مقعد «الجداويون» يُعيد عوائل داخل «السور» رحلت قبل 200 عام

  • 6/19/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شدد ملاك المنطقة التاريخية في مقعد «الجداويون» أمس على أن أسماء العوائل داخل السور هي ليست مجرد أسماء أقامت بجدة لكنها كانت جزءًا من النسيج الاجتماعي الجداوي من خلال المصاهرة والاندماج في العادات والتقاليد. وقالوا إن أكثر من 500 أسرة عريقة سكنت «التاريخية» في الوقت الذي قدرت فيه عدد البيوت والمباني في هذه المنطقة التي دخلت منظومة التراث العالمي للمدن العتيقة بنحو 1866 مبنى، ‏وقدرت عدد سكان جدة في عام 1344هـ أنه لم يتجاوزوا حسب أغلب التقديرات ‏16 ألف نسمة. وتوافد ملاك المنطقة التاريخية إلى إعادة ما يسمى بالمقعد للجداويين، حيث كان سابقاً يجتمع فيه كبار الأسر لمناقشة احتياجات الحي ومتطلباته، إضافة إلى معرفة أحوال الأسر التي تحتاج إلى دعم أو مساندة في ظل برامج تكافل. وأجمع عدد من ملاك «التاريخية» على سعادتهم بما تحقق من إنجاز عالمي لهذه المنطقة وقيمتها التراثية مما جعل كل المهتمين والزوار والسياح تتجه أنظارهم إلى تاريخية جدة، التي انطلقت فيها فعاليات مهرجان جدة التاريخية النسخة الثالثة تحت شعار «رمضاننا كدا». وقال بعض من يمثلون «الملاك» إن الحياة المجتمعية التي كانت سائدة في جدة التاريخية تتسم بالكثير من العادات والتقاليد الأصيلة، موضحين أن الأسر الشهيرة التي سكنت المنطقة التاريخية لمدة ما بين أربعة إلى خمسة أجيال هي الأسر التي تشكل اليوم شريان الاقتصاد في مدينة جدة، وأن أغلب هذه الأسر يعدون اليوم من أرباب الأموال والاقتصاد والحياة المجتمعية. وقالوا إن عمر الأسر التي سكنت جدة ومازال لهم أحفاد موجودون في المنطقة تاريخية تتراوح ما بين 200 إلى 300 عام، وهو تاريخ طويل شهدت فيه المنطقة التاريخية العديد من التغييرات الاجتماعية والسياسية والفكرية. وأضافوا أن تعاون الدولة مع القطاعات المختلفة ذات الصلة بالتطوير ومشاركة الملاك وكذلك رجال الأعمال ممن سكن أجدادهم المنطقة ساهم وسيساهم في دعم مشروعات تأهيل التراث العمراني بالمنطقة التاريخية، مشيرين إلى أن البرامج والجهود والمشروعات التي تقام بالتعاون مع أمانة جدة، والجهات الأخرى في تأهيل وتنمية مواقع التراث العمراني، له أكبر الأثر في بدء عودة الأهالي إلى بيوتهم وترميمها ومحاولة الاستثمار فيها باعتبارها إرثا حضاريا يستحق الاهتمام. ولفت الأهالي إلى أن جدة التاريخية بعد أن سجلت عالمياً ستكون سجلاً تاريخياً حياً يجسد تاريخ الوطن والأسر التي عاشت فيه، مشيرين إلى أهمية موقع المنطقة التاريخية الاقتصادي والتجاري، وطالبوا بأن تلتفت الجهات القائمة إلى ملاك بيوت المنطقة التاريخية واقترحوا فكرة اعتماد إنشاء صندوق خاص لدعم الملاك والمستثمرين من المؤسسات المتوسطة والصغيرة للاستثمار في جدة التاريخية. وأوضحوا أن إحياء فكرة المقاعد أو ما يطلق عليه مركاز الحارة جاء بعد أن بدات الدولة في الاهتمام بهذه المنطقة التي تحتوي على الكثير من الآثار والمعالم القديمة التي تقدر بآلاف السنين، كما أن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتراث الحضاري، ومنه مشروع دعم وتطوير جدة التاريخية كان له أكبر الأثر في عودة الروح لها وإعادة التاريخ من جديد. مركاز جدة بالمدينة التاريخية

مشاركة :