تمكنت قوات الجيش والمقاومة اليمنية من السيطرة على مواقع جديدة في تعز وشمال العاصمة صنعاء، حيث منيت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بخسائر فادحة خلال الساعات القليلة الماضية في جبهات القتال، وباتت قوات الشرعية من الجيش والمقاومة هي الأقوى على الأرض، في وقت شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع وتعزيزات الميليشيات في جبهات عدة. وتفصيلاً، حققت قوات الجيش والمقاومة الشعبية في تعز تقدماً كبيراً في جبهة الزنوج بقيادة نبيل الأديمي، وقامت بتطهير عدد من المواقع وأسر عنصر من الميليشيات، وذكرت مصادر متعددة في تعز، أن الجيش والمقاومة تمكنا من السيطرة على جميع أطراف حي الزنوج وصولاً إلى عمارة الأريل التي تعد آخر نقطة في الحي. وأشارت المصادر إلى تمكن المقاومة والجيش من تحرير كامل حي الزنوج وصولاً إلى جبل الوعش والصومعة، حيث باتت تحاصر مجموعة من عناصر الميليشيات فيهما، وان المعركة يشارك فيها مجاميع من مقاومة جبل جرة والبعرارة وكتائب حسم ولواء الصعاليك، لافتة إلى أن جثث الميليشيات تتناثر في المنطقة، وأنهم تمكنوا من اسر أحد الميليشيات. في الأثناء، تواصلت الاشتباكات في أحياء ثعبات والجحملية وحوض الأشراف والدعوة وكلابة، شرق المدينة، التي شهدت قصفاً عشوائياً من قبل الميليشيات المتمركزة في الخمسين ومنطقة الحوبان، والتي تسببت في استشهاد وإصابة ما يقارب 45 شخصاً من المدنيين ورجال المقاومة والجيش، بينهم محمد عباد أحد مرافقي قائد المقاومة بتعز الشيخ حمود المخلافي، الذي استشهد في المواجهات التي شهدتها المناطق المحيطة بمقر اللواء 35 مدرع. وفي الجبهة الغربية قصفت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية مناطق السعيد ومحيط السجن المركزي وبير باشا من مواقعها في جبل هان بالضباب. من جهة أخرى، أصدرت السلطات الشرعية في تعز تعميماً بمنع دفع الزكاة إلى سلطة الانقلاب، ونبهت التجار والمواطنين إلى الحيل التي تمارسها جماعات تنتمي إلى سلطة الانقلاب في سبيل الحصول على أموال الزكاة، وقالت السلطات المحلية إنها ستشكل لجنة خاصة ممثلة في المحافظ علي المعمري لهذا الغرض. وهيمنت معارك تعز والخسائر التي منيت بها الميليشيات في الجبهات على اجتماع موسع عقدته قيادة الميليشيات في محافظة ذمار، ناقش إرسال قيادات من عناصرها إلى عدد من قرى ومديريات ذمار لاستقطاب مقاتلين جدد، حيث تواجه نقصا كبيرا في أعداد المقاتلين في جبهة تعز. وأكدت مصادر محلية قيام المدعو عبدالسلام الشنفي المكنى «أبومشعل»، بعقد اجتماع مع مندوبي الميليشيات في قرية بيت أبوعاطف والقرى المجاورة بمديرية الحداء، وتحدث للمندوبين عن نقص كبير في أعداد المقاتلين في تعز، وطلب منهم سرعة العمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من المقاتلين. وشهدت المناطق المحاذية لمحافظة تعز مواجهات عنيفة مع الميليشيات التي تحاول التقدم باتجاه كرش من جهة الشريجة، التي وصلتها تعزيزات ضخمة من جهة الراهدة، وأدت المواجهات الأخيرة في كرش إلى استشهاد اثنين من قوات الجيش. وفي شمال العاصمة اليمنية صنعاء، اقتربت المقاومة والجيش من محيط المدينة بعد تمكنها من تأمين مناطق في محاذاة مديرية بني حشيش، التي وصفها البعض بالمعقل الرئيس للميليشيات في أطراف العاصمة. وكانت الميليشيات تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح في معارك نهم الأخيرة، تم إحصاء 19 جثة لعناصرها التي وصلت إلى منطقة همدان، 12 منهم من منطقة ضلاع همدان، والبقية من مناطق مختلفة بالمديرية. من جهة أخرى، تمكنت المقاومة الشعبية من قتل خمسة وجرح العشرات من