كشف حوار مع مساعد قائد فيلق «فاطميون» محمد حسن حسيني قبل أيام من مقتله عن وجود مقاتلين أفغان يحملون جنسيات أميركية وكندية وأخرى أوروبية يتدربون على يد فيلق «القدس» ويحاربون في سوريا. وقال القيادي الأفغاني بأن عددا من قتلى فيلق «فاطميون» قدموا إلى سوريا من دول في غرب أوروبا مؤكدا مقتل عدد منهم كما أشار إلى توافد عدد كبير من أبناء الجالية الأفغانية من أميركا وكندا إلى معسكرات فيلق «القدس» التي يتدرب فيها عناصر ميليشيا «فاطميون» ولفت حسيني أن أبناء بعض تلك الجالية يتكلمون الفارسية بصعوبة بالغة بسبب نشأتهم. وعن أسباب انضمام الأفغان من دول غربية أفاد حسيني خلال حوار أجرته مجلة «رمز عبور» الاستراتيجية المقربة من الحرس الثوري قبل أيام من مقتله في تدمر أن فيلق «فاطميون» قائم على أسس «عقائدية» نافيا أن يكون الفقر والحالة المادية للمهاجرين الأفغان العامل الوحيد في التحاقهم بصفوف ميليشيا تابعة للحرس الثوري. وأفاد حسيني في حواره الصحافي الوحيد والأخير أن عدد المقاتلين الأفغان في سوريا يتراوح بين 12 و14 ألفا وأنه في حين ذكرت تقارير غير رسمية مؤخرا أن عدد تلك القوات في سوريا يبلغ عشرين ألفا تحت قيادة فيلق «القدس». وتعتبر هذه المرة الأولى التي يكشف قائد عسكري أفغاني يتبع الحرس الثوري عن وجود مقاتلين يحملون جنسيات غربية في صفوف تلك الميليشيات. ولم يذكر حسيني عدد قتلى الأفغان من حملة جوازات السفر الغربية. وفي وقت تتدفق فيه أسبوعيا عشرات الجثث من مقاتلي فيلق المقاتلين الأفغان «فاطميون» التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا نشرت مجلة «رمز عبور» تفاصيل جديدة من ميليشيا «فاطميون» على لسان قائد وحدة المخابرات في فيلق «فاطميون» محمد حسن حسيني الذي قتل في الأول من يونيو (حزيران) الحالي في معارك تدمر قرب حمص. وذكرت المجلة أن الحوار رد على فيلم وثائقي بثته قناة «بي بي سي» الفارسية حول تجنيد المقاتلين من المهاجرين الأفغان وإجبارهم من السلطات الإيرانية على الخيار بين الترحيل القسري إلى أفغانستان أو البقاء على أسرهم ومنحهم امتيازات مقابل القتال في سوريا. وكان الوثائقي قد كشف تفاصيل صادمة من إرسال الحرس الثوري جيشا من القاصرين الأفغان إلى القتال مقابل وعود كبيرة مستغلا أوضاع الجالية الأفغانية المأساوية الاقتصادية والمعيشية. وحول تأسيس فيلق «فاطميون» بتعاون من فيلق «القدس» الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني وإرسال المقاتلين الأفغان إلى المعارك السورية كشف أنه كان مع قمع الثورة السورية والانشقاقات التي حدثت في الجيش السوري موضحا أن دوافع آيديولوجية منها الدفاع عن الأماكن الشيعية وهو ما كانت تدعيه إيران في البداية تسرب تقارير عن قتالها في الأراضي السورية. وفي حين نفت إيران تقارير من منظمات دولية تتهم طهران إرسال المقاتلين الأفغان قسرا إلى ساحات المعارك في سوريا كانت تقارير سابقة قد أفادت بأن «فاطميون» تأسس على يد مهاجرين أفغان ينشطون منذ سنوات حرب الخليج الأولى في صفوف الحرس الثوري. وفي حواره ذكر القائد الميداني الأفغاني أن عددا من المقاتلين الذين شكلوا نواة فيلق «فاطميون» كانوا يفتقرون للخبرة العسكرية مضيفا أن تأسيس الميليشيا الأفغانية ساهم في جمع شمل المقاتلين الأفغان الذين كانوا قد دخلوا المعارك السورية قبل تأسيس الوحدات الأفغانية رسميا من الحرس الثوري الإيراني. وبحسب القيادي الميداني فإن بداية الحرس الثوري في سوريا بدأت بإرسال مجموعة عالية المستوى من قيادات الحرس الثوري أطلق عليها مجموعة «الأنصار» ووفقا للمجلة فإن عدد عناصر الحرس الثوري بلغ 40 «مستشارا» بداية الأمر. وذكر حسيني أن تلك المجموعة ومقاتلين من الأفغان قرروا تأسيس فيلق يجمع الأفغان تحت اسم «فاطميون». ووفقا للمعومات التي نزعت المجلة اللثام عنها، بموازاة ذلك تبدأ المراكز المقربة من الجالية الأفغانية في إيران العمل على استقطاب مقاتلين أفغان لتعزيز صفوف فيلق «فاطميون» وكان الوثائقي التي بثته الشهر الماضي قناة «بي بي سي» أجرى حوارات مع مقاتلين أفغان هربوا من ساحات القتال إلى أوروبا وكشفت شهاداتهم التي أدلوا بها أن ارتفاع عدد القتلى في صفوف الميليشيا الذي يشكل القاصرين الأغلبية فيه أن تدريباتهم العسكرية لم تتجاوز فترة شهرين. لكن القيادي الأفغاني ذكر أن قدرات «فاطميون» القتالية تطورت على استخدام مختلف الأسلحة بعد احتكاكهم بقوات فيلق «القدس». يشار إلى أن قضية الإغراءات والوعود المالية الكبيرة أثارت اهتمام جانب كبير من تتبع أثر الجهات التي تقف وراء تجنيد الأفغان في الآونة الأخيرة. وفي الوثائقي ذكر المقاتلون أن الحرس الثوري تخلى عن وعوده المالية الكبيرة كما أنه لم ينفذ وعده بمنح المقاتلين وأسرهم أوراق ثبوتية تسهل على إعفاء أطفالهم من المقابل المادي في دخول المدارس. إلا أن مجلة «رمز عبور» قدمت رواية أخرى على لسان حسيني الذي ذكر أن الحرس الثوري يدفع للمقاتلين الأفغان مقابلا ماديا لا يتجاوز قدره 450 دولارا، يدفع للمقاتل 50 دولارا بينما تدفع 400 لحسابات أسرته. وعلى الصعيد نفسه، نفى مساعد قائد فيلق «فاطميون» أن يكون الفقر الدافع الوحيد للمقاتلين الأفغان مضيفا بأن عددا منهم من خريجي الجامعات الإيرانية وتعليقا على تخلي الحرس الثوري من وعوده ذكر حسيني أن قادة فاطميون قاموا بترحيل المقاتلين الذين أصروا خلال تواجدهم في المعارك على تنفيذ تلك الوعود وفي إشارة إلى دوافع آيديولوجية أضاف بأن قيادة فاطميون تتابع قضايا تتجاوز الوعود المادية. وذكر حسيني أن تأكيد «فاطميون» على الجانب الآيديولوجي والطائفي لعب دورا كبيرا في إقناع الأفغان للالتحاق بصفوف فاطميون مضيفا أن المتقدمين من بين المهاجرين الأفغان كانوا يقومون باختبارات الحمض النووي لإثبات هويتهم الأفغانية خشية آخرين غير الأفغان في صفوفهم.
مشاركة :