ماذا يحدث في وسائل التواصل

  • 1/25/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا غرابة أن تضحك وأنت جالس وحدك فـ«واتسآب» وغيره من وسائل التواصل كفيلة بذلك. كل ما يخطر على البال تجده في مواقع التواصل الاجتماعي، تجد المضحك والمبكي والمفرح والمحزن والمذهل وكل ما يثير علامات التعجب، وقد أصبح من السهل لضعيفي النفوس في هذه المواقع أن يكذبوا كذبة تقشعر لها الأبدان، وبات من الصعب على العقلاء التمييز بين الكذب والصدق. أتعجب كل العجب عندما أرى من يكذب الكذبة ثم يصدقها ويقوم بنشرها وينسى أن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. كل شيء متوفر حتى التفاهات المضحكة لا تغيب فهناك متخصصون نذروا أنفسهم لذلك، وتجد لكل مجال من يتخصص فيه. وهذا لا يعني أن كل ما في وسائل التواصل الاجتماعي مذموم، فزمن الانفتاح أتى ليقول كلمته ويجعل من أكثر الغرائب شيئاً مألوفاً، فوسائل التواصل الاجتماعي ليست أداة تواصل فقط، وإنما وسائل ترفيه وتسلية وكسر حواجز. هناك من إذا واجهته وجها لوجه لا يتكلم معك كثيرا، «قطيع لسان» مثلما يقولون، لا يستطيع أن يخوض في الحديث، لا يستطيع الجدال ولا طرح الفكرة ولا الدفاع عنها ولا حتى التعبير عما بداخله. ولكنه في وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» إلى «واتسآب» وغيرها من من مثل هذه الوسائل، طلق اللسان، يسأل، يجيب، يخوض في الحديث، يطرح فكرته ويدافع عنها، يجادل، يخاصم، يعبر عما بداخله. وفي هذه الحالة ينتابك الشك أن هناك شخصا آخر يفعل هذا مقارنة بـ «قطيع اللسان»، ولكن يقال في المثل «مقابلة السيوف ولا مقابلة الصفوف». لو أن هذه الوسائل استخدمت للنقاشات وطرح المعلومات المفيدة لخرجنا بجيل مثقف وواعٍ، ولكن مع الأسف استخدم من قبل كثيرين للسخرية و«الطقطقة» ونكت المحششين، الذين هم أبرياء منها، وتفاهات لا تعود على العقول إلا بالتبلد.

مشاركة :