بدأت القوات العراقية، أمس، المرحلة الثانية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل، فيما تواصل القوات تطهير آخر جيوب المقاومة لتنظيم «داعش» في مدينة الفلوجة، التي تشكل خسارتها أكبر هزيمة للتنظيم، منذ أكثر من سنتين. وأعلن وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أن المرحلة الثانية لعمليات تحرير نينوى، وكبرى مدنها الموصل، بدأت فجر أمس. وقال، في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، إن «العملية تهدف إلى تحرير القيارة، وجعلها مرتكزاً نحو الموصل». وتضم القيارة، الواقعة على بعد 60 كلم جنوب الموصل، مطاراً عسكرياً مهماً، تسعى القوات الأمنية إلى السيطرة عليه، لاستخدامه كمرتكز لعمليات استعادة الموصل. وتأتي العملية بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، استعادة السيطرة على القسم الأكبر من مدينة الفلوجة (غرب)، من سيطرة «داعش» الذي لم يعد يسيطر سوى على «بؤر صغيرة» فيها. • مصر تتطلع إلى استكمال الحكومة والجيش العراقيين جهود محاربة الإرهاب، والقضاء على تنظيم «داعش». وقال العبادي، في كلمة متلفزة مقتضبة: «لقد وعدنا بتحرير الفلوجة وها قد عادت الفلوجة، قواتنا أحكمت سيطرتها على داخل المدينة، لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير، خلال الساعات المقبلة». من جهتها، قالت قيادة العمليات المشتركة، في بيان، إن «جحافل قواتكم المسلحة باشرت، الآن، التقدم باتجاه شمال صلاح الدين، وجنوب الموصل». وأوضحت أن العملية يشنها «جهاز مكافحة الإرهاب، والفرقة المدرعة التاسعة، وقطعات قيادة عمليات صلاح الدين، وقطعات قيادة عمليات تحرير نينوى، والحشد العشائري، وكتائب الهندسة العسكرية، وطيران بمشاركة القوة الجوية، وطيران الجيش، وطيران التحالف الدولي». وقالت خلية الإعلام الحربي إن القوات المتقدمة تمكنت من تفجير سيارتين مفخختين، كانتا معدتين لعرقلة التقدم في قرية عكاب، الواقعة شمال بيجي. من جانبه، قال محافظ صلاح الدين، أحمد عبدالله عبد، إن العملية تهدف كذلك إلى تحرير الشرقاط (300 كلم شمال بغداد)، آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم، في محافظة صلاح الدين. وعلى صعيد معركة استعادة الفلوجة، قال قائد عمليات الفلوجة، الفريق عبدالوهاب الساعدي، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «القوات الأمنية من جهاز مكافحة الإرهاب، والرد السريع بالشرطة الاتحادية والجيش من خلفها، واصلت تقدمها بعمليات تحرير مناطق، وأحياء الفلوجة بالجزء الشمالي من المدينة». وأضاف أن «شرطة الأنبار تواصل تطهير المناطق المحررة، جنوب الفلوجة ووسط المدينة، وتفتيش المنازل بحثاً عن جيوب لتنظيم داعش». وأوضح الساعدي، وعدد من المسؤولين العسكريين، أنهم لم يواجهوا سوى مقاومة محدودة، خلال التقدم نحو قلب مدينة الفلوجة، منذ أربعة أسابيع. وأشارت مصادر أمنية إلى أن مقاتلي التنظيم بدأوا بالفرار من المدينة، من خلال الاختباء بين المدنيين النازحين. من ناحية أخرى، قال المجلس النرويجي للاجئين، في بيان، إن أكثر من 20 ألف شخص، فروا من المدينة أول من أمس. وأضاف أنه «من غير المعروف كم عدد الأسر التي لاتزال عالقة داخل الفلوجة، لكننا قلقون من أن يكونوا من الفئات الأكثر ضعفاً، مثل النساء والحوامل وكبار السن، وأشخاص يرافقون ذوي إعاقة». وسبق أن حذر المجلس من ازدياد أعداد النازحين من الفلوجة، مع عجز كبير في التمويل، للاستجابة لمتطلبات الأزمة الإنسانية. بدوره، اعتبر المحلل في «مجموعة صوفان»، باتريك سكينر، أن المعارك لاستعادة الموصل ومدينة الرقة، التي تعتبر «عاصمة» التنظيم المتطرف في سورية، ستغير المعادلة فعلاً. وقال إن «خسارة المدينتين، ستعني تبدد أوهام الخلافة». في السياق، رحبت مصر بما تم إنجازه على صعيد تحرير مدينة الفلوجة، بمحافظة الأنبار العراقية، من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، والسيطرة على وسط المدينة، مثنية على هذه الخطوة المهمة في طريق دحر الإرهاب في العراق، واستعادة الأمن والاستقرار في جميع ربوعه. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، في بيان، إن مصر تتطلع لاستكمال الحكومة والجيش العراقيين جهود محاربة الإرهاب، والقضاء على التنظيم الإرهابي، واستعادة الدولة العراقية سيطرتها على جميع أراضيها، واستكمال عملية الإصلاح السياسي، بما يعزز مفهوم الدولة وسيادتها، ويحفظ وحدة أراضيها، وينهي حالة الاستقطاب، ويصون النسيج الوطني العراقي.
مشاركة :