شددت المحادثات التي أجراها الرئيس الأميركي باراك أوباما مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، أمس، على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين خلال القرن الحالي، وتطرقت إلى الملفات الساخنة في المنطقة. وأوضح البيت الأبيض في بيان، أن «الرئيس أوباما أعرب عن تقديره لمساهمات السعودية في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، وأنه ناقش مع الأمير محمد بن سلمان المكاسب التي تحققت في العراق ضد (داعش)، والخطوات المطلوبة لدعم الشعب العراقي». وأضاف البيان أن الجانبين بحثا الوضع السوري، وأكدا أهمية وقف الأعمال العدائية وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا من دون مشاركة بشار الأسد. وتابع البيان أن «الجانبين شددا أيضًا على أهمية دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وأن الرئيس أوباما رحب بالتزام السعودية بالسعي لتحقيق تسوية سياسية للصراع في اليمن وتقديم الدعم من دول مجلس التعاون الخليجي كافة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وإعادة الإعمار». وذكر البيان أيضا أن «الرئيس الأميركي وولي ولي العهد السعودي بحثا أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، وأهمية استكشاف السبل التي تؤدي إلى وقف تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط». كما تطرقت المحادثات إلى الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به السعودية في مواجهة الفكر المتطرف. وفي الشأن السعودي، أشاد الرئيس أوباما بالتزام الأمير محمد بن سلمان بخطط الإصلاحات، وأكد دعم الولايات المتحدة القوي لتحقيق «الرؤية 2030» وأهدافها. من جانبه، أكد الأمير محمد بن سلمان التزام السعودية القوي بنتائج اتفاق باريس للتغير المناخي، ورحب بالتعاون مع الولايات المتحدة حول قضايا الطاقة النظيفة. وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء شدد على الشراكة الاستراتيجية العميقة بين البلدين، وأن الرئيس أوباما أثنى بشكل خاص على الدور المحوري الذي تلعبه السعودية في المنطقة لحل النزاعات وتهدئة التوترات». من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي شارك في اللقاء، إن «المحادثات كانت مثمرة للغاية»، مضيفًا أنه «لا يوجد اختلاف في الرؤيتين، الأميركية والسعودية، حول حل الأزمة السورية». وذكر أن «الفارق بين الرؤيتين ليس كبيرًا». وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد أقام حفل استقبال رسمي للأمير محمد بن سلمان مساء أول من أمس. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن «نقاشات الجانبين كانت مثمرة للغاية، وتطرقت إلى جهود مكافحة الإرهاب، وأيضًا إلى رفع مستوى القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية».
مشاركة :