فتحت القوات العراقية جبهة ثانية في إطار إعدادها للهجوم على الموصل، معقل تنظيم «داعش»، بعد يوم من إعلان القوات الحكومية النصر على الإرهابيين في الفلوجة، حيث أعلن المجلس النرويجي للاجئين أن المواجهات في المدينة دفعت نحو 30 ألف شخص على الأقل إلى النزوح منها، محذراً من وقوع «كارثة إنسانية». وتفصيلاً قال مسؤولون أمنيون إن القوات الحكومية طهرت قريتين جنوب الموصل وتقدمت نحو 20 كيلومتراً على طول طريق صحراوي غرب بيجي، في أول تقدم بعد المدينة منذ استعادتها في أكتوبر الماضي، وتعد الموصل أكبر مدن شمال العراق والعاصمة الفعلية للتنظيم الإرهابي في العراق. وقال وزير الدفاع، خالد العبيدي، إن الهجوم يمثل بداية العمليات لطرد مسلحي «داعش» من القيارة، الواقعة إلى الشمال من بيجي، حيث يمكن استخدام المطار الموجود بالمنطقة نقطةَ تجمعٍ للقوات لشن هجوم على الموصل التي تبعد 60 كيلومتراً شمالي القيارة. • اعتقال 600 عنصر من تنظيم «داعش» أثناء محاولتهم الهروب مع نازحي الفلوجة. وقال العبيدي «هذا خطوط التماس مع عصابات داعش الإرهابية، شمال مدينة البيجة (بيجي) 24 كيلومتراً، بدأت القطاعات الآن بالتحرك لعمليات تحرير القيارة، وإن شاء الله ستحقق، خلال ساعات قليلة، النصر على منطقة القيارة». من جهة أخرى، اعلن المجلس النرويجي للاجئين أن المواجهات في مدينة الفلوجة دفعت نحو 30 ألف شخص على الأقل إلى النزوح من المدينة التي سيطر عليها تنظيم «داعش» لأكثر من عامين، محذراً من وقوع «كارثة إنسانية». وتمكنت القوات العراقية، الخميس الماضي، من استعادة السيطرة على وسط الفلوجة فيما لايزال تنظيم «داعش» يوجد في مناطق شمال المدينة الواقعة على بعد 50 كلم غرب بغداد. وساعد تقدم القوات الأمنية آلاف المدنيين على الفرار من المدينة التي تعد أحد ابرز معاقل الإرهابيين، والتوجه إلى مخيمات إنسانية مجاورة. من جهة أخرى، أعلنت قيادة الحشد الشعبي في محافظة الأنبار، أمس، اعتقال 600 عنصر من تنظيم «داعش» الإرهابي خلال محاولتهم الهروب مع الأسر النازحة من مدينة الفلوجة. وقال آمر الفوج الثاني في لواء الصمود في عامرية الفلوجة التابع للحشد الشعبي العقيد لورنس محمد العيساوي، إن «القوات الأمنية تمكنت من اعتقال 600 عنصر من تنظيم داعش الارهابي خلال محاولتهم الهروب مع العوائل التي تم إخلاؤها من محاور الفلوجة الغربية والجنوبية، بعد تدقيق هوياتهم وثبوت كونهم من المطلوبين». وأفاد تقرير للمجلس بأن «التقديرات الكلية لأعداد النازحين من الفلوجة مذهلة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، بلغت 30 ألف شخص». وأشار المجلس، الذي يتولى إدارة عدد من المخيمات، إلى نزوح 32 ألف شخص قبل ذلك، منذ انطلاق عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة قبل نحو شهر. ونبه التقرير إلى استمرار وجود عشرات الأسر، وبينهم فئات من الأكثر ضعفاً، فضلاً عن نساء حوامل وكبار السن، داخل الفلوجة. وأكد أن العديد ينتظرون، وسط درجات حرارة خانقة، وصول خيام إلى مخيمات النازحين. وقال مدير المجلس في العراق، ناصر موفلاحي: «نناشد الحكومة العراقية أن تتحمل مسؤولية هذه الكارثة الإنسانية التي تتفاقم مع الوقت». وعجز المجلس النرويجي عن تقديم المساعدات المطلوبة حيث ينفد الطعام والمياه بشكل سريع.
مشاركة :