همة لا تعرف التثاؤب، واستعدادات متواصلة وعمل دؤوب على مدار الساعة، وجولات قيادات ومسؤولون داخل الحرم المكي وساحاته الخارجية.. هذه ملامح الجو العام في الحرم المكي قبل دخول درة ليالي شهر رمضان المبارك ليالي العشر الأخيرة التي تعتبر ذروة الزحام والاختبار الحقيقي لقدرات الجهات الخدمية التي تدرك آلية إدارة وتوزيع خدماتها وموظفيها. كتائب رجال الأمن والمسعفين والمنقذين والأطباء والممرضين في خندق واحد وتطل العشر الذهبية من رمضان المبارك بمرافق خدمية جاهزة واستفادة كبيرة من المشروعات التي تم الانتهاء منها ضمن مشروع توسعة الساحات الشمالية. ورصدت الرياض يوم أمس حالة الحراك الحكومي لتهيئة الحرم المكي وساحاته وأسطحه؛ حيث دفعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بكميات هائلة من السجاد ودواليب المصاحف وحافظات المياه وحاويات النفايات لتهيئة كل المساحات المتاحة أمام المصلين المتوقع ارتفاع أعدادهم خلال العشر الأخيرة. وشهدت الساحات الشمالية للحرم المكي الجديد حالة قصوى من الاستنفار لتوفير الخدمات وتهيئة المواقع؛ حيث تم فتح مجمعات دورات المياه السفلية والتأكد من جاهزية السلالم الكهربائية ومكبرات الصوت. وفي نفس الاتجاه تحركت الجهات الأمنية المختصة بإدارة الحشود بإعداد خططها للعشر الأخيرة والتي تهدف إلى استغلال المساحات الشاغرة في التوسعة الجديدة للحرم المكي وخاصة في الطوابق المتعددة والساحات الخارجية ومنع التصادم البشري وتوحيد اتجاهات الدخول والمغادرة ومنع الصلاة أو الجلوس في الممرات والطرقات التي تخترق مباني الحرم المكي. وتساند الفرق الخدمية الحكومية أفواج كبيرة من الفرق التطوعية والخيرية العاملة في مجال الإطعام الخيري والإنقاذ والإسعاف والإرشاد والنقل المجاني ودفع العربات. وتلقي أكثر من 17 جهة حكومية وخيرية بثقلها في العشر الأخيرة من رمضان التي تجمع كتائب رجال الأمن والإسعافيين والمنقذين والأطباء والممرضين في خندق واحد يكرس لخدمة قاصدي بيت الله الحرام على اختلاف سحناتهم وألسنتهم وثقافاتهم. ونشرت الجهات الإسعافية والأمنية مركباتها على أطراف ساحات الحرم المكي تحسباً لوقوع أي طارئ. أيام الملحمة السعودية.. وليالي إبداعات السعوديين.. العبارات التي يمكن أن تطلق لسعوديين مهووسين بخدمة قاصدي بيت الله الحرام من العمار والمصلين ينثرون صوراً غاية في الإنسانية ترصدها العيون الوافدة بكل إعجاب وتقدير. بثور في المشهد الرائع وكشفت جولة الرياض أن مشاهد المتسولين والمتسولات الذين يستجدون المارة بإبراز العاهات هم بثور وعاهات تشوه الجهود الحكومية والوطنية التي تبذل لإظهار خدمات العمرة بشكل لافت ومحترف. وتظل طرق المشاة المؤدية إلى الحرم المكي مرتعا لتسلل المتسولين، ورصدت الرياض أكثر من ست سيدات أفريقيات يجثمن على طريق مشاة جبل الكعبة المؤدي إلى توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي مما يستوجب مواجهة وملاحقة الممارسين والممارسات للتسول بفرق سرية أمنية. ولعل من بين المشاهدات التي تتطلب مواجهتها بحزم الوقوف العشوائي لأصحاب الحافلات والمركبات الخاصة، وكذلك سيارات الأجرة بجوار محطات نقل الحافلات وعلى طول الطرق المؤدية للحرم المكي مما يسهم بجلاء في خنق طرق المشاة وبروز الزحام المروري. تدريب العمالة على أخذ مواقعها توزيع كميات هائلة من سجاد الصلاة سيارات الإسعاف أخذت مواقعها انتشار واضح لسيارات الأمن
مشاركة :