برأت نتائج التحاليل النهائية الصادرة من المختبر المركزي بمنطقة مكة المكرمة «اللبن» من التسبب في وفاة الطالب محمد عبدالعزيز مشاري الذي تعرض لحالة تسمم مع عدد من زملائه داخل مدرستهم (متوسطة كعب الأسدي) بقطاع تهامة بأبها أواخر رجب الماضي، حيث توفي بعد شربه رشفات من عبوة «لبن» أحضره أحد زملائه، وأصيب 3 طلاب آخرون بدوار وحالة تقيؤ عقب شربهم من ذات العبوة. فيما حملت الجهات المشكلة للتحقيق في القضية الشؤون الصحية بمنطقة عسير جزءًا من المسؤولية بسبب تأخر نقل الحالة حيث ظلت من الساعة السابعة صباحًا وحتى التاسعة والنصف في الموقع قبل أن يتمكن أحد أقارب الطالب من نقله عبر سيارته الخاصة في ظل عدم توفر خدمات طبية داخل مركز الرعاية الأولية بالقرية، حيث يوجد بالمركز طبيب عام واحد بينما يفتقر لسيارة إسعاف. وقد ترتب على النتائج النهائية لتشريح الجثة عدول أم الطالب المتوفى وخاله (الوصي عليه) عن اتهام طالب آخر بالتسبب في الوفاة، كما تم بعد ظهور النتائج السماح لذوي المتوفى باستلام جثمانه حيث صلي عليه ودفن في مقبرة الشرف بمدينة أبها. وكانت التحاليل النهائية للمختبر قد أكدت أن جسم الطالب المتوفى لم تدخل إليه أي مادة سامة، وأن وفاته كانت نتيجة توقف مفاجئ للقلب والتهاب رئوي حاد وكما أوضحت النتائج أن التلوث الذي شاب (اللبن) لا يرتقي لأن يكون سببًا في وفاة شخص سليم إطلاقًا. وبيَّنت النتائج التي تم الوصول إليها بعد تشريح جثة الطالب أنه ربما كان يعاني من أمراض زمنه ولم يتم اكتشافها بحكم بدائية الحياة في القرية التي يعيش بها وأن التلوث في اللبن قد يصيب بدوار وتقيؤ ولكن لا يؤدي لوفاة شخص سليم. وأشارت المعلومات إلى أن الطالب المتوفى كان يعاني من أزمات ربو بين الحين والآخر. وكانت اللجان المختصة قد قامت بالتحقيق مع جميع اطراف القضية وصولًا إلى طبيب مركز الرعاية الاولية والذي كانت إجابته مهمة ومصدرًا لكثير من النتائج. يذكر أن الطالب المتهم كان مطلقًا بالكفالة منذ اختبارات الفصل الدراسي الثاني وقد يمثل مع والده أمام المحكمة في الجلسة القادمة. ووقعت الحادثة في قرية وادي (سكار) بمركز مربة التابعة لمدينة أبها حيث شهدت مدرسة كعب بن الأسدي إحضار أحد الطلاب كمية من (اللبن) داخل عبوة صغيرة (عبوة مياه صحية) وعندما تناول منها عدد من الطلاب داخل الفصل رشفات بسيطة أغمي على أحدهم وتم نقله إلى مركز الرعاية الأولية بالقرية ومنه إلى مستشفى عسير المركزي والذي أعلن وفاته فيما أصيب 3 آخرون بحالة من الدوار والتقيؤ وخضعوا للفحوصات والتنويم بالمستشفى لحين تحسن حالتهم الصحية ومن ثم خروجهم. وكان الطالب الذي جلب عبوة اللبن من خارج المدرسة قد تخلص منها بقذفها من نافذة الفصل بعد أن شاهد زملاءه يتساقطون ورفض جميع المحاولات أن يشرب من اللبن الذي أحضره وهو ما جعل الشكوك تدور حول ما تحتويه هذه العبوة. وعملت عدة لجان وجهات على القضية حيث شكلت إمارة عسير لجنة وكذلك تعليم المنطقة بالاضافة الى اللجان الطبية والشرعية والطب الشرعي وهيئة التحقيق والادعاء العام. خال المتوفى: لا سموم في جسم ابننا وعدلنا عن اتهام زميله (المدينة) التقت بخال الطالب المتوفى والوصي عليه (سعد بن موسى) والذي قال إنه تم استدعاؤه بعد وصول نتائج تشريح الجثة حيث أخبرته اللجنة المختصة أنه لا توجد أي مادة سامة دخلت في جسم الطالب وأن الوفاة كانت نتيجة توقف مفاجئ للقلب والتهاب رئوي حاد، وقال خال الطالب: قامت اللجنة بسؤال لجنة الطب الشرعي وعدد من المختصين والهيئة الطبية الشرعية: هل كان اللبن سببًا في الوفاة؟ فأفادوا بأن اللبن سواء كان ملوثًا أم لا، لا يؤدي لوفاة شخص سليم، وأضاف خال الطالب أنه تم تشريح الجثة مرة ثانية ورفع العينات من الرئة وصمامات القلب وهو ما كشف أن الوفاة بسبب توقف مفاجئ للقلب. وقال: إنه بعد الاستماع لأقوال اللجنة لم يثبت لنا شيء تجاه الطلاب وعليه قمنا بالعدول عن اتهام الطالب الآخر في القضية ووثقنا عدولنا أنا وأمه في شرطة غرب أبها وما كنا نبحث عنه أن نتأكد أنه لا يوجد تعمد في القضية وأنه لم تدس لولدنا أي مادة سامة داخل اللبن وهذا قضاء الله وقدره والحمدلله على كل حال. وأضاف: لا تزال القضية في المحكمة لمعرفة رأي القاضي في القضية أما نحن فقد تنازلنا عن الطالب ولا نريد منه شيئًا أبدًا ولكن سوف نستمع لرأي القاضي وحكمه بعد أن يتم تحديد الجلسة. آخر تطورات القضية: • التحاليل كشفت أن توقف القلب سبب الوفاة . • التأكيد بأن تلوث اللبن لا يمكن أن يؤدي لوفاة شخص سليم . • الطالب المتوفى كان يعاني نوبات ربو بين الحين والآخر . • تحميل الشؤون الصحية جز ءًا من المسؤولية لتأخرها في نقل المتوفى . • السماح لذوي الطالب باستلام جثمانه ودفنه . • عدول ذوي المتوفى عن إتهام زميله بتعمد دس السم . المزيد من الصور :