قبل 24 ساعة فقط من الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، استيقظت مصر صباح أمس على موجة إرهابية جديدة، حيث استهدفت 3 انفجارات فصلت بينها ساعات قليلة مقرات للشرطة ودوريات أمنية، وأوقعت 5 قتلى وعشرات المصابين، فيما قالت مصادر أمنية: إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مؤيدي الرئيس السابق مرسي وقوات الأمن المصرية في الجيزة أمس. بينما قُتل طالب بالمرحلة الثانوية، خلال الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن وجماعة الإخوان الإرهابية، بدمياط الجديدة، وأصيب 11 آخرون، كما تم القبض على 12 من جماعة الإخوان، كما قتل شخصان في مدينة الواسطى ببني سويف جنوب القاهرة، خلال اشتباكات بين الإخوان وبعض مؤيدي الجيش والفريق السيسي. وتعرض مبنى مديرية أمن القاهرة لعملية إرهابية صباح أمس، أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» مسؤوليتها عنه، حيث تم تفجير سيارة مفخخة أمام مبنى المديرية، وأسفرت العملية الإرهابية عن استشهاد 4 وإصابة 76 من قوات الأمن، واقتلع الانفجار الباب الأمامي للمديرية وتحطمت 4 طوابق بالكامل، وتحطيم جزئي ببقية الطوابق، كما نتج عن الانفجار حفرة في الأرض بعرض 6 أمتار، كما تحطم زجاج واجهة مبنى دار الكتب والوثائق القومية بمنطقة باب الخلق المواجه لمديرية الأمن، وتحطمت واجهة متحف الفن الإسلامي. كما وقع انفجار آخر بعبوة محلية الصنع في شارع التحرير أمام محطة مترو البحوث بمنطقة الدقي بالجيزة، أسفرت عن استشهاد مجند وإصابة 9، ضمن قوة الشرطة المكلفة بملاحظة الحالة الأمنية بشارع التحرير، فيما تم إبطال مفعول قنبلة محلية الصنع داخل محطة مترو أنفاق البحوث، ووقع انفجار لعبوة ثالثة ضعيفة القوة كانت مزروعة خلف لوحة إعلانات قرب مركز للشرطة على الطريق المؤدي إلى أهرامات الجيزة، بحسب وزارة الداخلية التي أكدت أنها لم توقع إصابات، وانتقلت قوات الحماية المدنية والمفرقعات، وبالفحص تبين أن الانفجار ناتج عن عبوة محلية الصنع، جارٍ استكمال الفحص والوقوف على ملابسات الحادث، بينما تم إغلاق شارع الهرم بالكامل تحسبًا لمظاهرات دعت إليها جماعة الإخوان الإرهابية. من جهتها، أدانت رئاسة الجمهورية بشدة التفجيرات التي شهدتها القاهرة، وقالت الرئاسة في بيان لها: إن مثل هذه الحوادث الإرهابية التي تستهدف كسر إرادة المصريين لن تؤدي إلا إلى توحد إرادتهم وحرصهم أكثر من أي وقت مضى، وتعهدت بالقصاص لضحايا هذه الحوادث، مؤكدةً أنه سيعاقب أشد العقاب كل من سولت له نفسه سواء بالتخطيط أو التمويل أو التحريض أو الاشتراك أو التنفيذ. فيما استنكر رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي بشدة حادث التفجير، عائدًا إياه محاولة يائسة من قوى الإرهاب لإفساد ما حققته مصر وشعبها من نجاح في إقرار الدستور الجديد، وشدد الببلاوي على أن تلك العمليات الإرهابية لن تنجح في تحقيق مسعاها، لافتًا إلى أن الحكومة المصرية تقوم بجهود متواصلة لسرعة القبض على مرتكبي هذا الحادث وتقديمهم إلى العدالة. بدورها، أعربت الكويت عن إدانتها لحوادث التفجير الإجرامية التي تعرضت لها القاهرة وراح ضحيتها عشرات الأبرياء، وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الكويتية أن هذا العمل الإرهابي البغيض يتنافى وكل القيم والمبادئ السماوية وتجرمه القوانين. ودعا المصدر الحكومة المصرية إلى رص الصفوف والوحدة لتفويت الفرصة على من يتربص بها وببلادها السوء، مجددًا موقف دولة الكويت الثابت في إدانة الإرهاب أيًا كان شكله أو نوعه ودعوة المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لوأده. وقالت وزارة الداخلية: إن الفحص المبدئي يشير إلى أن الانفجار وقع بواسطة استخدام سيارة مفخخة حال اقترابها من الحواجز الخرسانية التأمينية المواجهة لمبنى مديرية القاهرة، فيما واصلت أجهزة الحماية المدنية والأدلة الجنائية جهودها في فحص موقع الحادث والوقوف على أسباب الانفجار، فيما أكد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم خلال تفقده للحادث، أن الإرهابيين يسعون لتخويف المصريين من الاحتفال بالعيد الثالث لثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أن تلك الأعمال لن تؤثر على الخطط الأمنية التي تم وضعها لتأمين الاحتفالات، داعيًا المصريين إلى الخروج اليوم لإحياء ذكرى الثورة، بينما أوضحت نيابة جنوب القاهرة التي تولت التحقيق أن التحقيقات الأولية ونتائج الأدلة الجنائية، كشفت أن جثة الشخص المتفحمة والتي تم العثور عليها بجوار السيارة المفخخة، ليس لها صلة بعملية التفجير التي تمت، وأنه تم تحديد شخصية صاحب الجثة وتبين أنه من محافظة بنى سويف. وكشفت التحقيقات الأولية، أن صاحب الجثة المتفحمة كان يمر بالمصادفة في هذا التوقيت، كما كشفت التحقيقات والمعاينة الأولية لمكان الحادث أن عملية التفجير تمت عن بعد باستخدام جهاز ريموت كنترول، وأفادت التحقيقات أن وراء الحادث أكثر من 3 أشخاص استقلوا سيارة «لانسر» كانت تسير خلف السيارة المفخخة وفور ترك السيارة أمام مبنى مديرية الأمن استقلوا السيارة الأخرى وقاموا بعملية التفجير وفروا هاربين. وتحول محيط مديرية أمن القاهرة عقب صلاة الجمعة إلى ساحة تجمع فيها آلاف المواطنين، رافعين الأعلام المصرية مرددين هتافات تندد بجماعة الإخوان الإرهابية، وتدعم الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب، فيما توجه المئات منهم إلى مقر وزارة الصحة للتبرع بالدم لإنقاذ الجنود الضحايا، كما انطلقت مسيرة حاشدة من مسجدي الأزهر والحسين إلى مديرية أمن القاهرة ضمت الآلاف، ورددت هتافات تطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي بسرعة إعلان ترشحه للرئاسة. وتوافد آلاف الشباب إلى ميدان عابدين القريب من التحرير، للاحتفال بثورة 25 يناير، مرددين هتافات منددة بالإرهاب وتطالب السيسي للترشح للرائسة المصرية، مؤكدين استمرار بقائهم بالميدان، وحتى رضوخ السيسي لرغباتهم بالترشح، كما توافد العشرات من شباب بولاق الدكرور ـأحد الأحياء العشوائية الفقيرةـ بمحافظة الجيزة إلى محطة مترو البحوث موقع الإنفجار الثانى، رافعين الأعلام المصرية، مؤكدين دعمهم للجيش والشرطة وتكرر المشهد فى عدة مناطق أخرى بمدينة نصر والمعادى وحلوان ومحافظات أخرى. المزيد من الصور :
مشاركة :