السكري .. «هم» إضافي يثقل كاهل الاقتصادات الوطنية

  • 6/20/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر أمراض العيون من أخطر مضاعفات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأكثرها شيوعاً – والسكري من هذا النوع هو مرض مزمن يرتبط بمشاكل البدانة ونقص الحركة، وقد تؤدي مشاكل العين الناتجة عن السكري في حال تَركِها دون علاج إلى العمى، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن معدلات الإصابة بالسكري في منطقة الشرق الأوسط هي الأعلى في العالم، مما يعني زيادة احتمالية الإصابة بالعمى نتيجة المرض، ويزيد من حجم المشكلة أن نحو 75% من الأشخاص المصابين بالسكري لا يدركون أنهم يعانون من مضاعفات في العين. وبحسب منظمة الصحة العالمية في تقريرها العالمي الأول حول مرض السكري (أبريل 2016)، فإن عدد الأشخاص المصابين بمرض السكري ارتفع بمقدار أربعة أضعاف تقريباً منذ عام 1980 ليصل إلى 422 مليون شخص بالغ، غالبيتهم يعيشون في دول نامية وهذه الدول التي تعاني ماليا أو تنظيما أو يكثر بها الجهل، ومن العوامل المساهمة في هذه الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بالسكري نقص الحركة والتمارين الرياضية وارتفاع نسب البدانة، أما مضاعفات الإصابة بالسكري فتتضمن الجلطات القلبية والنوبات والعمى والفشل الكلوي وبتر الأطراف السفلية. وتدعو منظمة الصحة العالمية الآن إلى مزيد من التحرك فيما يخص مرض السكري خلال عام 2016، وتذكر المنظمة في تقريرها أن منطقة شرق حوض البحر المتوسط – والتي تضم دول الشرق الأوسط – سجلت أعلى معدلات انتشار مرض السكري في العالم حيث يعاني منه 43 مليون شخص، وارتفعت نسبة انتشار المرض من 6% من سكان المنطقة في عام 1980 إلى حوالي 14% من البالغين فوق سن 18 سنة في عام 2014. وتعزى هذه الزيادة بشكل كبير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني نتيجة انتشار السمنة وقلة الحركة وتناول الأغذية غير الصحية. يذكر أن السكري مرض مزمن يحدث إما نتيجة عدم إفراز البنكرياس لكميات كافية من الإنسولين – وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم – أو عندما يعجز الجسم عن استخدام الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس بشكل فعَّال. ويعتبر ارتفاع مستوى السكر في الدم من التأثيرات الشائعة لمشكلة السكري التي لا يتم السيطرة عليها، وقد يؤدي إلى ضرر شديد في العديد من أجهزة الجسم وأعضائه الحيوية وخاصة في الأعصاب والأوعية الدموية. وتستدعي الإصابة بمرض السكري من النوع الأول تناول جرعة يومية من الإنسولين، ولم يتم التوصل لسبب الإصابة بهذا النوع من المرض أو كيفية تَجنُبِها. وتشير الأرقام إلى أن النسبة الأكبر من الأشخاص المصابين بالسكري يعانون من النوع الثاني من المرض، والذي يعجز الجسم فيه عن استخدام الإنسولين بكفاءة وهو ناتج عن الزيادة في وزن الجسم وقلة الحركة. وقد يتأخر تشخيص أعراض المرض حتى سنوات من حدوثه، وعندها تكون المضاعفات الناتجة عن المرض قد بدأت بالتطور. وحتى وقت قريب كان مرض السكري من النوع الثاني شائعاً بين البالغين فقط، إلا أنه بدأ يظهر لدى الأطفال وبنسب متزايدة. وتوضح د. باولا سالفيتي، استشارية طب العيون وخبيرة علاج الشبكية في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون: تزداد احتمالية الإصابة بأمراض الشبكية الناجمة عن مرض السكري كلما ازدادت فترة إصابة المريض بالسكري. فخلال العشرين سنة الأولى من المرض، يعاني جميع مرضى السكري من النوع الأول تقريباً وحتى 60% من مرضى السكري من النوع الثاني باعتلال الشبكية المرتبط بالسكري. وبحسب دراسة نفذها مستشفى مورفيلدز خصيصاً في دولة الإمارات، فإن اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري أكثر شيوعاً لدى الرجال مقارنة بالنساء المصابين بالسكري، وتزداد نسب وقوعه مع زيادة العمر وفترة الإصابة بالسكري، ومن الجدير بالذكر أن حوالي 74% من مرضى السكري قد لا يدركون أنهم مصابون بأحد أمراض العيون. هذا وكانت منظمة الصحة العالمية قد اصدرت تقريرا حول السكري في العالم بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة الذي كان موضوعه لهذا العام داء السكري أكدت فيه إنه بسبب السكري ومضاعفاته يتحمل الأشخاص المصابون به وأسرهم والنظم الصحية والاقتصادات الوطنية خسائر اقتصادية فادحة وتكاليف طبية مباشرة وفقدان الوظائف والأجور. وقال التقرير العالمي إنه يمكن للبلدان أن تتخذ سلسلة من الإجراءات للحد من أثر السكري كوضع آليات وطنية، مثل اللجان المتعددة القطاعات الرفيعة المستوى، لضمان الالتزام السياسي وتخصيص الموارد والقيادة الفعالة والدعوة للتنبه للأمراض غير السارية وإيلاء عناية خاصة للسكري بالإضافة إلى تجهيز وزارات الصحة لتضطلع بدور قيادي استراتيجي، بإشراك الجهات صاحبة المصلحة، وتحديد غايات ومؤشرات وطنية لتعزيز المساءلة، وضمان حساب كامل تكاليف السياسات والخطط الوطنية للتصدي للسكري ثم تمويلها وتنفيذها. كما شدد التقرير على ضرورة منح الأولوية لإجراءات الوقاية من فرط الوزن والبدانة، ابتداء من فترة ما قبل الولادة وفي مرحلة الطفولة المبكرة، وتنفيذ سياسات وبرامج لتعزيز الرضاعة الطبيعية، واستهلاك الأغذية الصحية، والتثبيط عن استهلاك الأغذية غير الصحية مثل المشروبات الغازية السكرية وتكوين بيئات عمرانية واجتماعية داعمة للنشاط البدني.

مشاركة :