مقابل 35 مليون يورو: «فريقنا مسترخ، وبرغم التعادل شعورنا جيد، فاللاعبون مصممون وندرك بأن كل مباراة ستكون أصعب». في المقابل، يغيب عن النمسا المدافع ألكسندر دراغوفيتش لطرده أمام المجر، فيما تعرض لاعب الوسط زلاتكو يونوزوفيتش لإصابة قوية في أربطة كاحله في المباراة عينها. ويعتقد مدرب النمسا مارسيل كولر: «ربما خاف بعض اللاعبين؛ لأنها كانت البداية. لا يمكننا الضغط على عتلة، والقول: نريد تقديم أفضل مستوى لدينا. يجب أن نحاول الفوز على البرتغال». هذه المشاركة السابعة للبرتغال في النهائيات، وكانت على وشك تدوين اسمها في سجلات المنتخبات الفائزة بوصولها إلى نهائي 2004 على أرضها بقيادة النجم لويس فيغو، إذ كان رونالدو في التاسعة عشرة حينها، لكنها خسرت أمام اليوناني صفر - 1. كما بلغت نصف نهائي 1984 و2000 و2012. في المقابل، تشارك النمسا للمرة الثانية بعد ظهور أول غير مشجع على الإطلاق؛ إذ ودعت من الدور الأول على أرضها. لكن اللافت أن منتخب النمسا بقيادة المدرب السويسري مارسيل كولر الذي تولى المهمة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. حقق وثبة هائلة ودخل في الشهر ذاته من عام 2015 إلى لائحة المنتخبات العشرين الأولى باحتلاله المركز الخامس عشر في تصنيف الفيفا، وهو أفضل مركز في تاريخه. ويلتقي المنتخبان لأول مرة منذ 1995 عندما تعادلا 1 - 1 في فيينا ضمن تصفيات كأس أوروبا 1996. وذهابا فازت البرتغال على أرضها 1 - صفر بهدف لويس فيغو. التقى المنتخبان 10 مرات حتى الآن، ففازت البرتغال مرتين والنمسا 3 مرات وتعادلتا 5 مرات. * المجر ـ آيسلندا وفي مواجهة بين مفاجأتين في الدورة حتى الآن، تلتقي المجر متصدرة المجموعة مع آيسلندا صاحبة العود الطري في المسابقات الكبرى على ملعب «فيلودروم» في مرسيليا، الذي تعرض لانتقادات لاذعة من مدرب فرنسا ديدييه ديشان؛ بسبب سوء أرضيته. غابت المجر العريقة عن البطولات الكبرى منذ مونديال 1986، بعد أن جلبت إلى عالم المستديرة أسماء رنانة على غرار فيرينس بوشكاش في خمسينيات القرن الماضي. المجر التي تشارك أيضا في كأس أوروبا مرة ثالثة فقط بعد 1964 و1972. بالكاد تأهلت إلى النهائيات إثر حلولها ثالثة في مجموعة متواضعة تصدرتها آيرلندا الشمالية ورومانيا، فبلغت فرنسا 2016 بعد ملحق على حساب النرويج. وفي ظل استبعادها عن تحقيق نتائج إيجابية، صدمت المجر، بقيادة المدرب الألماني برند شتورك، النمسا في المباراة الافتتاحية وأسقطتها بهدفي آدم شالاي وزولتان شتيبر، محققة فوزها الأول في البطولة منذ 1964. وبحال فوزها على آيسلندا، ستتأهل المجر إلى دور الـ16. وقال شتورك الذي وصف سابقا تأهل المجر إلى النهائيات بالمعجزة: «قدم اللاعبون أكثر من طاقتهم أمام النمسا». فوز المجر على النمسا دفع آلاف المواطنين للنزول إلى شوارع العاصمة بودابست للاحتفال، ويتوقع أن يتابع 15 ألف مجري المباراة من مدرجات الملعب. في المقابل، حققت آيسلندا، التي تخوض النهائيات لأول مرة في تاريخها بعد تفوقها في التصفيات على العملاقة هولندا وتركيا، نتيجة جيدة جدا بخطفها نقطة التعادل من البرتغال. لكن بفضل دفاع قوي وهدف لاعب الوسط بيركير بيارناسون، وصلت الدولة الصغيرة مفاجآتها من التصفيات إلى النهائيات. قال حارس آيسلندا القوي البنية هانيس هالدورسون: «قمنا بما نجيده أكثر شيء وهو العمل معا وإقفال المنافذ. لن نتبجح بهذه النتيجة لكن علينا العودة إلى أرض الواقع، ونفكر في مباراة المجر». قبل البطولة، كانت هذه المباراة الفرصة الوحيدة للمنتخبين بتحقيق فوز يتيح لهما التأهل إلى الدور الثاني من بوابة أفضل الثالثين، نظرا لقوة البرتغال والنمسا، لكن نتيجتي الجولة الأولى بدلتا المعطيات، وأصبح الحلم أقرب إلى أرض الواقع. * بلجيكا - جمهورية آيرلندا بعد قول المدرب مارك فيلموتس إن «فريقه خسر معركة وليس الحرب» تسعى بلجيكا إلى الانتفاض في مواجهة جمهورية آيرلندا في المجموعة الخامسة. وتقيم بعثة بلجيكا على أطراف المدينة وتستخدم ملاعب فريق بوردو للتدريب، وسبق أن لعب المدرب فيلموتس بين صفوفه. ويتعرض فيلموتس لانتقادات كثيرة بعد الهزيمة 2 - صفر أمام إيطاليا في أولى مباريات الفريق لكن أصر على أنه لن يغير طريقته الهجومية بوجود مجموعة من المواهب، مثل أيدن هازارد وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو. لكن دي بروين ولوكاكو لم يقدما أداء جيدا في مواجهة إيطاليا، وكان إخفاق الدفاع المتكرر دليلا آخر بعد غياب فينسن كومباني ونيك لومبارتس عن البطولة بسبب الإصابة. ويقف التاريخ بجانب بلجيكا؛ حيث لم تخسر أمام آيرلندا منذ 50 عاما، وفازت عليها بهدف واحد في جولة أخرى للتصفيات لتتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا. وفي هذه البطولة تعادلت مع المكسيك في بوردو في أجواء حارة. وإذا اعتبرت بلجيكا أنها صاحبة الأرض في هذه المباراة، فإنها ستندهش بعدد الجماهير الآيرلندية. ومن المتوقع أن تحتل الجماهير الخضراء المساحة الأكبر في الملعب. ووصف أحد المواقع الفرنسية الجماهير الآيرلندية بأنها الأفضل حتى الآن، وقال إنه لن تكون هناك حاجة إلى الغاز المسيل للدموع. وبعد الهزيمة في كل مباراة في بطولة أوروبا 2012 فشلت في التأهل إلى نهائيات كأس العالم الماضية وحرمها هدف بالخطأ من أحد مدافعيها من الفوز على السويد لتكتفي بالتعادل 1 - 1.
مشاركة :