بواسل الحد الجنوبي.. صيام ورباط لرصد تحركات العدو

  • 6/19/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

البداية كانت بتوجيهات من قائد حرس الحدود بمنطقة عسير، اللواء سفر بن أحمد الغامدي، بتفصيل بدلة عسكرية خاصة لموفد «المدينة»، ومنحه جميع متطلبات الزي العسكري؛ هدية يستعين بها حال وجوده في الخطوط الأمامية مع الجنود البواسل، تقديرا منه لدور الجريدة في متابعة ما يدور بالخطوط الأمامية، وهو ما استوجب الشكر لقيادات حرس الحدود؛ على هذا الإهداء، الذي يعد وسام شرف لموفدها. فور وصولنا إلى مقر قيادة حرس الحدود، بقطاع ظهران الجنوب، كان اللقاء مع قائد القطاع، العقيد خميس الزهراني، الذي رحب بنا بين جنود الوطن، وارتديت البدلة العسكرية، والسترة الواقية، متجهًا إلى الخطوط الأمامية، مع العقيد الزهراني والمقدم صالح الشهراني. بوابة الحدود وعلى الطريق اختفت محافظة ظهران الجنوب وراء ظهورنا بعد أن طوقتنا الجبال من جميع الاتجاهات، في طرقنا إلى مركز علب، الذي يبعد عن محافظة ظهران الجنوب 15كم، متوجهين إلى بوابة الحدود، وهي بوابة يمتنع على المواطنين تخطيها، وتخضع لإشراف قطاع حرس الحدود، باعتبارها من المناطق العسكرية الخطرة، الملاصقة للحدود مع الجمهورية اليمنية الشقيقة. توقفت قليلا في بوابة الحدود، حتى يأخذ قائد القطاع فرصة للسلام على رجاله والاطمئنان عليهم، وتهنئتهم بالشهر الكريم وتفقد أحوالهم، ومن ثم عاودنا السير نحو الخطوط الأمامية. انتشار محكم وتنسيق مستمر وخلال توغلنا في طريقنا نحو الخطوط المتقدمة، شاهدنا الانتشار المكثف، والمحكم، لقواتنا الباسلة، من رجال حرس الحدود، والقوات المسلحة، والحرس الوطني، بآلياتهم الحديثة، وعتادهم المتطور، شاهدناهم أعلى قمم الجبال، وعلى السهول، وفي بطون الأودية، وكانوا على امتداد الطريق يلوحون لنا بإشارات النصر، معبرين عن عقيدة راسخة، وإيمان عميق بالله سبحانه وتعالى. ورغم حرارة الصيف اللاهبة وأشعة الشمس الحارقة كانوا في عمل دؤوب ومستمر، وهو ما دفع العقيد الزهراني إلى توجيه حديث باسم إلينا قائلا: «الرجال البواسل يؤدون واجبهم بكل تفان، وحرص، وإخلاص»، مشيرا إلى أن العمل يتم من خلال تنسيق مستمر، وعبر غرفة عمليات مشتركة والكل يعرف العمل المنوط به، مضيفا: «وهذا ما يجعل العمل الجماعي مثمرا وناجحا، فجنودنا على قدر المسؤولية، ويهرولون إلى التضحية في سبيل الدين والدفاع عن العقيدة والوطن». ولفت العقيد الزهراني إلى أن الهدنة الجارية حاليا، لم تؤثر على أعمال البواسل بالخطوط الامامية، والمواقع الخلفية، قائلا: «نؤدي واجبنا دون كلل أو ملل، سواء في ظل الهدنة الملتزمين بها، أو في غيرها، سواء في السلم أو الحرب، فنحن جاهزون على مدار الساعة». «المدينة» أول وسيلة إعلامية تزور الخطوط الأمامية ما أن وطأت أقدامنا، أحد مواقع الخطوط الأمامية، حتى أكد لنا قائد القطاع أن «المدينة»، هي أول وسيلة إعلامية تزور مناطق التماس مع العدو في هذه المواقع وفي موقع رقابة (الغرابة) المتقدم بدأت رحلتنا