إن كان قدر المملكة أن تكون المحامي الأول عن المسلمين والعرب، والحاضن الأكبر لهم في الرخاء والشدة، فالدور الإستراتيجي للمملكة وكونها القلعة الكبرى والحصن الحصين؛ له ضرائبه وتبعاته التي تُدفع، ويعي السعوديون أهميتها، بل ويفخرون بالالتزام بها، وإن خصّصت من أجله مليارات كان من الممكن توجيهها في أوجه إنفاق داخلي لإنجاز خطط تنموية؛ أو تحقيق رفاهية للمواطنين، لأنها أولوية مهمة تمس الاستقرار، ليس للسعودية وحدها، بل لدول الجوار العربية الشقيقة، أما الضرائب التي لا يمكن القبول بدفعها؛ فهي تلك التي نتكبّدها لنفس السبب، فقط لأنه فاتنا أن نضع الخطط الوقائية وإغلاق الثغرات المختلفة أيضًا التي يمكن أن تُستغل، ونحن مأخوذون بالدور الإنساني الطاغي. ليس هناك بلد عربي -ولا غير عربي- خدم القضية السورية كما فعلت المملكة، وقوافل الإغاثة والنصرة كانت ولا تزال تترى لهم في كل مكان، حتى في الدول التي تستضيفهم، لكننا وبدواعي إنسانية حتمًا؛ فتحنا الحدود لاستضافة اللاجئين السوريين، ما سهّل ذوبانهم داخل المدن، في حين كان من الممكن أن تُقام لهم مُدن مؤقتة على الحدود، كما أقيم مخيم اللاجئين العراقيين في رفحاء إبان غزو العراق عام 1991م. دخول اللاجئين السوريين غير المنظم؛ والذي لا تتخذ معه كل التدابير الوقائية؛ يفتح ثغرات داخلية مقلقة، وأبوابًا للمشكلات المختلفة، فكونهم قادمين من ظروف حرب لا تتوافر لديهم أوراق ثبوتية، وإن توفرت؛ فمَن يُجزم بمرجعيتها ولا أجندتها، عدا المشكلات الصحية التي أعلنت وزارة الصحة عن فداحتها وقبحها، حيث أكدت إصابة شابين سعوديين (أعمارهما 17 و23 عامًا) بفيروس الإيدز؛ كانا قد تورّطا في علاقة محرمة لعدة مرات مع لاجئة سورية. هل يمكن تدارك الأمر وإنشاء مُخيّم، وترحيل اللاجئين له لحين انفراج أزمتهم؟! أم أننا سننتظر الكوارث التي تحلُّ بنا جراء إنسانيتنا الطاغية؟. @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :