نظّم مكتب ثقافة احترام القانون بوزارة الداخلية، بالتعاون مع مكتب شؤون أسر الشهداء، مساء أمس الأول بمدينة خورفكان مجلساً رمضانياً ضمن مجالس خيمة شهيد، وذلك بحضور حشد كبير من أسر وأهالي شهدائنا الأبرار من رجال القوات المسلحة. ناقش المجلس الذي أقيم بفندق الأوشيانك، وأداره الإعلامي محمد الرئيسي من مؤسسة الشارقة للإعلام، ناقش العديد من المحاور التي تدور حول أسباب وصول دولة الإمارات العربية المتحدة للمركز الأول عالمياً في التعايش السلمي بين الجنسيات التي تحتضنها والتي وصلت إلى 200 جنسية. في مستهل المجلس أوضح الإعلامي محمد الرئيسي الفكرة العامة للمجلس، حيث تدور المناقشات حول الجهود الفردية والشعبية والرسمية والتي حولت دولة الإمارات إلى بوتقة انصهرت فيها مئات الثقافات والمرجعيات الفكرية لما يزيد على 200 جنسية يعيشون على أرضها بكل تناغم وتسامح وتقبل للآخر، متنعمين بأمنها وأمانها، مستظلين بقوانينها العادلة ومنسجمين مع تسامح أهلها. تعرض مدير الجلسة إلى محاور النقاش والتي تضمنت، جهود الدولة ودور الفرد والمجتمع في تحقيق التعايش، ونهج زايد في التأسيس لدولة التعايش والتسامح، وأخيراً دور القانون في صهر الثقافات. أكد المشاركون إن الإمارات احتلت المرتبة الأولى عالمياً في التعايش السلمي بين الجنسيات، حيث تحتضن ما يزيد على 200 جنسية على أرضها، متفوقة على الولايات المتحدة الأمريكية التي يعيش بها 197 جنسية، وبريطانيا التي لديها نحو 181 جالية من مختلف أنحاء العالم. قال محمد جلال الريسي نائب مدير وكالة أنباء الإمارات، إن التعايش الإيجابي من أهم السمات التي يمتاز بها أهل الإمارات ومن يعيش بها من مواطنين ومقيمين، معتبراً أن هذا التعايش من أهم إنجازات الدولة منذ عقود التأسيس إلى يومنا هذا. وأضاف الريسي إن التقدير الذي يلمسه أي إماراتي في أي بقعة من بقاع العالم، ندين بالفضل فيه للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة،طيّب الله ثراه وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، فقد باتت الإمارات نتيجة لرؤيتهما الثاقبة وجهودهما المتوالية أنموذجاً في التعايش والتسامح. واعتبر نائب مدير وكالة أنباء الإمارات، أن ما وصلت إليه الإمارات من مكانة في هذا الصدد، لا شك أنه ثمرة جهود رسمية ومجتمعية، وفردية، فالدولة تعمل بكافة أجهزتها لتحقيق الاستحقاقات المنشودة والريادية في كافة المجالات. من جانبه تناول المقدم جمال محمد النقبي المستشار القانوني بوزارة الداخلية، الحديث عن مسيرة التعايش على أرض الدولة منذ ما قبل التأسيس، موضحاً أن عدد المقيمين في الدولة عام 1968 لم يكن يتعدى 50 ألف مقيم، فيما بلغ العدد اليوم نحو 7 ملايين مقيم. وأشار النقبي إلى أن هذه الزيادة الكبيرة خلال تلك الفترة الزمنية، هو مؤشر بحد ذاته على مدى التسامح والتعايش في الدولة. وأشار إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، استقى ببداوته وذكائه الفطري، أسس التسامح والتعايش من تعاليم القرآن ومنهاجه، وأرسى تلك الأسس منذ ما قبل الاتحاد، واشتمل دستور الدولة وقوانينها الناظمة لكافة الشؤون على هذا النهج والتأكيد عليه. وأوضح أن الدولة على المستوى الرسمي عملت على استضافة الكنائس والمعابد لغير المسلمين، بل ومقابرهم وفي بعض الأحيان تتحمل الدولة تكلفة إنشائها. عن دولة التسامح والتعايش تحدث فضيلة الشيخ سالم محمد الدوبي - واعظ -، فقال إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، أرسى العديد من الركائز التي قام عليها المجتمع حين عمل على وحدته ونبذ تفرقه، واستقى زايد من القرآن الكريم العديد من القيم والأخلاقيات وعمل على نشرها والتأصيل لها والترسيخ في العقل الجمعي للناس. وأوضح الدوبي أن المواقف لا تعد ولا تحصى، فيما يخص نهج التسامح والتعايش في خصال الشيخ زايد ومن بعده صاحب السمو رئيس الدولة و أصحاب السمو الحكام، مشيراً إلى أن ديننا الحنيف دين يحث ويأمر في مواضع عدة على قبول الآخر. ورأى الدوبي أن التآلف بين القيادة والشعب، وما يترتب عليه من قيم إيجابية وشعور بالأمن المجتمعي والتكافل والرضا وتحقيق الذات والعدل في المعاملات، كلها أمور تدفع الآلاف والملايين من أبناء الجاليات العربية والأجنبية إلى التمسك بالبقاء في الإمارات وعدم مغادرتها، حباً فيها وفي شعبها وقيادتها. قال محمد إسماعيل عبد الله، الباحث بالأرشيف الوطني إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات جعلتها دولة صديقة لكافة دولة العالم، فلا نجد في سياستنا سوى الانحياز لقيم العدل والخير والحب والجمال، وهذه واحدة من العوامل التي ترسخ منهج التسامح والتعايش والبعد عن الصراعات الفردية أو الجمعية.
مشاركة :