«أفراح القبة» حصان الدراما الأسود

  • 6/19/2016
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

استطاع مسلسل أفراح القبة، للمخرج محمد ياسين، بعد مرور الثلث الأول من حلقاته، أن ينجو بنفسه من دخول دائرة الخيبة، التي أحاطت بالكثير من الأعمال الدرامية، ليأتي متوافقاً مع تطلعات متابعيه، وعشاق روايات الكاتب الراحل نجيب محفوظ، الذي سبق له أن رفد الدراما والسينما المصرية بأعمال تشكل علامة في التاريخ. ورغم أن أفراح القبة، لم تكن من أبرز ما كتب نجيب محفوظ، مقارنة مع ثلاثيته وأعماله الأخرى، إلا أن هذه الرواية، أبت أن تظل حبيسه أدراج النسيان، لتعود مجدداً إلى الواجهة، عبر سلوك خطوط الدراما، التي نفضت عنها آثار غبار السنين، بمسلسل يحمل الاسم ذاته، ليبدو بنصه المشدود ومشاهده غير المستهلكة، أشبه بحصان أسود، يراهن عليه معظم النقاد، ويتوقعون فوزه في ماراثون رمضان، لا سيما أن أفراح القبة، استطاع أن يجمع الجمهور حوله منذ حلقته الأولى، وأن يتصدر قوائم الأعلى مشاهدة في رمضان. ليسهم ذلك في إعادة الرواية نفسها إلى رفوف الأكثر مبيعاً. نسبية الحقيقة رواية أفراح القبة، تدور أحداثها حول قصة الكاتب المسرحي، والذي يؤلف مسرحية، يكون أبطالها هم الشخصيات الحقيقية في المسرح من حوله، وحكايتها، هي قصة حياتهم، ويصبح عليهم أن يشاهدوا أنفسهم ليلة بعد أخرى، ليجسد لنا أفراح القبة، ما يعرف بـ نسبية الحقيقة، التي حاول محفوظ أن يجسدها في الرواية، من خلال إعادة سرد الحدث من وجهات نظر متعددة. لتبدو الحياة في أفراح القبة، بشكل عام، وكأنها مسرحية متشابكة خيوطها الدرامية، أحداثها تجري تارة بإيقاع سريع ومشدود، وتارة تجري ببطء. ليؤسس من خلالها نجيب محفوظ لأدب النقد والنقد الذاتي، لا سيما أن الرواية ركزت على ما آلت إليه أحوال الإنسان العربي. لون مختلف آراء النقاد والجمهور في أفراح القبة، جاءت ثقيلة على قدر ثقل أحداث العمل، لتعبر هذه الآراء عن الإعجاب بالعمل، ومن بينهم المخرج علي بدرخان، الذي اعتبر في أكثر من تصريح له، أن المسلسل يعد لوناً مختلفاً عما تعود عليه المشاهد في متابعة الأعمال الدرامية. في حين رأت الناقدة ماجدة البشلاوي، أن العمل يحمل رؤية واضحة، ويقدم أجواءً غير مستهلكة، فضلاً عن احترامه لفكرة الدراما نفسها. بعض الآراء الأخرى، جاءت لتؤكد أن أفراح القبة، يحمل بين طياته دروساً عدة في الدراما والكتابة الدرامية، في وقت ساد فيه الاستسهال معظم الأعمال الدرامية والسينمائية، على حد سواء، كما فتح المسلسل الباب أمام الجميع لمعاينة الأداء التمثيلي الذي قدمه نجوم العمل، وهم: جمال سليمان وإياد نصار ومنى زكي وكندة علوش وصبا مبارك وصابرين وصبري فواز وسلوى خطاب، وأحمد السعدني وغيرهم. نقلة جديدة وبلا شك، أن عدم سلوك أفراح القبة لطريق العنف والابتذال، كما في الكثير من الأعمال الدرامية التي يعرضها بازار رمضان هذا العام، لعب دوراً في تعبيد طريقه إلى قلب الجمهور. فحتى الآن، استطاع أفراح القبة أن يحلق بآراء المغردين الذين وصفوه بالعمل الرائع والمشدود، معتبرين إياه يمثل نقلة جديدة في الدراما المصرية، مشيدين في الوقت ذاته بأداء الممثلين، على رأسهم جمال سليمان وإياد نصار، ومنى زكي، فضلاً عن ذلك، أشادوا كثيراً بقدرات المخرج محمد ياسين، والاقتباس الذكي للمؤلف. على موقع تويتر، اعتبر عدد من المغردين، أن المسلسل بدا كـ الشمس، لا يمكن أن يغطى بأي شيء، مؤكدين بذلك على ما حققه العمل من نجاح حتى الآن، لتغطي كم التغريدات المؤيدة للعمل، ما ورد في العمل من أخطاء، حصرها البعض في طريقة ماكياج الممثلين، التي رأوا أنه لا يتناسب مع طبيعة الحدث. الأكثر مبيعاً نجاح المسلسل، كان كفيلاً بأن يعيد الأضواء إلى الرواية نفسها، بعد مرور 35 عاماً على صدورها، لتعود وتحجز مكانها على رفوف الكتب الأكثر مبيعاً، حيث ساهم المسلسل في رفع نسبة الإقبال عليها خلال رمضان. وذلك وفقاً لما نقلته تقارير عدة عن مصطفى الفرماوي مدير المشتريات بمكتبات الشروق، الذي قال إن أفراح القبة من أجمل ما كتب نجيب محفوظ، وسيظهر ذلك مع الوقت في أحداث المسلسل، فالدراما لها دور كبير في تنشيط الأعمال الأدبية ودعمها.

مشاركة :