استخدام الطاقة الشمسية يزدهر في غزة مع تفاقم أزمة الكهرباء

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

رغم وضعه المالي الصعب يسعى المزارع الفلسطيني ناهض أبو عاصي؛ للحصول على قرض لتركيب ناظم طاقة شمسية في مزرعته المخصصة لتربية الدواجن بسبب استمرار انقطاع الكهرباء بقطاع غزة؛ ما يؤدي الى خسائر. وقال أبو عاصي (52 عاماً) وهو من حي الزيتون في شرق غزة وقد تعرضت مزرعته مرتين للتدمير من قبل الجيش الإسرائيلي؛ كان آخرها في حرب عام 2014، إنه يرغب في تركيب نظام طاقة شمسية لتفادى الخسائر بسبب انقطاع الكهرباء مطولاً بشكل يومي، كما أن المولدات الكهربائية مكلفة؛ فضلاً عن الأعطال، فلجأت إلى تركيب نظام للطاقة الشمسية كبديل أوفر؛ لأننا بحاجة إلى الكهرباء 24 ساعة. وبحسب "الفرنسية"، فقد أشارت مصادر طبية مسؤولة، إلى وفاة أكثر من 24 فلسطينياً أغلبيتهم أطفال بسبب انقطاع الكهرباء، إما نتيجة حروق سببها الشموع أو انفجار مولد الكهرباء، حيث يواجه قطاع غزة أزمة حادة في التيار نتيجة القصف المتكرر لمحطة التوليد، وخصوصاً بعد خطف الجندي جلعاد شاليط صيف 2006. وأوضح أبو عاصي؛ أن وضعي سيئ للغاية وأحاول بأي شكل من الأشكال تركيب ألواح شمسية لكن أسعارها مكلفة؛ لكنها تبقى معقولة مقارنة بتكلفة المحروقات للمولد، مشيراً إلى أن الدواجن بحاجة دائمة إلى الكهرباء، فقد خسرت الكثير من الدجاج بانقطاع التيار، مضيفاً أن تكلفة الطاقة الشمسية تبلغ بين خمسة إلى ستة آلاف دولار، وتقدمت للحصول على قرض من إحدى المؤسسات في غزة لتمويل المشروع، وسأقوم بتسديد 200 دولار شهرياً. من جهته، يقول نضال النخالة، إنه قام بتركيب وحدة طاقة شمسية لأسباب عدة أهمها الإزعاج، ففيما ينشغل الناس بمولدات الكهرباء لا أحتاج إليها، فاستخدامي في الشركة أو البيت، في الطابعات والأجهزة والكمبيوترات مرتبط دون توقف بالطاقة الشمسية. أما المهندس رائد أبو الحاج؛ مسؤول دائرة الطاقة الشمسية في سلطة الطاقة، فقال إن استخدام الطاقة الشمسية أو الطاقة المجددة في غزة يأتي من منطلق الحاجة إلى الكهرباء والنقص الحاد أو العجز الكبير في هذا المجال، مضيفاً أنه تم تنفيذ مشاريع عدة للمدارس والمستشفيات ومؤسسات عامة، ويجري الآن تنفيذ عدد من المشاريع لتسهم في حل جزء من المشكلة العامة للكهرباء. ولفت أبو الحاج؛ إلى أنه بسبب العجز في الكهرباء فإن أولوية سلطة الطاقة هي دعم وتشجيع الطاقة المتجددة سواء على المستوى المنزلي أو على مستوى المؤسسات الخاصة أو القطاعات الحكومية، مشيرا إلى وجود خطة جديدة لتزويد 10 آلاف وحدة سكنية بالطاقة الشمسية نستهلها تقريبا بـ 400 أو 500 منزل بقدرة كيلو أو 2 كيلو واط. وأوضح أبو الحاج؛ أن للحصار الاسرئيلي دوراً كبيراً جداً في منع تزويد تجارنا ومؤسساتنا بالأنظمة الشمسية، وفي الفترة الأخيرة كان هناك منع للخلايا الشمسية؛ لكن الآن هناك تقنين لهذه الأدوات؛ بحيث انخفضت أسعار وحدات الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن الطاقة البديلة الآن تغطي ما يقارب 3 ميجاواط من احتياجات القطاع، وهناك مشاريع قيد التنفيذ يمكن أن تصل الى 15 ميجاواط خلال ثلاث سنوات. بدوره، أكد داود ترزي؛ صاحب محطة محروقات، أن السبب الذي دفعني إلى تركيب وحدة طاقة شمسية في المحطة والمنزل هو انقطاع التيار الكهربائى الذي يستمر في بعض الأحيان 18 ساعة، فالمولدات تؤدي إلى تلوّث البيئة، أما الطاقة الشمسية فإنها صديقة لها، مشيراً إلى أن الطاقة الشمية تخفض النفقات ونحن في غزة لدينا شمس طوال السنة باستثناء أيام محدودة وكنت أدفع نحو 1500 دولار شهرياً فواتير أما الآن فلا أدفع شيئاً. ووفقاً لسلطة الطاقة، فإن احتياجات قطاع غزة من الكهرباء تبلغ 450 ميجاواط، في حين أن المتوافر من جميع المصادر يبلغ 250 ميجاواط، 27 في المائة من الطاقة مصدره إسرائيل، 6 في المائة من مصر، و22 في المائة من محطة التوليد الوحيدة في القطاع. أما محمد عطا الله؛ العامل في تركيب وحدات الطاقة الشمسية، فقال في أثناء تركيب 72 خلية شمسية فوق ورشة لصيانة السيارات في حي الصبرة في غزة، إن الألواح ستغذي الورشة بطاقة 18 كيلو واط؛ ما سيؤدي إلى استغنائها عن المولد الكهربائي، مؤكداً أن الطاقة الشمسية آمنة ولا مخاطر لها مثل مولدات الكهرباء أو الشموع التي تسبّب حرائق. وأضاف عطا الله؛ أن تكلفة تركيب وحدة الطاقة الشمسية أقل من المولدات الكهربائية، فالمنزل يكلف بين 1200 الى سبعة آلاف دولار حسب حجمه والأحمال والاستخدامات، وتنتشر في قطاع غزة ألواح الطاقة الشمسية في كل مكان فوق المنازل والمستشفيات والجامعات وأعمدة الإنارة والمرافق العامة.

مشاركة :