أعلنت بغداد تحرير الفلوجة من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، معترفة في الوقت نفسه بوجود بعض جيوب المقاومة، لكن واشنطن قالت إنه لم يتم تحرير المدينة بالكامل بل جزء منها فقط، مشيرة إلى أن «الأمر مازال يتطلب مزيداً من القتال»، فيما كشف تراجع «داعش» في المدينة عن الكارثة الانسانية التي رافقت عمليات تحريرها بعد نزوح مئات العوائل من القضاء. وأعلن محافظ الانبار صهيب الراوي تحرير الفلوجة بالكامل، وقال في بيان ان الملف الانساني ملف ضاغط يستوجب تكاتف جميع الجهود المحلية والدولية لانهاء معاناة النازحين الذين قاسوا مرارة الجوع والظلم، لافتا الى ان»الغمامة التي فرضها كيان داعش المجرم على المدنيين انتهت من غير رجعة». لكن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قال ان «القوات العراقية استعادت جزءاً وليس كل مدينة الفلوجة التي كانت أكثر مدينة عراقية خضعت لسيطرة داعش». وذكر في تصريح صحافي في مقر الوزارة ان «الأمر مازال يتطلب مزيداً من القتال». وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أعلن أول من أمس تحرير الفلوجة رسميا، وأكد أنها عادت إلى حضن الوطن من جديد رغم أن هناك بعض البؤر داخلها سيتم التعامل معها، مبينا أن تحرير مدينة الموصل سيكون قريبا. وأكدت منظمة الهجرة الدولية نزوح 86 ألف مدني من محيط الفلوجة تحت وطأة المعارك بين مسلحي «داعش» من جهة والقوات الامنية من جهة أخرى، فيما دعت اللجنة العليا لاغاثة النازحين الجهات المعنية الى المشاركة في مساعدة نازحي المدينة. وذكرت المنظمة في بيان ان آلاف الأسر العراقية نزحت من مناطقها بسبب العمليات العسكرية الخاصة بتحرير الفلوجة، عن طريق جسرين رئيسيين تم فتحهما الخميس الماضي بعد حصار دام أشهر وعجزهم عن مغادرة المدينة». وقدرت لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة عدد النازحين من الفلوجة بـ «86286 نازحا حتى الخميس الماضي». وقالت ان «أكثر من 35 ألف شخص فروا من الفلوجة الأسبوع الماضي». إلى ذلك، اعلن وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي ان المرحلة الثانية لعمليات تحرير نينوى وكبرى مدنها الموصل بدأت فجر امس. وقال العبيدي: «بدأنا المرحلة الثانية لتحرير نينوى»، مضيفا ان «العمليه تهدف الى تحرير القياره وجعلها مرتكزا نحو الموصل». من جهته، هاجم سفير المملكة السعودية لدى العراق ثامر السبهان قوات «الحشد الشعبي»، متهما إياها بالانصياع الى إيران والعمل على تأجيج الطائفية في العراق والمنطقة، مبينا ان «السعودية تحاول إنقاذ وحدته ونبذ الطائفية المقيتة». وقال السبهان في حوار مع صحيفة «سبق» السعودية ان «الحشد الشعبي يعمل على تأجيج الطائفية في المنطقة كلها، وليس في العراق، والأمثلة كثيرة خاصة في ما حدث من مجازر بالفلوجة»، مبينا ان «استخدامهم صور الإرهابيين السعوديين في المعارك كشف حقيقتهم». واضاف أن «إيران زرعت خلال 13 عاما من التدخل المباشر في الشأن العراقي، كل ما يفرّق ويشتت ويُبعد العراقيين بعضهم عن بعض طائفيا وعرقيا»، مشيرا الى ان «السعودية تحاول إنقاذ وحدته ونبذ الطائفية المقيتة». وتابع ان «نصف مليون إيراني وأفغاني عبروا المنفَذ الحدودي ودخلوا العراق بالقوة ولم يحاسبوا بسبب تجاوز الحدود، في حين لا يزال السعوديون في السجون العراقية منذ سنوات برغم انتهاء محكومياتهم»، موضحا انه «تمت زيارة بعض السجون العراقية، والالتقاء بالسجناء السعوديين، وسنعمل مع الإخوة في العراق على إغلاق هذا الملف نهائياً». وعن موضوع العلاقات الخليجية العراقية، قال السبهان: «أعتقد أن الوقت مناسب جدا للعمل على بناء علاقات استراتيجية خليجية عراقية، والعراق من بلدان الخليج العربي، ونتشارك معه في التاريخ والامتداد الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي».
مشاركة :