الحقيقية نحو رصد ما يجري على أرض الواقع، حيث الجميع منتشرون في المواقع الموكلة إليهم، يباشرون مهامهم باقتدار، فهذا موقع مسؤول عن المراقبة والرصد، وآخر يراقب أي تحركات بالقرب على الحدود، بالإضافة إلى موقع ثالث تتمركز فيه المعدات الثقيلة، من المدرعات والقاذفات والهاون وغيرها، وفي موقع قريب يتم تحليل عمليات المراقبة، وإرسال المعلومات إلى قيادة العمليات المشتركة، مستعينين في كل ذلك بما يمتلكونه من تقنية متطورة، من المناظير النهارية، والأنظمة الحرارية وغيرها. ضبط النفس.. شعار المرحلة وخلال تواجدنا بالمكان أخذ جنودنا البواسل في رصد بعض التحركات داخل الاراضي اليمنية، وتبين أن هناك دراجة نارية تتنقل من موقع لآخر بصورة مستمرة؛ فتم رصد تحركاتها بالكامل، وايصال المعلومة للعمليات المشتركة، ومن ثم استعد الجميع وتأهبوا، في لحظات قليلة؛ ليكونوا على أتم الجاهزية حال كان هناك ما يستعدي التدخل، في ظل ما يصدر من تعليمات لرجال قواتنا المسلحة وحرس الحدود والحرس الوطني بممارسة أعلى درجات ضبط النفس خلال الهدنة، رغم خروقات الميليشيات الحوثية. «مندبة» تحت الرقابة الحديدية ولأن موقع رقابة الغرابة، يشرف مباشرة على منفذ «مندبة» داخل الأراضي اليمنية، والذي تتحصن به الميليشيات الحوثية، وتتخذه موقعا للاشتباك مع قواتنا المسلحة، ورجال حرس الحدود، فإنه يخضع لرقابة دقيقة من رجال قواتنا المسلحة، وحرس الحدود، الذين يرصدون الموقع على مدار الساعة، ويراقبون بكثافة شديدة أي تحركات تصل إليه. وقفنا على الموقع العقيد الزهراني، الذي أكد أن رجالنا يشرفون على جميع التحركات، ويرصدون مبكرا أي تحركات، ثم يمررون المعلومات بشكل سريع، متأهبين للتدخل في أي لحظة، مشيرا إلى أن الموقع حاليا خال من المليشيات الحوثية، منذ عاصفة الحزم؛ بعد أن تكبدوا خسائر فادحة، دفعتهم لتقضيل الانسحاب. اجتماع ميداني للوقوف على وضع القوات وخلال تواجدنا عقد الزهراني اجتماعا مع قائد سرية القوات المسلحة بالموقع النقيب خالد ماجد الدوسري وقائد الموقع من قوات حرس الحدود الملازم أول ثقل بن محمد الشكره، للوقوف على وضع القوات وتمركز الجنود، بالإضافة إلى تفقد أحوال الجميع والرصد المستمر والاستفادة من التقنيات المتطورة في الموقع؛ لرصد كل ما يدور من العدو وسرعة تمرير المعلومات لتعامل معها وفق ما يتطلبه الوضع على أرض الواقع. مقاتلون: الصوم يشد عزيمتنا وأعظم الانتصارات تحققت في رمضان. في درجة حرارة تراوح الأربعين خلال شهر الصوم كان لابد أن نسأل عن أثر الصيام على البواسل، ولم يكن مفاجئا ما وجدناه من إجماع على أن الصيام يشد من عزيمة البواسل، ويرفع من همتهم المعنوية والروحية، متذكرين أن أعظم انتصارات المسلمين تحققت في رمضان. وأكدوا أن الصوم لا يثنيهم عن أداء واجبهم تجاه دينهم ووطنهم، فالجميع مرابطون في مواقعهم بقلوب معلقة بالله سبحانه وتعالى، يستمدون منه العون، والعقيدة الراسخة، متفقين على هدف واحد وهو بذل الأرواح فداء للدين ثم المليك والوطن> المزيد من الصور :

مشاركة :