طالب زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، أمس، بمحاسبة كل من اعتدى على المدنيين في مدينة الفلوجة غرب بغداد التي استعادت القوات العراقية غالبية مناطقها من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال الصدر في رد على سؤال وجه له بشأن ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن قيام «بعض الفصائل المليشياوية المنطوية تحت مسمى الحشد الشعبي بالاعتداء على بعض مواطني الفلوجة، ما دفع بالحكومة الى اعتقال من ثبت عليه ذلك، ان (هذا العمل لا يكفي)»، مضيفا:«لن نقبل بالتعدي على المستضعفين في الفلوجة او نعتهم بأوصاف سيئة». وشدد الصدر على «ضرورة محاسبة كل من اعتدى ولو سرا»، داعيا الى «حجب كل مليشيا سوداوية ظالمة ارهابية عن الجهاد وعن الحشد وتحرير المدن وارجاع الحق لذي الحق». ولايزال مصير الآلاف من المدنيين في الفلوجة مجهولاً رغم نزوح أعداد كبيرة منهم في الأيام القليلة الماضية. وتخوض القوات الامنية و«الحشد الشعبي» وابناء العشائر منذ نحو اسبوعين معارك مع تنظيم «داعش» في الفلوجة لتحرير المدينة من قبضة التنظيم الذي سيطر عليها منذ مطلع عام 2014، فيما اشار عدد من النواب الى وجود «انتهاكات واعتداءات» بحق المدنيين الفارين من التنظيم اثناء العمليات العسكرية الخاصة بالتحرير. واستمرت العمليات العسكرية في بعض احياء الفلوجة ولا سيما حيي الضباط والمعلمين أمس لإخراج عناصر التنظيم الذين ما زالوا متحصنين فيها، وكذلك لتطهيرها من العبوات الناسفة. ورغم ذلك، خرج العراقيون في بغداد، تحت أزيز المفرقعات، للاحتفال بتقدم القوات العراقية في الفلوجة، على الرغم من أن العمليات العسكرية لا تزال متواصلة في المدينة، حيث المعارك تدور رحاها في حيي الضباط والمعلمين، إلا أن إعلان قيادة العمليات السيطرة على مستشفى الفلوجة العام ربما كانت سبباً في خروجهم. من جهته، أكد رئيس مجلس قضاء الخالدية في محافظة الانبار علي داود، امس، أن جزيرة الخالدية تشكل خطرا على القضاء ومدينتي الفلوجة والرمادي. وقال داود إن «تنظيم داعش يسيطر على أجزاء كبيرة من جزيرة الخالدية شمال مدينة الخالدية (23 كيلومترا شرق الرمادي)، حيث يستخدمها بقصف المدينة والرمادي ومناطق شرق الرمادي بقذائف الهاون والصواريخ». وناشد رئيس الوزراء حيدر العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة «تحرير جزيرة الخالدية كونها تشكل خطرا على قضاء الخالدية ومدينتي الفلوجة والرمادي المحررتين من داعش». على صعيد آخر، تحدثت وسائل إعلام عراقية عن نية أميركية للمشاركة في عمليات برية لقوات النخبة، يقدر عددها بأكثر من 100 عنصر، تتواجد حالياً في قاعدة سبايكر شمال تكريت، تكون مهمتها السيطرة على مطار القيارة الاستراتيجي جنوب الموصل، الذي سيكون محطة انطلاق للهجوم المرتقب على مدينة الموصل. علماً أن طائرات أميركية من طراز «أباتشي» نفذت أخيراً طلعات جوية ضد «داعش» في المنطقة ذاتها. وفي القاهرة، رحب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، ببيان العبادي، حول استعادة القوات العراقية السيطرة على القسم الأكبر من مدينة الفلوجة، مشيدا في بيان بتزامن هذه الخطوة مع عزم القوات العراقية التقدم باتجاه جنوب مدينة الموصل لتحريرها. وناشد العربي جميع الأطراف المعنية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية سرعة التحرك من أجل معالجة أزمة النازحين العراقيين، وتقديم المساعدات اللازمة لهم وتهيئة الظروف الملائمة لعودة جميع النازحين من سكان الفلوجة إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن. وأكد الأمين العام أهمية تضافر جهود كل العراقيين في هذه المواجهة الشاملة مع الإرهاب، مشددا على ضرورة أن يحرص الجميع على تعزيز مسار الحوار والمصالحة الوطنية بين مختلف مكونات أبناء الشعب العراقي. واشار إلى تأييد الجامعة العربية ودعمها لجهود الحكومة العراقية في استعادة الأمن وتحقيق الاستقرار السياسي للبلاد.
مشاركة :