إسبانيا تستعيد أسلوبها الممتع وتصنع التاريخ في اليورو

  • 6/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قامت إسبانيا، بطلة 2008 و2012، بضربة معلم في كأس أوروبا 2016 لكرة القدم المقامة في فرنسا حتى العاشر من الشهر المقبل، حين قدمت الجمعة عرضًا هجوميًا حقيقيًا هو الأول من نوعه في بداية مسابقة ضعيفة المشهد من خلال فوزها على تركيا 3 - صفر في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة. وفرض «الماتادور الإسباني» الذي تأهل إلى الدور الثاني (دور الـ16) بعد أن حقق فوزين متتالين، كمرشح حقيقي لخلافة نفسه والاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي. * ضربة معلم من البداية، ضربت إسبانيا بقبضتها على الطاولة من خلال فوزين متتالين على التشيك 1 - صفر وتركيا 3 - صفر، وخطفت مبكرا إحدى بطاقتي التأهل عن مجموعتها. ومن شأن هذا التأهل أن يمحو الذل الذي لحق برجال فيسنتي دل بوسكي الذين خرجوا من الدور الأول في مونديال 2014 في البرازيل بعد أول مباراتين، وفقدوا اللقب. وبعد الفوز الكبير على تركيا فاتح تيريم الذي قاد منتخب بلاده إلى المركز الثالث في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، قال صانع العاب المنتخب الإسباني وفريق برشلونة أندريس إنييستا: «بعد مونديال 2014، كانت هناك خيبة أمل في البلد كله، لكن جواب المنتخب جاء إيجابيا في هاتين المباراتين الأوليين، وأظهر مجددا المستوى العالي لذهنيته، وأنه من طينة المنتخبات الكبيرة». ورفع المنتخب الإسباني عدد مبارياته دون هزيمة في نهائيات البطولة الأوروبية إلى 14، متفوقا على رقم المنتخب البرازيلي بقيادة بيليه في كأس العالم الذي خاض 13 مباراة دون أي خسارة بين عامي 1958 و1966. وأعربت الصحافة الإسبانية عن غبطتها لما حققه منتخبها حتى الآن، وحيت عودته إلى الصف الأول، معتبرة أنه قادر على إحراز لقب قاري ثالث على التوالي. وعنونت صحيفة «إل موندو» التي تصدر في برشلونة بـ«ضربة بطل»، فيما كان عنوان صحيفة «سوبردوبورتي» الصادرة في فالنسيا بـ«الأوفر حظا». وكتبت صحيفة «ماركا» من جانبها عناوين حماسية مثل «هكذا يلعب الأبطال» على صفحتها الأولى مع صورة للمهاجم الفارو موراتا صاحب هدفين في المباراة. وكتب مدير تحرير صحيفة «آس» الفريدو ريلانيو في زاوية افتتاحية «إسبانيا تأهلت بارتياح وزادت هيبتها. إننا نرى هذا المنتخب يسير نحو التتويج، وقد فتح أشرعته». * ضربة سوط للمعنويات وتتعدد أسباب الارتياح في أعقاب الفوز الكبير على الأتراك: أول هذه الأسباب التأهل قبل الأوان والمركز الأول مؤقتًا، وثانيها أن التعادل مع كرواتيا في الجولة الثالثة الأخيرة يكفي للاحتفاظ بالصدارة، وثالثها الإنذار الذي وجهته إسبانيا إلى المرشحين الآخرين. في المقابل، رفعت بداية هذه البطولة من معنويات الإسبان أنفسهم بإزالتها الشكوك التي رافقتهم ولازمتهم حتى الآن، الواحد تلو الآخر. هل يمكن التعويل على استعدادات قصيرة وغير كافية؟ حتى هذه اللحظة لا يبدو أن نفس رجال المدرب دل بوسكي قد انقطع ولا افتقدوا الدينامية والمبادرات الفردية حيث يلعب 7 من أصل 11 كانوا شاركوا في نهائي نسخة 2012 حين حققوا فوزا لا ينسى على إيطاليا 4 - صفر. هل موضوع الحارس رقم 1؟ حسمت هذه المسألة من المباراة الأولى من قبل دل بوسكي الذي فضل ديفيد دي خيا رغم الفضيحة الجنسية التي اندلعت عشية المباراة الأولى وكادت تودي بفرصته في المشاركة، على الحارس الرمز إيكر كاسياس الذي بات يقتصر دوره على المحفز الأول لزملائه. وأخيرًا، هل يفتقد الهجوم الفاعلية؟ لقد برر الفارو موراتا اختياره في مركز رأس الحربة بتسجيله ثنائية بعد أن خبا نجمه فترة طويلة، فيما فتح الجناح الأيسر نوليتو، الهداف والممرر، عداد الأهداف بتسجيله الثالث. * طلقة تحذيرية من دل بوسكي بدوره، وجه المدرب دل بوسكي طلقة تحذيرية عندما حاول إخفاء فرحته بالفوز، وقال: «هذا المنتخب تطور، لكنه لم يفز بأي شيء. لقد خرج فقط من دور المجموعات». لكن هذه المجموعة هي بالتأكيد قوية، وإسبانيا هي المنتخب الذي ترك أفضل انطباع فيها، ولم يبق عليها إلا حفظ ماء الوجه في المباراة الأخيرة الثلاثاء المقبل في بوردو، ضد كرواتيا التي لا يؤمن جانبها في أي حال من الأحوال، والتي تضم لاعبين خطرين جدا يلعب بعضهم في الدوري الإسباني مع أندية كبيرة، مثل ريال مدريد وبرشلونة. وقد يكون من المفيد إجراء بعض التعديلات على تشكيلة دل بوسكي بهدف سد الثغرات التي قد تنشأ عن تهاون ما بعد التأهل، من خلال إشراك معظم أو جميع اللاعبين، ومنها على سبيل المثال منح كاسياس فرصة اللعب في مباراة أقل خطورة من حيث النتيجة. وفي هذا الخصوص، اكتفى دل بوسكي الواثق كالعادة من نفسه بالقول: «سنجد 11 لاعبا أساسيا من أجل الحصول على النقاط الثلاث في المباراة ضد كرواتيا».

مشاركة :