دور المرأة في تربية الأبناء تربوي تحصيني وقائي

  • 6/19/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت حرم صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم عجمان، سموّ الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة جمعية أم المؤمنين، أمسية رمضانية بعنوان دور المرأة في التربية الإيجابية للنشء في وسط المتغيرات الراهنة، قدمتها الداعية الدكتورة سميرة غموري، أستاذة في كلية الآداب شعبة الدراسات الإسلامية في جامعة محمد الأول في المغرب، في استراحة الصفيا بعجمان، بحضور حرم الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط، الشيخة خولة بنت خالد بن زايد آل نهيان، وعدد من الشيخات، ومديرات المؤسسات والجهات الرسمية ونخبة من سيدات المجتمع. هنّأت الحاضرات سمو الشيخة فاطمة بنت زايد، بالشهر المبارك، داعيات الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على سموها بالصحة والعافية، وعلى دولة الإمارات بمزيد من التقدم والتطور. وتقدمت المحاضرة إلى سموّ الشيخة فاطمة بنت زايد، بالشكر على هذه الجلسات الرمضانية التي تقيمها في كل عام، وتبثّ في الناس قيم الدين الصحيح. وأكدت الدكتورة سميرة، أن الأم هي حجر الزاوية والعمود الفقري لأي مجتمع، فبصلاحها تصلح الأمم، فهي التي تلد الأبناء وتربيهم، وتؤثر فيهم وفي قيمهم ومبادئهم وسلوكهم وعلمهم وأخلاقهم على مدى حياتهم، ونظراً للتحديات التي تواجهها الأم والمجتمع بأكمله في هذا العصر من متغيرات راهنة وانفتاح فكري واجتماعي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، علينا المعرفة والفهم الجيد لدور المرأة في التربية الإيجابية للنشء وسط جميع هذه المتغيرات، حتى لا يقع أبناؤنا ضحايا للمستغلين. وأوضحت أن المقصود بالمتغيرات الراهنة هو كل المستجدات التي نشهدها في الوقت الحالي، وهذه المتغيرات لها خصائص محددة، أهمها سرعة التأثير، وقوته، ومساحته، حيث إن هذه المتغيرات تحتوي مفاهيم وأفكاراً وتواصلاً اجتماعياً وعالماً افتراضياً، عوامل قوية تؤثر في الفرد إما سلباً أو إيجاباً، ويتوقف هذا التأثير على متابعة الأم والدور الذي تقوم مع الأبناء. دور المرأة في القرآن والسنّة ركزت المحاضرة على دور المرأة كما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية، حيث جاء في القرآن أن دور المرأة له سمتان رئيسيتان، وهما التكامل مع دور الرجل، كما قال الله سبحانه وتعالى وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ، فلا يوجد في الإسلام صراع في الأدوار بين الرجل والمرأة، بل تكامل. والسمة الثانية هي خصوصية المرأة في الإسلام، فخاطب القرآن الكريم المرأة مراعياً خصوصيتها العاطفية والبيولوجية. وأكدت أن دور المرأة في هذه المتغيرات تربوي تحصيني، فدورها الأساسي تجاه الأبناء تربيتهم وأن تبعث فيهم قيم الإسلام ومبادئه منذ الصغر، كالتسامح والتعايش والعفو عند المقدرة، وصلة الرحم والإحسان إلى الجار، حتى إذا كبر هذا النشء وصادفته في سن المراهقة أفكار معاكسة لما تربى عليه، فيكون ما تربّى عليه حصناً منيعاً في وجه أي تأثر سلبي. ويأتي بعد الدور التربوي التحصيني، الدور الوقائي، وأن تزرع في أبنائها كل المفاهيم الصحيحة بالمناقشة والمقاربة الفكرية، وعلى الأم تنشئة الأبناء على حب الوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية، وممتلكات الدولة وجمالياتها، فعندما خاطب سيدنا محمد ،صلى الله عليه وسلم، مكة قال: يا مكة والله إنك أحب بلاد الله إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت. ولفتت المحاضرة إلى ضرورة الاستعانة في تربية الأبناء بالأمثلة المضيئة الموجودة في تاريخ الإسلام، من نساء شاركن أبناءهن وحضرن معهم في بناء إرثهم الثقافي، مثل الصحابية الجليلة الرميضاء، أم سليم، أم أنس بن مالك، وأم العالم الجليل ربيعة الرأي، وأم الإمام الجليل مالك.

مشاركة :