سمير عطا الله: أهل الأكواخ

  • 1/25/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقع كتاب المؤرخ البريطاني نايجل هاملتون «قياصرة أميركا» في 600 صفحة ويشمل 12 رئيسا على طريقة المؤرخ الروماني الشهير سويتونيوس، الذي اختار 12 قيصرا من روما. لا أدري ماذا قد يستوقفك في سيرة هؤلاء الرجال الذي خاض بعضهم حروبا عالمية كبرى، أو حروبا قارية كبرى، وتعرض معظمهم لمحاولة اغتيال على الأقل. قد يلفت انتباهك أن بعضهم عاش فضائح خارج الحياة الزوجية. وبعضهم، مثل هاري ترومان ورونالد ريغان، أحب امرأته كما في الروايات. أحدهم أنهى الحرب العالمية الثانية وآخر أنهى الحرب الباردة ومعها الاتحاد السوفياتي. قد تتذكر أن كل رئيس خاض حربه الخارجية، سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا، عسكريا مثل دوايت أيزنهاور أو مدنيا. قد تقول إن ذروة «الدراما» هي في استخدام ترومان للقنبلة الذرية وتأهب جون كيندي لضغط الزر النووي. الحقيقة أن ذروة الدراما الرئاسية، كما رأيتها، لم تكن اغتيال جون كيندي في سيارة مكشوفة، أو تحويله البيت الأبيض إلى شقة غرامية مفضوحة، إنها في أصول الرجال الذين وصلوا إلى الرئاسة في «بلاد الفرص». ترومان، كان ابن مزارع وتاجر أغنام. أيزنهاور كان والده منظف قطارات، وقد نشأ في بيت فيه بقرتان ودجاج وليس فيه مستراح. عمل عامين لمدة 86 ساعة في الأسبوع لكي يجمع جزءا من رسوم الانضمام إلى كلية «وست بوينت» العسكرية. الباقي تحصله على شكل منح تفوق. ليندون جونسون ولد في كوخ من غرفتين في قرية طينية على نهر كولورادو، قرب مدينة أوستن، تكساس. والده كان تاجر قطن معدما، ووالدته كانت صحافية مثقفة. عمل الرئيس المقبل في إنشاء الطرق، قبل الحصول على منحة دراسية. والد ريتشارد نيكسون كان سمكريا ومنجدا ثم سائق حافلة كهربائية. أما الرئيس المقبل فعمل منذ السابعة من العمر قطاف فاصولياء، 12 ساعة في اليوم، وكان يذهب إلى المدرسة حافيا، حاملا حذاءه في كيس، كي لا يهترئ. والدة جيرالد فورد طلقت زوجها السكير بعد ولادته مباشرة وتزوجت من دهان. وولد جيمي كارتر في منزل خشبي بناه والده بنفسه، مثل والد نيكسون. والد رونالد ريغان كان بائع أحذية متجولا. والد بيل كلينتون الحقيقي ليس معروفا، لكن أمه عملت بائعة ثلج قبل أن تصبح ممرضة وتعطيه اسم عائلة زوجها الذي طلقته ثم عادت فتزوجت منه بعد سنوات. هؤلاء قطعوا الطريق من أكواخ بلا منتفعات صحية إلى البيت الأبيض. ليس بالتعيين بل بالانتخاب.

مشاركة :