الميليشيات في مناطق طياب والبطحاء وبيوت السادة بمديرية ذي ناعم في البيضاء، في كمائن نفذتها المقاومة ضد أربع عربات عسكرية التابعة للميليشيات التي قصفت تلك المناطق بمختلف أنواع الأسلحة. وتوعدت المقاومة بتحقيق مفاجآت خلال الأيام المقبلة ضد الميليشيات، في إطار العمليات الرمضانية. من جانبها، شنت الميليشيات قصفاً عشوائياً على قرى ومناطق المواطنين بالجعار والغول وغول السقل والمسياب بآل حميقان بمديرية الزاهر، أوقعت إصابات في صفوف المدنيين بينهم طفل في العاشرة من عمره. وفي الضالع، دفعت الميليشيات بمزيد من التعزيزات باتجاه جبهات مريس وقعطبة، فيما تواصلت الاشتباكات في منطقة يعيس، مصدر بالمقاومة أكد تمكنهم من أسر اثنين من عناصر الميليشيات في منطقة رمة عدنة الشامي بقعطبة. وفي لحج، تواصلت المعارك الضارية في مديرية المضاربة القريبة من منطقة راس العارة الممتدة بين لحج وعدن من الجهة الغربية، أصيب خلالها ثمانية مدنيين نتيجة القصف الذي شنته الميليشيات على منطقتي المحاولة والمشرف بالمديرية. وفي القبيطة، قامت الميليشيات بتفجير عدد من منازل المواطنين في المنطقة، بينها منزل الشيخ القبلي البارز محمد عبد الجليل، وأخرى في منطقة الكعبين، التي تكبدت فيها الميليشيات خسائر في العتاد والأرواح في محيط جبال جالس والخضر والياس، وهي سلسلة جبال استراتيجية تشرف مباشرة على منطقة العند. وفي الجوف شمال شرق اليمن، شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع وتعزيزات للميليشيات في المطمة والغيل والمصلوب، فيما شنت الميليشيات قصفاً عشوائياً على منازل المدنيين في مدينة الحزم عاصمة المحافظة، ما أدى إلى إصابة عدد من النساء والأطفال، وفقاً لناطق المقاومة بالمحافظة عبدالله الأشرف. وذكر الأشرف لـ«الإمارات اليوم»، أن الميليشيات دفعت بخلايا مسلحة إلى مديرية الحزم، وأن المدينة تشهد حالة من الاستنفار والتأهب في صفوف المقاومة والجيش استعداداً لمواجهات تلك الخلايا. وأشاد الاشرف بما قدمته دولة الإمارات خلال الفترة الماضية من دعم وصفه بالسخي جداً للشرعية وقوات الجيش والمقاومة في شتى المجالات. وقال الأشرف، إن الإمارات وقفت وقفة تاريخية مع الشعب اليمني في أحلك الظروف وأصعبها، وحققت له انتصارات عملاقة لن ينساها كل مواطن يمني، قائلاً: «سيبقون سنداً وعوناً للشرعية والشعب اليمني». من جانبها، شنت مقاتلات التحالف غارة جوية على تعزيزات للميليشيات في منطقة قاع القيضي كانت متجهة نحو جبهات نهم، ما أدى إلى تدمير عدد من الآليات ومقتل وإصابة العشرات من الميليشيات، وفقاً لمصادر محلية وشهود عيان. كما شنت مقاتلات التحالف غارات على جبهات هيلان والمشجح في مأرب، التي استمرت فيه الميليشيات بقصف مواقع قوات الجيش والمقاومة بصواريخ الكاتيوشا، وهي الطريقة الوحيدة المتبقية لها كي تثبت وجودها في المنطقة، وفقاً لمصدر بالمقاومة. وأكد المصدر أن قوة الميليشيات باتت مشلولة وفاقدة لعنصر الهجوم والتقدم، وباتت فقط تستخدم سلاح صواريخ الكاتيوشا في مهاجمة مواقع الجيش والمقاومة، داعياً قيادة الجيش إلى إصدار الأوامر لبدء عملية تحرير اليمن النهائية من هذه العناصر، وعدم الركون إلى الحلول السلمية التي لا تعرفها تلك الميليشيات ولا تؤمن بها. وفي صعدة، قصفت مقاتلات التحالف منصة صواريخ بعيدة المدى في منطقة الملاحيط، وتجمعات للميليشيات في وادي المجرم بمران. من جهة أخرى، قامت الميليشيات بنقل سبعة من المختطفين في سجونها من صعدة إلى مناطق مجهولة، في خطوة وصفت بأنها مؤشر إلى أن الميليشيات باتت تتخوف من عمليات عسكرية قريبة للجيش والمقاومة في المحافظة.
مشاركة :