لندن - (أ ف ب): حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الاحد من ان خروج بلاده من الاتحاد الاوروبي قد يكون «خيارا مصيريا لا رجعة فيه» إلى الوراء، وذلك قبل اربعة أيام من استفتاء سيحدد مصير بريطانيا التي لا تزال تحت صدمة مقتل النائبة جو كوكس. فبعد ثلاثة أيام من الحداد والوحدة الوطنية، استؤنفت حملة الاستفتاء امس الاحد، واظهرت من جديد الخلافات العميقة في البلاد. فبدءا ببوريس جونسون نجم المعسكر المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وصولا إلى كاميرون الداعم الرئيسي لبقائها في الصف الاوروبي، ادلى جميع اللاعبين السياسيين الرئيسيين بتصريحات إلى الصحف الصادرة أمس الاحد، على ان يظهروا ايضا في برامج سياسية تبث عبر التلفزيون على مدى ساعات اليوم. واجرت صحيفة «تايمز» من جهتها مقابلة مع كاميرون. وفي بيرستال، المدينة الصغيرة في شمال إنجلترا حيث قتلت جو كوكس بوحشية الخميس في وسط الشارع، تم تنظيم امسية حداد احياء لذكرى النائبة العمالية البالغة 41 عاما التي كانت مؤيدة لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي. من جهتهم يفضل المحللون ان يبقوا حذرين بشأن التأثير المحتمل لمقتل كوكس على الاستفتاء المزمع اجراؤه الخميس. ووضع أول استطلاع للرأي أجراه معهد «سورفيشن» يومي الجمعة والسبت بعد الحادث المأسوي، المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي في المقدمة مع 45 في المائة من الاصوات، مقابل 42 في المائة حصل عليها المعسكر المؤيد لخروجها، في حين كان الاستطلاع الاخير الذي اجراه المعهد يشير إلى نتيجة معاكسة تماما. وأظهرت استطلاعات الرأي التي صبت الاسبوع الماضي في مصلحة الخروج من الاتحاد الاوروبي، الاحد تعادلا تاما بين المعسكرين. وعبرت صحف كثيرة صادرة الاحد عن رأيها في الاستفتاء. وكتبت «صنداي تايمز» انها تؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، في حين ان صحيفة «تايمز» أكّدت انها تؤيد بقاءها فيه. من جهتها اشارت صحيفة «صنداي تلغراف» إلى انها تؤيد خروج البلاد، معتبرة ان «الاتحاد الاوروبي ينتمي إلى الماضي». اما «ميل اون صنداي» و«ذي اوبسيرفر» فيفضلان من جهتهما الوضع الراهن. وكتبت «ميل اون صنداي» «ليس الان الوقت لكي نضع السلام والازدهار في خطر»، شاجبة «الاوهام الخطيرة» التي يسوق لها معسكر الخروج من الاتحاد. وقال كاميرون في مقابلة مع صحيفة «تايمز» «عندما تقفزون من الطائرة، لن تكون هناك وسيلة للعودة اليها. اذا غادرنا، فسيكون ذلك للابد، لن يكون هناك رجوع ممكن»، متحدثا عن «خيار مصيري». وشبه رئيس الوزراء كلا من بوريس جونسون ومايكل غوف زعيمي المعسكر المؤيد للخروج، بأرباب عائلة غير مسؤولين يضعون عائلاتهم «في سيارة فراملها غير صالحة وخزانها يتسرب» منه الوقود.
مشاركة :