قال بنك الكويت الوطني إن خروج المملكة المتحدة المحتمل من الاتحاد الأوروبي قد يمكنها من النجاح في المفاوضات للحصول على شراكة تجارية ثنائية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح البنك في تقرير اقتصادي صادر عنه أمس أن التراجع المحتمل للجنيه الاسترليني سيزيد من جاذبية الاستثمارات الخليجية في بريطانيا لاسيما وأن المملكة المتحدة تظل من الوجهات الاستثمارية المهمة والجاذبة لدول مجلس التعاون. وذكر أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يتسبب في العديد من التقلبات والضغوطات على أنظمة أوروبا المالية وأسواق الأسهم فيها نظراً لحجم الشراكة التجارية المهمة بين الجانبين وما سيتسبب فيه ذلك الخروج من تباطؤ للنمو الاقتصادي في منطقة اليورو. وأشار إلى أن بريطانيا تمتلك حصة الأسد من خدمات إدارة الأصول الأوروبية إذ بلغت حصتها من نشاط السوق الاستثماري 80 في المئة ونحو 75 في المئة من أصول صناديق الاحتياط لافتاً إلى أن الخروج سيتسبب بخسارة الشركات البريطانية لتك الحصص لمصلحة شركات منافسة من دول الاتحاد الأوروبي. وتوقع (الوطني) أن تشهد بريطانيا في فترة ما بعد الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي وما سيسودها من شكوك ومخاوف في التأثير بالثقة ركوداً خلال النصف الثاني من عام 2016 وذلك وفق ما أشار إليه معهد التمويل الدولي. ولفت إلى أن بريطانيا بدأت بتسجيل تباطؤ في النشاط الاقتصادي منذ الإعلان في فبراير الماضي عن إجراء الاستفتاء ليصل النمو إلى 0.4 في المئة خلال الربع الأول من العام مقارنة بالربع الأخير من العام 2015 بينما شهد أيضاً مؤشر (مديري المشتريات) تراجعاً خلال الأشهر الماضية. وأفاد بأن الجنيه الإسترليني واجه ضغوطاً فور الإعلان عن الاستفتاء إذ تراجع بواقع 5.3 في المئة مقابل الدولار منذ بداية السنة المالية (متراجعاً بواقع 5.6 في المئة مقابل اليورو) مبيناً أن تلك الضغوطات والتقلبات قد تزداد في حال التصويت لمصلحة الخروج من الاتحاد. وتوقع أن يؤدي الخروج إلى ارتفاع المخاطر على الأصول البريطانية وارتفاع تكاليف التمويل (الفائدة) للبنوك البريطانية مبدئياً إذ ارتفعت تكاليف التمويل للبنوك البريطانية بالدولار الأميركي مطلع 2016 إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2013 إضافة إلى تأثر البنوك في حال خفض تصنيفها الائتماني. وعن تأثيرات الخروج المحتمل على المدى الطويل بيّن (الوطني) أن الموقف التفاوضي للحكومة البريطانية خارج الاتحاد قد يكون ضعيفاً عند إبرامها أي اتفاقيات تجارية جديدة مع أي دولة ومجموعة دول ما سيؤثر سلباً في اقتصادها. وأوضح أن هناك من يشير إلى قدرة بريطانيا في الحصول على مكانة وأوضاع جيدة فيما يخص تلك المفاوضات التي إن تحققت فمن شأنها إنعاش النمو على المدى الطويل. وستشهد بريطانيا في ال23 من يونيو الجاري استفتاء شعبياً لتحديد مصير العضوية في الاتحاد الأوروبي بالبقاء من عدمه ولا تزال الرؤية غير واضحة لما سيترتب على هذا التصويت لاحقاً لاسيما في حال التصويت على خروجها.
مشاركة :