توعد عدد من سكان محافظة رماح (شمال شرقي الرياض) بمقاضاة ملاك كسارات الحجر، التي لوثت منطقتهم، وباتت تهدد أكثر من 30 ألف نسمة بالأمراض الصدرية أبرزها الربو، فضلا عن أنها تعمل بلا تراخيص، مستغربين بقائها طوال هذه المدة رغم صدور قرارات رسمية بإزالتها من المنطقة منذ أعوام. وتقدم أهالي رماح بشكوى إلى وزير الشؤون البلدية والقروية، تناولوا فيها الأضرار التي لحقت بهم وأطفالهم، من التلوث المنبعث من الكسارات، مشيرين إلى أنها تعمل في المحافظة بعشوائية وغير متقيدة بالشروط البيئية، ما يسبب ضررا على المنطقة والسكان. وشكا ضيدان أبو اثنين من الأخطار المحدقة بهم من كسارات الحجر المنتشرة على طريق الرياض-رماح، لتسببها في التلوث الكبير الذي تعانيه رماح، مشيرا إلى أن الكسارات لم تكتف بتلوث المنطقة، بل أدت إلى تغيير معالم البيئة، ودفن الآبار والأودية القريبة منها، إضافة إلى أنها تسببت في عدد كبير من الحوادث المرورية التي راح ضحيتها عشرات الأشخاص. وهدد أبو اثنين بمقاضاة ملاك الكسارات، للأضرار التي ألحقوها بالمنطقة، لافتا إلى أنهم تقدموا بشكوى رسمية إلى وزير الشؤون البلدية والقروية، تناولوا فيها الأضرار التي نشرتها في رماح، مشددا على أهمية معالجة الوضع وإبعاد الكسارات من محافظتهم، للحفاظ على سلامتهم وصحة أطفالهم. وتساءل فلاح السبيعي عن سر بقاء الكسارات في المنطقة رغم صدور قرارات رسمية بإزالتها منذ أعوام، لافتا إلى أن الكسارات أسهمت في تشويه الطبيعية، من خلال رمي المخلفات في الأودية والآبار التاريخية، ونشرت الأمراض بين سكان المحافظة، مناشدا الجهات المختصة بالتدخل ونقلها بعيدا عن التجمعات العمرانية، ووضع حد الأضرار التي تلحقها بالأهالي. وكشف سعيد عبدالله أن تراخيص أعمال الكسارات في المحافظة انتهت منذ فترة طويلة، لكن عددا من ملاكها استغلوا التراخيص الصادرة من بلدية رماح للخلاطات واستعملوها لتشغيل كساراتهم، مشددا على محاسبة المخالفين للأنظمة من ملاك الكسارات، وإبعادها كليا من المحافظة. وذكر أنهم يستعدون لمقاضاة ملاك الكسارات في ديوان المظالم والجهات المختصة، بعد أن تقدموا بشكاوى إلى جهات حكومية عدة، لتوضيح الضرر الذي تسببت فيه الكسارات، والمطالبة بإزالتها من المنطقة، ملمحا إلى أن أعدادها تزيد يوما بعد آخر، وأصبحت مأوى لمخالفي أنظمة والعمل والإقامة، إضافة إلى أنها شوهت الطريق المؤدي إلى رماح وروضة خريم. بدوره، أوضح الاختصاصي البيئي الدكتور زكي البكري لـ«عكاظ» أن أهم الأضرار البيئية الناتجة عن وجود كسارات الحجر بالقرب من المناطق السكنية استنشاق السكان للهواء الملوث بالجسيمات العالقة، التي لها بالغ الضرر على الرئتين فضلا عن الضوضاء الناتجة من التشغيل، لافتا إلى أن اشتراطات تراخيص الكسارات تتضمن وجود موقع الكسارة خارج نطاق الكتلة السكنية، ولا بد من اتخاذ جميع الاحتياطات للحد من تلوث الهواء، باستخدام أنواع معينة من الفلاتر لامتصاص الأتربة الناتجة عن التشغيل وكذلك الحد من الضوضاء الناتجة عن الاهتزازات، وذلك بتثبيت الكسارة جيدا واستخدام موانع الاهتزاز، إضافة إلى شروط أخرى موجودة في النظام العام للبيئة. يذكر أن محافظة رماح يسكنها نحو 30 ألف نسمة، وتبعد عن مدينة الرياض 90 كيلو مترا، ويتبع لها عدد من المراكز الحكومية، وتحتوى على المتنزهات البرية، التي تتحول إلى مقصد للزوار وعشاق البر في فصل الربيع.
مشاركة :