أطلقت إدارة مهرجان الفنون الإسلامية الجاري حاليا في الشارقة، معرضا لفناني رواق الشارقة للفنون المعنيين بالمنمنمات، البالغ عددهم 11 فنانا وفنانة هم الدكتور عبدالكريم السيد، خالد المقدادي، خليفة الشيمي، عبدالرحيم سالم، خالد البنا، ومحمد القصاب، يوسف الدويك، باسم الساير، ناصر نصرالله، منى عبدالقادر، وإيمان الرئيسي. وذلك ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية في دورته الـ16. يتميز التصوير الإسلامي الذي عرف باسم "المنمنمات" بخصائص مميزة تشمل الجوانب التقنية والأسلوبية والوظيفية التي يطمح إليها هذا التصوير، وينطلق هذا كلّه من فلسفة تتناول الإنسان والكون والدين في إطار عرفاني، وتربط فلسفة التصوير في الإسلام بين العالم المادي والعالم الروحي ربطاً محكماً ينزع إلى الكمال ويجعل من أعمال الفن نمطاً فريداً في مزاياه، تقربه من أن يكون نوعاً من ممارسة طقس ديني، وقد ارتبط هذا النوع من التصوير بتطور المخطوطات التي تناولت شتى المعارف العلمية منها والأدبية، وترقى أقدم المخطوطات إلى القرن الـ12 الميلادي، وإن كانت أعداد قليلة منها معروفة في مصر وإيران منذ القرن التاسع الميلادي، ولقد عرف الرسم اهتماماً واسعاً في إيران منذ القرن السابع الميلادي، حيث تفاعل الرسم الإيراني مع الرسم الصيني. يذكر أن لفظ منمنمة واسعة الدلالة فهي إنتاج فني صغير الأبعاد، يتميز بدقة في الرسم والتلوين وهو اسم يطلق عادة على الأعمال الملونة وغيرها من الوثائق المكتوبة المزينة بالصور أو الخط أو الهوامش المزخرفة، وقد حقق فن المنمنمات المرتبط بالمخطوطات كمالاً رفيعاً خلال القرون الوسطى في الشرقين الأوسط والأدنى وحتى في أوروبا، واستخدم لفظ المنمنمات للتعبير عن أعمال التصوير، وخاصة الصور الشخصية الصغيرة الحجم، التي كان يجري رسمها وتلوينها على الخشب والعاج والعظام والجلود والكارتون والورق والمعدن وغيرها من المواد.
مشاركة :