الدمام: علي القطان رغم الفوز الذي حققه على الرائد في آخر مبارياته بالدوري السعودي، فإن فريق النهضة يبدو بحاجة لمعجزة حقيقية للبقاء في دوري المحترفين السعودي، رغم العناء الذي بذله من أجل العودة للأضواء إثر غياب دام قرابة عشرين عاما. لم تكن عودة النهضة بالصورة التي يتمناها محبوه، بل تعرض لهزات كبيرة، وتشير الأرقام إلى أن شباكه استقبلت أكبر عدد من الأهداف، بينما يعد خط هجومه الأضعف بين الفرق، في الوقت الذي كان فيه فوزه الوحيد ثمرة لركلة جزاء تحصل عليها في لقائه الأخير أمام الرائد، ضمن مباريات الجولة الـ18، ومع ذلك فقد شهدت ركلة الجزاء اليتيمة تشكيكا من قبل الفريق الخاسر على اعتبار أنها غير صحيحة. الفوز الوحيد الذي حققه فريق النهضة في دوري «جميل» حتى الآن وقبل مواجهة نجران اليوم في الجولة الـ19 يظهر أملا ضعيفا في تحقيق (المعجزة)، كما يصف النهضاويون، في البقاء لموسم آخر في دوري «جميل» للمحترفين، ويعمل رئيس النادي فيصل الشهيل على تحقيق هذه المعجزة بمواصلة دعمه المعهود للنهضة، ويعلن رصد مكافأة تبلغ 50 ألف ريال لكل لاعب في حالة البقاء، بعد فترة عقدين من الزمن فشل خلالهما الفريق في الصعود للدوري الممتاز السعودي. وتشير الإحصائيات إلى أن الفريق النهضاوي احتل المرتبة الأخيرة في أغلب نتائجه، فنقاطه التسع رافقها 17 هدفا سجلها الفريق، وتلقت شباكه 46 هدفا، وخسر 11 لقاء، وتعادل في ستة، وحقق فوزا وحيدا. المتابع لهذه الإحصائية يلحظ أن النهضة هو الحلقة الأضعف بين فرق الدوري، وكان أشبه بمحطة الاستراحة للتزود بالنقاط لغالبية الفرق. الأجواء الداخلية التي يعيشها النادي الشرقاوي تتضح جليا من خلال وجهة نظر نائب رئيس النادي موفق السنيد في تعليقه لـ«الشرق الأوسط»، مبينا أن مستوى الفريق الكروي كان أقل من الطموحات، مرجعا ذلك لعدة أسباب وأخطاء تم ارتكابها وتتحملها إدارة النادي - وهو أحد أعضائها - الجزء الأكبر منها. ويفند نائب رئيس النهضة: «من أبرز الأخطاء التي وقعنا فيها هي التعاقد مع المدرب الروماني إيلي بلاتشي، المعروف بنهجه الهجومي، وهذا الأسلوب لا يتوافق مع النهضة، الذي يبحث عن تثبيت قدميه بين الكبار، وليس حصد البطولات مع مدرب لقب بـ«صائد البطولات»، عقب الإنجازات التي حققها مع عدة فرق، من بينها النصر والهلال، وبالطبع هذه الإنجازات كانت منذ أكثر من 10 سنوات، وأكسبته سمعة مميزة، لكن الأكيد أنه لم يكن يناسب قيادة فريق لا يبحث عن البطولات بقدر بحثه عن الثبات». ولا تبدو الجوانب المالية في النادي على ما يرام، فالنادي تعرض لخذلان كبير وغير متوقع من قبل أعضاء الشرف، ووقف رئيس النادي فيصل الشهيل وحيدا مع أفراد قلة، من بينهم والد نائب رئيس النادي فهد السنيد، من أجل تيسير أمور النادي، وتكفل الشهيل بما يزيد على نسبة 40 في المائة من الميزانية الخاصة بالفريق الكروي، ودعم أعضاء الشرف لم يتعد 10 في المائة، وبقية الدعم يأتي من خلال ما يقدمه الاتحاد السعودي، لا سيما رابطة دوري المحترفين ولجنة الاحتراف. نائب رئيس النادي بدا منزعجا من الميزانية المالية للنادي بقوله: «كنا نتمنى أن توجد لدينا ميزانية مالية بمقدار 15 مليونا، لكن للأسف ما تم توفيره لم يتجاوز نصف هذا المبلغ تقريبا، وهذا المبلغ ليس للعبة كرة القدم فقط، بل لكل الألعاب والأنشطة في النادي.. فكيف يمكن أن تكون هناك تعاقدات من الوزن الثقيل؟ نحن نرغب في لاعبين على مستوى فني عال قادرين على صناعة الفارق، سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب». وكشف السنيد عن أن الفاتورة الإجمالية التي يلزم النادي تسديدها نهاية الموسم تصل إلى 12 مليون ريال، وهذا المبلغ، كما يصف الإداري النهضاوي، يعد كبيرا على ناد كالنهضة، «على الرغم من أن نادينا يقع في مدينة تزخر بكم كبير من رجال الأعمال والمال، وبمثل هذا المبلغ تتعاقد أندية أخرى مع لاعبين بمستوى جيد، وليس بمستوى خارق بنظرة فنية بحتة»، ويفصل: «المبلغ الذي صرفه النهضة في دوري الدرجة الأولى يقارب ما صرفه في دوري (جميل) حتى الآن، وهذا يعني أن التجاوب كان شبه معدوم من رجالات النهضة أو رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية، رغم أن صعود النادي إلى دوري (جميل) كان حلما يراود محبي هذا النادي منذ عقدين، لكن للأسف حضر كثير منهم وقت الأفراح وغاب وقت الحاجة الماسة إلى وجوده».
مشاركة :