واصل المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب تقليص فارق تخلفه عن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون بعد مجزرة الملهى الليلي للمثليين في اورلاندو الأسبوع الماضي والتي اسفرت عن 49 قتيلاً، وبلغ 10.7 نقطة، وفق استطلاع أجرته شركة «رويترز - إبسوس» وامتد من الاثنين الى الجمعة، في مقابل 14.3 الأحد الماضي. وكان لافتاً ايضاً أن نحو 45 في المئة من المستفتين ايدوا فكرة ترامب منع هجرة المسلمين موقتاً، في مقابل 41.9 في المئة مطلع الشهر الجاري، على رغم أن التساؤلات لا تزال مستمرة حول دوافع هجوم اورلاندو، في ظل تأكيد السلطات ان منفذه الافغاني الأصل عمر متين اعلن ولاءه لتنظيم «داعش»، في مقابل كشف شهود انه تردد سابقاً على الملهى، واستخدم تطبيقاً للمثليين. الى ذلك، اظهر الاستطلاع ان نحو 70 في المئة من الأميركيين بينهم غالبية ديموقراطية وجمهورية يرغبون في تعديل القواعد والضوابط الخاصة بالأسلحة، في حين كانت هذه النسبة 60 في المئة في استطلاعات مشابهة عامي 2013 و2014. وبعد اعتداء اورلاندو، طالب ترامب بإجراءات لجعل امتلاك أسلحة نارية أمراً صعباً على مشبوهين بالإرهاب، ما يختلف عن معارضة حزبه الجمهوري لأي قيود على الأسلحة، علماً ان موقف هيلاري كلينتون الدائم هو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في شأن الأسلحة وبينها وقف بيع البنادق الهجومية. وفي خطابه الإذاعي الأسبوعي، جدد الرئيس باراك اوباما دعوته الى خفض العنف الناجم عن انتشار الأسلحة، واصفاً سهولة الحصول عليها بأنه امر «غير معقول». وزاد: «حتى بعد ان نرى حسرة الآباء والأمهات على ابنائهم القتلى، فإن عدم تحرك البلاد لوقف عملية قتل مأسوية جديدة أمر غير منطقي بتاتاً». وفي سياق التحقيقات، كشفت مصادر ان متين خضع لفحص نفسي في 2007، حين تقدم للعمل كحارس امن. لكن مجموعة «جي 4 إس» المتعاقدة مع الادارة الأميركية لم تجرِ أي تقويم آخر خلال تسع سنوات من عمله لديها، فيما فتح مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي اي) تحقيقاً في شأن متين في 2013 و2014. ونقلت محطة «سي ان ان» عن مصادر لم تحددها ان «متين اضاف اخيراً زوجته نــور سلمان الى بوليصة تأمين على الحياة، ومنــحها امكان التدخل في حســاباته المصرفية، ما يوحي بأنه خطط مسبقاً للهجوم». اما نشرة «تريغر كوست نيوز» المحلية فذكرت ان متين «تعرض لعقوبات 31 مرة حين كان في المرحلة الثانوية من دراسته بين 1992 و1999، بسبب سلوك ينم عن عدم احترام وعنيف احياناً، واستخدامه لغة سوقية. وكان طالباً فقيراً جداً». وكشف عمر صالح، المحامي في مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية (كير) إن عملاء «إف بي آي» استجوبوا عضواً في مركز «فورت بيرس» الإسلامي، مشيراً الى انه حضر صالح جلسة الاستجواب التي استغرقت 30 دقيقة. على صعيد آخر، قضت محكمة بسجن تيد هاكي من ولاية كونيتيكت ستة أشهر بعدما أقرّ بذنبه بتهمة إطلاق نار على مسجد «بيت الأمان» قرب منزله في مدينة ميريديان، خلال نوبة غضب زادها احتساؤه الكحول غداة اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، والتي أسفرت عن 130 قتيلاً. وبعد الجلسة شكر هاكي إمام المسجد الذي دعا الى الرأفة به، خصوصاً أن أحداً لم يصب بأذى في إطلاق النار. وقال: «أرغب بصدق في العمل مع جيراني الذين قبلوا اعتذاري». وذكرت وثائق المحكمة أن مراجعة رسائل نشرها هاكي على الانترنت قبل إطلاقه النار على المسجد أظهرت سلسلة تصريحات معادية للإسلام، وبينها «الحل الوحيد هو محو الإسلام من على وجه الأرض».
مشاركة :